التعجب
صيغتا التعجب- شروطهما وإعرابهما
الأمثلة:
(أ)
{قُتِلَ الإنسانُ ما أكْفَرَ}. {فما أصبرهم على النار}.
{أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا}.
(ب)
ما أحسنَ إتقان الصانع لعمله- ما أحسن أن يتقنَ الصانع عمله
ما أجمل إصباح الجو معتدلا - ما أجمل أن يصبح الجو معتدلا
ما أشد اخضرار الزرع- ما أشد أن يخضرْ الزرع.
(ج)
ما أجمل أن يقال الحق دائماً.
ما أولى ألاْ نتوانى عن نُصرة المظلوم.
الإيضاح:
قد يثير الشيء في الإنسان الدهشة والتعجب، لصفة قوية بارزة فيه، حُسْنًا أو قُبحاً، والعرب تعبر عن ذلك بأساليب مختلفة، كقولهم مثلا: لله در فلان، أو سبحان الله، أو باستعمالهم الاستفهام بمعنى التعجب، كقوله تَعالَى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم}. وهذه الأساليب كلها سماعية.
غير أن اللغة العربية تستخدم للتعجب صيغتين استخداماً قياسياً، أي مطرداً، وهما: " ما أفعَلَهُ "، و"أفعِلْ به". واستقراء كلام العرب يدلنا على أنهم لا يبنون هاتين الصيغتين من كل فعل في العربية، إذ تُشترط في هذا الفعل شروط سبعة هي: أن يكون متصرفاً، قابلا للتفاوت، ثلاثياً، تاماً، ليس الوصف منه على أفعل الذي مؤنثه فعْلاء، مبنياً للمعلوم، مثبتا.
وإذا تأملت أمثلة المجموعة الأولى، وجدتها كلها مستوفية للشروط السابقة، فليس في الأفعال: كفر، وصبر، وسمع، وبصر، ما ينافي هذه الشروط.
فإذا اختل الشرط الأول، بأن كان الفعل جامداً غير متصرف، مثل: نعْمَ، وبئس، وعسى، وليس، ونحوها، فلا يتعجب منه. وكذلك الحال إذا كان معناه غير قابل للتفاوت، أي المفاضلة بالزيادة والنقصان، مثل: مات، وفني إذ لا تفاوت بين الناس في الموت والفناء.
وإذا كان الفعل غير ثلاثي مثل: قاتل، وأخرج، وانطلق، ودحرج، وغير ذلك. أو كان ناقصاً غير تام، مثل: كان وأخواتها، أو كان الوصف منه على زنة "أفعل" الذي مؤنثه "فعلاء" ويكون ذلك فيما دل على لون أو عيب أو حلية، مثل: أحمر، وأعرج ، وأغيد - في كل حالة من هذه الحالات الثلاث، نتوصل إلى التعجب من الفعل بطريق غير مباشر، وذلك بأن نأتي بصيغتي : ما أَفْعَلَه، وأَفْعِلْ به، من فعل مناسب للمقام مستوفٍ للشروط ، ثم نأت بمصدر الفعل المراد التعجب منه، صريحاً كان هذا المصدر أو مؤولاً، كما يتضح ذلك من الأمثلة المجموعة الثانية.
أما إذا اختل أحد الشرطين الأخيرين، وذلك بأن كان الفعل مبنياً للمجهول، أو منفياً، فإننا نتوصل إلى التعجب في الحالتين بفعل مناسب للمقام مستوف للشروط كذلك، ثم نأت بالمصدر المؤول للفعل؛ ولا يصح هنا المصدر الصريح، وكل ذلك واضح في المجموعة الثالثة من الأمثلة السابقة.
القواعد:
1- للتعجب في اللغة العربية صيغ كثيرة، القياسي منها صيغتان: ما أَفْعَلَهُ، وأَفْعِلْ به.
2- يشترط في الفعل الذي تصاغان منه شروط سبعة هي : أن يكون متصرفاً، قابلا للتفاوت، ثلاثيّاً، تاماً، ليس الوصف منه على أفعل الذي مؤنثه فعلاء، مبنياً للمعلوم، مثبتاً.
3- إذا كان الفعل جامداً أو غير قابل للتفاوت، فلا يتعجب منه مطلقاً.
4- إذا زاد الفعل عن ثلاثة أحرف، أو كان ناقصاً، أو على وزن "أفعل" الذي مؤنثه "فَعْلاء" توصَّلنا إلى التعجب منه بفعل مناسب مستوف للشروط، وجئنا بعده بمصدر الفعل صريحاً أو مؤولا.
5- إذا كان الفعل مبنياً للمجهول أو منفياً، توصَّلنا إلى التعجب منه بفعل مناسب مستوف لشروط كذلك، وجئنا بعده بمصدر الفعل مؤولاً لا غير.
إعراب الصيغة الأولى :
مثالها: " ما أَجْمَلَ الصَّبْرَ!".
ما : تعجبية بمعنى شيء مبتدأ.
أجمل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، يعود على (ما).
الصبر : مفعول به منصوب والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
إعراب الصيغة الثانية:
مثالها" أَجْمِلْ بالصَّبْرِ!".
أَجْمِلْ : فعل ماض جاء على صورة الأمر.
بالصبرِ: الباء حرف جر زائد، والصبر فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.