لا يعرف الكثير من الناس عن الزعفران إلا أنه من النباتات الباهظة الثمن، التي تستخدم في إضفاء الطعم المميز في الطعام أو الشاي أو القهوة، إلا أن الكثير لا يعرف الخواص الطبية والصحية له، ويتعامل معه على أنه نوع من التوابل فقط.
إلا أن الطب الحديث أنصفه، وكشف بعض خواصه المميزة، ولفظ بعض اللبس القديم حوله.
وإن كانت النساء تحبه لأنه يفيدهنّ طبياً، خاصة في الطمث، إلا أن الرجال يخشونه لارتفاع سعره، الذي يزيد عن سعر أي منتج غذائي آخر من صنفه.
كم زهرة نحتاج لإنتاج نصف كيلو؟
يطلق على الزعفران أيضاً اسم "السعفران" وهو ثمرة نبات ذي لب يشبه بعض أنواع النباتات السامة التي تنبت في البراري مع فصل الخريف.
ويجمع الزعفران من زهرة صغيرة، يوجد في قلبها خيوط صغيرة ورفيعة هي ما نراه في المحلات التجارية، ويتم استخراج هذه الخيوط الرقيقة بدقة متناهية وبأيدي أشخاص ذو خبرة وفن، لتجنّب فقدانها.
وتعد زراعة الزعفران وإنتاجه من أكثر الزراعات تكلفة، وهو ما انعكس في ثمنه. خاصة الأنواع الفاخرة منه، حيث أن الحصول على 500 غرام منه يتطلب زراعة ما لا يق عن 70.000 زهرة
استعمالات الزعفران:
يستعمل الزعفران أكثر ما يستعمل, في بلاد البحر الأبيض المتوسط وذلك بإضافته إلى الطعام لتحسين طعمه ولإعطائه منظراً بهيجاً. كما يستخدم البعض خيوط قليلة جداً منه لإضفاء طعم خاص ونكهة قوية في القهوة أو الشاي.
ويساعد الزعفران في تسهيل هضم الأطعمة, وهذا ما لا يعرفه كل الناس.
فالحساء الذي يخلو من الزعفران لا يكون حساء بالمعنى الصحيح, لأنه يكون مفتقراً إلى الطعم واللون وسهولة الهضم.
وترجع الفوائد الصحية للزعفران بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي "لايكوبين" و"بيتاكاروتين" كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.
ويذكر كتاب "الغذاء لا الدواء" للدكتور صبري القباني، بأن الهولنديين لا يحفظون جبنهم بدون زعفران. ويقول: "إذا كنت من هواة (الجبن المذاب) فلا تتناوله دون أن تضيف إليه بعض الزعفران الذي يسهل هضمه ويجعله خفيفا على المعد الحساسة".
الطب الحديث والزعفران:
انتشر اعتقاد خاطئ في القديم، عن قدرات الزعفران الجنسية، إلا أن الطب الحديث أكد خلوّه من مثل هذه المواد. وبدلاً من ذلك، كشف بعض خصائصه الطبية المميزة، ومنها أنه يفيد في إنزال الطمث وتخفيف آلام العادة الشهرية والنزيف الرحمي المزمن ويهدئ المغص المعوي ويفيد في عسر الهضم وآلام البطن وضيق الصدر. كما أن مسحوقه ينشط الدورة الدموية ويفيد الطحال والكبد والقلب وبه مادة crocetin قادرة بإذن الله على خفض ضغط الدم.
ويستعمل مغلي الزعفران في تهدئة بعض آلام المعدة, ولكن بعض الذين يستعملونه في هذا السبيل يجهلون النسب الصحية للكمية المستعملة فيه, ويمكن تحديد هذه النسبة بغرام واحد في خمس كؤوس.
ويستعمل الزعفران خارجياً في التدليك "كلوسيون" في حالة إلتهاب المفاصل, بأن يغلى غرامان منه في ليتر من الماء ويستعمل في التدليك.
كما يفيد هذا "اللوسيون" في تخفيف آلام اللثة لدى الأطفال عند بدأ التسنين.
ويمكن إضافة الزعفران إلى العسل بأن يمزج جيداً.
كما يستعمل الزعفران كمطمث (لإكثار كمية دم الطمث) ومقاديره الكبيرة قد تسبب الإجهاض.