╣۩╠نزيف الأرض╣۩╠
كل شيء صارا أسودا هنا ! التربه تشتعل فيها النيران واشجار النخيل الشامخه تحترق واقفة تتطاير منها الادخنه ... ارتفع بناظريك للسماء فسترى لاول مرة فى حياتك غيوما سوداء ... !!
يا ترى ما هو حال الكائنات الحية الضعيفه عندما تنزف الأرض دما أسودا رغما عنها ؟؟
تخيلوا معى طائرا صغير اعياه العطش تسقط عيناه على بحيرة قذرة سوداء كاذبه، لكن هذا الطائر يراها كأي بحيرة ماء وبكل براءة يهبط ليروى عطشه فيلتصق بمنقاره الرقيق القطران الاسود ... وتقبض على أقدامة الصغيرتين قطرات ثقيله من الزيت الاسود ... يحاول ان يرفرف بجناحيه لكى يطير بعيدا عن هذه البحيرة المشئومه يريد أن ينقذ جسدة الضعيف ...عبثا يحاول ... لكنه لا يستطيع الحراك بحريه فقد تلوث بمادة ثقيله ،لزجه غطته بالسواد معلنة الحداد عليه ... والحزن لدنو اجله.
لننظر لذلك الجمل الكبير في الصحراء يبدو انه فقد أحد أقدامه ، لماذا ؟ لانه داس لغما ؟ يقولون انه لغما مضادا للافراد والدبابات لكنه فى هذة المره أصاب هدفا اخر. الالغام ... تفنن الانسان في زرعها وتفننت فى اصابة الاهداف العشوائية حتى أطارت مقودا من سفينة الصحراء.
لنستمر معا فى السير لندقق النظر في تلك البحيرة العجيبه ،تيبست فيها اشكال متعدده من الحشرات والحيوانات فهناك عقرب يخيل للناظر اليه انه يعود لعصور ما قبل التاريخ فقد تحجر في مكانه ولفه السواد بعد أن مات مسموما. هل اكتفي النزيف القاتل بحصد كائناتنا المحليه ،لا بل لقد اغري سربا من الطيور المهاجرة الي البحيرات الكاذبة ،أردات ان تلهو بماء البحيره فوجدت نفسها فى ورطة تصارع ماءا أسود اللون !
اذا استمرينا فى المشي بالصحراء فلربما نفقد دما أحمرا نفيسا هذه المره ، لهذا من الافضل لنا ان نتوقف عند هذا الحد فلا احد منا يرغب برؤية المزيد من الضحايا الابرياء يتساقطون في مستنقع لا ناقة لهم فيه ولا جمل !!!