زواج الملك محمد السادس بلالة سلمى

زواج الملك محمد السادسبلالة سلمى

تزوج والد الملك محمد السادس، الملك الراحل الحسن الثاني يوم السادس والعشرين منشهر فبراير- شباط العام 1961 في سرية تامة، وبعد ساعات معدودة من وفاة والده الملكمحمد الخامس، فالتقاليد العرفية في المغرب كانت تقضي بأن يتزوج الملك بمجرداعتلائه عرش البلاد في رمزيتها التي تؤكد للرعية أن السلالة الملكية ستستمر.

لكن الملك الشاب محمد السادس قرر أن يجري تغييرات على بعض من تلك التقاليد، فقداستمر في عزوبيته بعد استلامه الحكم والأكثر من ذلك تصريحه في أول خطاباته قائلا:"كيف نأمل ببلوغ التطور والازدهار، والنساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع يرينحقوقهن ومصالحهن مهضومة؟"..فيما اعتبره العديد من المتتبعين بأنه "فجرجديد في الوضعية السائية المغربية وكذا علاقات الملك المغربي برعيته".
ولد الملك محمد السادس يوم الأربعاء فاتح ربيع الثاني 1383 هـ الموافق ل 21 غشت1963 بالرباط. وفي سن الرابعة ألحقه والده الراحل الحسن الثاني بالمدرسة القرآنيةبالقصر الملكي.
وحصل الملك محمد السادس يوم 28 يونيو 1973 على شهادة الدراسات الابتدائية وتابعدراسته الثانوية بالمدرسة المولوية حيث نال شهادة الباكالوريا عام 1981.
وفي عام 1985 حصل العاهل المغربي على شهادة الإجازة في الحقوق من كلية العلومالقانونية والاقتصادية والاجتماعية بالعاصمة المغربية الرباط عن بحث حول موضوع"الاتحاد العربي الإفريقي واستراتيجية المملكة المغربية في ميدان العلاقاتالدولية".
كما أحرز العاهل المغربي سنة 1987 بامتياز على الشهادة الأولى للدارسات العليا فيالعلوم السياسية. وفي يونيو 1988 نال بامتياز دبلوم الدراسات العليا لدكتوراهالقانون العام .
ومن أجل استكمال تكوينه والاحتكاك بتطبيق مبادىء وقواعد القانون الملقنة في الكليةأجرى الملك المغربي في نونبر 1988 ببروكسيل تدريبا لبضعة أشهر لدى جاك دولور رئيسلجنة المجموعات الاوروبية أنذاك.
وفي يوم 29 أكتوبر 1993 حصل الملك محمد السادس من جامعة "نيس صوفياأنتيبوليس" على شهادة الدكتوراه في القانون بميزة "مشرف جدا" معتهانئ لجنة المناقشة وذلك عن أطروحة حول موضوع "التعاون بين السوق الأوروبيةالمشتركة والمغرب العربي".
وليصبح الملك يوم 22 دجنبر 1979 رئيسا شرفيا للجمعية الاجتماعية والثقافية لحوضالبحر الأبيض المتوسط .
وفي 18 مارس 1982 عينه والده الراحل الحسن الثاني رئيسا للجنة المنظمة للألعابالتاسعة للبحر الأبيض المتوسط التي جرت بالدار البيضاء، كما عينه يوم 11 أبريل1985 منسقا عاما لمكاتب ومصالح الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية ثم رقي في12 يوليوز 1994 إلى رتبة جنرال دوديفيزيون .
ومنذ 1996 والملك المغربي يتولى رئاسة الجمعية الملكية المغربية للحصان الركوب والرئاسةالشرفية لجمعية "تافيلالت"، كما يترأس منذ 1999 نادي الأوداية لرياضةركوب الأمواج .
كما تولى الملك محمد السادس منذ ريعان شبابه مسؤوليات جسيمة إذ كلفه والده الملكالراحل الحسن الثاني بمهام عديدة على الصعيد الوطني والعربي والإسلامي والإفريقيوالدولي لدى رؤساء دول شقيقة وصديقة. وهكذا شارك جلالته في العديد من المؤتمراتالدولية والإقليمية.
وكانت أول مهمة رسمية للملك محمد السادس خارج المغرب يوم سادس أبريل 1974 حيث مثلالمغفور له الحسن الثاني في الحفل الديني الذي احتضنته "كاتدرائية نوتر دامدو باري" تخليدا لذكرى رحيل الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو.
وقد أصبح ملكا للمغرب في 23 يوليوز 1999 اثر وفاة الملك الحسن الثاني .وقد تمتبالقصر الملكي بالرباط مراسم تقديم البيعة للملك محمد السادس .
وفي 30 يوليوز 1999 أعطى الملك الشاب تعليماته من أجل الاحتفال بعيد العرش في 30 يوليوزمن كل سنة كما وجه الملك محمد السادس أول خطاب للعرش أكد فيه السير على نهج والدهالمغفور له الملك الحسن الثاني وإبلاء أولوية خاصة لحل بعض المشاكل الاجتماعية .
ويتقلد الملك المغربي مهمة القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحةالملكية .

صاحبة السمو الملكي للا سلمى

تنتمي للاسلمى إلى الطبقة الاجتماعية المتوسطة، وقد ولدت في فاس، ووالدها عبد الحميدبناني يعمل مدرسا، أما والدتها فقد توفيت وهي لا تزال في الثالثة من العمر، فربتهاجدتها، وأتمت سلمى دراستها الابتدائية في مدرسة خاصة في فاس.
تابعت للا سلمى التي تبلغ من العمر أربعا وعشرين سنة دراستها بالرباط اذ التحقتبالسلك الابتدائي بالعاصمة ثم تابعت دراستها الثانوية بمؤسسة نموذجية تابعة لوزارةالتربية الوطنية وأحرزت على الباكلوريا سنة 1995 بميزة حسن في شعبة العلومالرياضية بثانوية الحسن الثاني .

وبعد سنتين من الدراسة بثانوية مولاي يوسف في الأقسام التحضيرية للمدارس العليا(الرياضيات العليا والمتخصصة) التحقت للا سلمى بالمدرسة الوطنية العلياللمعلوماتية وتحليل النظم حيث أمضت بها ثلاث سنوات تكللت بحصولها على دبلوم مهندسةالدولة في المعلوميات وتبوئها للدرجة الأولى من دفعة سنة 2000.
وقد عملت للا سلمى بمجموعة أومنيوم شمال إفريقيا (أونا) بصفتها مهندسة للمنظوماتالمعلوماتية حيث سبق لها أن أمضت تدريبا لمدة ستة أشهر في إطار دراستها.
ويتحدث مدرسوها على أنها كانت طالبة متميزة ونشيطة ومفرطة الذكاء، كما يقولون أنهاذات شخصية قوية تدافع بقوة عن أفكارها، ولا تتغيب عن محاضراتها إطلاقا.
عندما كانت سلمى في السنة الدراسية الثالثة في المعهد، ذهبت إلى الدار البيضاء بينشهري فبراير ومايو من العام 2000، لكي تتدرب لدى "أونا" أول مجموعةشركات خاصة في المغرب تهتم بالزراعة والتغذية والمناجم والمصارف والتأمين، وهيتوظف حوالي 29 ألف شخص من مختلف التخصصات العلمية. وفي مرحلة التدريب، ابتكرت سلمىبناني نظاما في المعلوماتية، مخصصا لجمع المعلومات التقنية، المالية والإنسانية فيالشركة وفروعها المائة، وبذلك أصبحت أمام سلمى فرصتان لتعمل في المعلوماتيةوالمراقبة الإدارة، وكما يتذكر أحد الأعضاء المنفذين والمدير المركزي في الشركة،فقد افتتحت سلمى الحوار بين أرباب المعلوماتية والمسؤولين عن أموال الشركة.
وغادرت سلمى بناني مجموعة شركات "أونا" لتستعد للامتحانات النهائية فيالمعهد، في الوقت الذي تابع فيه آخرون ورشة العمل على الأسس التي وضعتها، وحصلتسلمى على شهادتها من يدي وزير التعليم في بلادها. وفي شهر أغسطس من العام 2000،وبمناسبة عيد الشباب وذكرى ميلاد الملك محمد السادس، دعيت سلمى إلى القصر الملكيلاستقبال الطلاب الأوائل على المدارس العليا في البلاد، وكان وراء تلك الدعوة مديرالمعهد الذي تخرجت فيه، وقد قبلت سلمى الدعوة.
وفي نهاية العام 2000، حصلت سلمى على وظيفة في مجموعة شركات "اونا"وعادت إلى مكتبها السابق لتتابع العمل الذي بدأته في أثناء التدريب بمرتب يقارب170000 درهم سنويا. ويقول مدير المعهد أن سلمى كانت تحضر إلى مركز عملها فيالثامنة صباحا وتبقى حتى الثامنة مساء.
وتقول بعض الأخبار أنه في صباح اليوم التالي للإعلان رسميا عن خطبتها إلى الملكمحمد السادس في أكتوبر من العام الماضي، ودعت سلمى زملاءها وزميلاتها في شركة"أونا" وقد استقبلها الجميع بحفاوة وراحوا ينادونها "للاسلمى". وفي ذلك الوقت، اجتمعت سلمى للمرة الأخيرة بالمسؤولين للحديث عنمشروعها، ووضعت اللمسات الأخيرة على ما تم تنفيذه منه، والنقاط على ما سيتمتنفيذه.

ان والدة الملك محمد السادس" لطيفة" التي تنحدر من البربر، لم تظهر أبداأمام المغاربة ولم تظهر صورها في أي صور للعائلة. ولم تكن ملكة لكنها حملت لقب"أم الامراء". وفي ذلك قال محمد السادس لاحد رجال الاعلام "ليسهناك ملكة في الاسلام".
إذن فقد شاءت الإرادة السياسية بالمغرب أن تكشف صاحبة السمو الملكي للا سلمى عنوجهها الجميل فهل سيكشف بعد الزفاف الميمون عن نور أفكار الأميرة ومخططاتهاالتنموية وسط المجتمع المغربي الذي عبر عن استحسانه للعقلية الجديدة في العلاقاتما بين القصر والرعية.