الدرس اللغوي: بلاغة الإمتاع
إن الجملة الأولى والثانية تجيبان معا عن سؤال واحد ماذا مددت ؟ ولكن طريقة اختيار الكلمات (نحوك، إليك) و (تفاحة، فجرا) ومن (بستاني، من حنيني) تؤكد أسلوبين :
1- أسلوب ينتمي إلى اللغة الطبيعية غايته إبلاغ رسالة واضحة تحقق تواصلا بواسطة لغة تقريرية مباشرة .
2- أسلوب يميل إلى خرق علاقة مألوفة بين الكلمة ودلالتها المعتادة في اللغة الطبيعية، فإذا كانت التفاحة شيئا ماديا تنتقل ملكيته من شخص لآخر، فإن الفجر لحظة زمنية مجردة يستحيل مدها لشخص آخر ومن تم يحتاج المتلقي إلى تأويل معنى بالنظر إلى السياق العام الذي جاءت فيه كلمة فجر ويسمى ذلك بالإنزياح .
الإستنتاج 1 :
الإنزياح لغة "التباعد والذهاب واصطلاحا فرق المألوف في اللغة الطبيعية والخروج عنه، أو خرق توقع المتلقى أي أفق انتظاره .
تأمل ما يلي :
أ- سقيا لأيام مضت وللعصور الخالية
مابين روضات لنا بكل حسن حالية
ب- يقول محمد الفيتوري : صناعتي الكلام
سيفي قلمي
وكل ثروتي شعور ونغم
ولست واحدا من أنبياء العصر
نلاحظ أن هناك مقطعين مختلفين (أ) و (ب) أحدهما عمودي والثاني ينتمي إلى شعر التفعيلة فنستنتج أن الكتابة شعر على نمط التفعيلة يعد انزياحا عن المألوف في الشعر العربي وهو الشعر العمودي.
إستنتاج 2 :
قد يمثل شكل النص وإيقاعه (كما هو الحال في الشعر العمودي وشعر التفعيلة) نوعان من الإنزياح عن اللغة الطبيعية، وتحقيق الإمتاع لدى المتلقي.
ملاحظة المثال :
- ألا يا نخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام
في الشطر الثاني من البيت نلاحظ إنزياحا على المستوى البلاغي والتركيبي حيث يتمثل هذا الإنزياح في تقديم ما حقه التأخير لأن الوضع الطبيعي للتواصل عليك السلام ثم السلام عليك كما يمكن الإشارة في الشطر الأول إلى انزياح آخر حيث تمت مخاطبة النخلة وهي غير عاقل.
الإستنتاج 3 :
من أنواع الإنزياح ما يتعلق بالمستوى التركيبي ويقوم على :المشابهة (النخلة/المرأة) وتقديم ما حقه التأخير، وعودة الضمير على متأخر والتكرار