السلام اقدم لكم موضوعا رائعا عن القمر
في تموز 1969 تحقق واحد من اكبر احلام البشرية في تاريخها، ألا وهو نزول اول انسان على سطح القمر . ثم تكررت الرحلات الفضائية المأهولة خمس مرات اخرى الى سطح القمر حتى عام 1972 . لقد ترك رواد الفضاء أجهزة علمية على سطحه ، وقاموا بقياسات علمية كثيرة ، كما أحضروا معهم ما يقرب من نصف طن من حجارة القمر إلى المختبرات الأرضية . وعلى الرغم من المعارف الكثيرة المكتسبة من هذه الرحلات ، الا ان اصل القمر ما زال مسألة غير محسومة .
ثم ركز علماء الفضاء جل نشاطاتهم لاستكشاف النظام الشمسي ، فأرسلوا سفنا فضائية غير مأهولة الى جميع الكواكب ( والى جميع الاقمار المعروفة آنذاك ) باستثناء بلوتو ، ذلك الكوكب الأبعد والأصغر في العائلة الشمسية . لقد اغتنت معارفنا عن النظام الشمسي ، وتبلورت النظريات حول اصله وتاريخه .
والان ، ينادي علماء الفضاء بالعودة المكثفة الى القمر ، ليس بهدف استكمال استكشافه فحسب، وانما لجعله منصة انطلاق (مطار كوني) الى الفضاء الخارجي ... ومن ثمة استعمار واستيطان المريخ والكويكبات والقمر نفسه ... واستغلال الثروات الطبيعية في هذه العوالم الغريبة .
وهكذا تعود النقاشات الجماهيرية التي انطلقت في امريكا في سنوات الستينات الى السطح ثانية ، ومضمونها : لماذا نصرف كل هذه الأموال الطائلة في استكشاف الفضاء ، ولماذا لا نصرف مليارات الدولارات هذه في محاربة الجوع والقضاء على الامراض الخطيرة ؟
يجيب العلماء المتحمسون لغزو الفضاء قائلين : مهما تكن هذه التكاليف فهي أقل مما يصرفه الناس على التدخين (والمخدرات) او على التجسس والحروب غير المبررة . وهي أيضا أقل مما تصرفه العائلات الثرية على القطط والكلاب . هذا جانب واحد فقط من المسألة ، اما الجانب الاخر منها ، فهو أين كنا نحن الان – لولا استكشاف الفضاء – من الحواسيب المتطورة ووسائل الاتصال (فاكس وتلكس) والاستشعار عن بعد والاقمار الصناعية ... لدراسة المناخ والبيئة والبحث عن الثروات الطبيعية الخ . إن عصر الفضاء قد ابتدأ فعلاً ، أما استعماره واستيطانه فسوف يتحقق في القرن القادم ( القرن الحادي و العشرين ) . وسيلعب القمر الدور الرئيسي في كل الخطوات الضرورية لتحقيق هذا الحلم الانساني الكبير .
لماذا استكشاف القمر ؟
اما الان فنحن نريد من القمر غير الذي اراده منه أجدادنا وأسلافنا . إننا نود أن نجعل منه منصة انطلاق (مطار كوني) إلى الفضاء الخارجي . فبسبب انخفاض جاذبية القمر ، فإن تكاليف الطاقة الضرورية لإطلاق صاروخ إلى الفضاء تبلغ 5 % فقط من التكاليف الضرورية لإاطلاق الصاروخ نفسه من الارض للفضاء. ولهذا السبب سيصبح القمر ورشة لبناء وإصلاح واطلاق الصواريخ الفضائية والمحطات المدارية... وإنه لمن المثير حقاً ما يعتقده العلماء (الفلكيون طبعاً ) بإمكانية استخراج واستخلاص غازي الاكسجين والهيدروجين من القمر : الاول ضروري للتنفس والثاني عنصر ضروري كوقود للصواريخ ... إذن ، سيلعب القمر دور النجدة والإسعاف المدني (والعسكري) لكل حوادث الطوارىء في السفن والمحطات الفضائية . وذات يوم سنجد أنفسنا على القمر ونحن نبني السفن الفضائية للسفر إلى ما بين النجوم !