يشير مصطلح الطب التقليدي (الشعبي) إلى المعارفوالمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات الأصيلةالتي تمتلكها مختلف الثقافات والتي تُستخدم للحفاظ على الصحة والوقاية منالأمراض الجسدية والنفسية أو تشخيصها أو علاجها أو تحسين أحوال المصابينبها. ويشمل الطب التقليدي (الشعبي) طائفة واسعة من المعالجات والممارساتالتي قد تختلف باختلاف البلدان والمناطق. ويُشار إلى هذا الطب، في بعضالبلدان، بمصطلح "الطب البديل" أو "الطب التكميلي".
والطب التقليدي (الشعبي) معروف منذ آلاف السنينوأسهم ممارسوه بقسط وافر في تحسين الصحة البشرية، ولاسيما مقدمو خدماتالرعاية الأوّلية على الصعيد المجتمعي. والجدير بالذكر أنّ هذا الطب احتفظبشعبيته في جميع أنحاء العالم. وتشهد كثير من البلدان المتقدمة والبلدانالنامية زيادة في نسبة تعاطيه منذ التسعينات.
ما مدى مأمونية الطب التقليدي (الشعبي)؟
يشمل الطب الشعبي العديد من الممارسات والأدوية المختلفة ، وهو يتباينبتباين البلدان. وفي حين يبدو أن بعض الممارسات تعود بمنافع صحية، فإنالممارسات الأخرى تظل محل تساؤل.
وفي عام 2002، أطلقت منظمة الصحة العالميةاستراتيجية في مجال الطب الشعبي ترمي إلى مساعدة البلدان على استكشافالإمكانات التي يتيحها ذلك الطب لصحة البشر وعافيتهم، وإلى الحد منالمخاطر المحتملة الناجمة عن تعاطي الأدوية التي لم تثبت نجاعتها أو تعاطيالأدوية على نحو ضار، والنزول بتلك المخاطر إلى أدنى مستوى. والهدفالأساسي من تلك الاستراتيجية هو التشجيع على إجراء المزيد من البحوث فيهذا المجال.
وهناك بعض القرائن العلمية تؤيّد، على ما يبدو، استخدام الطب الشعبي والطبالتكميلي- مثل استخدام الوخز الإبري للتخلّص من الألم ، وممارسة اليوغاللحد من أزمات الربو، وممارسة تقنيات التايتشي التي تساعد المسنين علىالتحكم في الخوف من السقوط. ولا توصي منظمة الصحة العالمية، حالياً، بتلكالممارسات ولكنّها تتعاون مع البلدان من أجل الترويج لنهج قائم علىالقرائن العلمية يمكّن من تناول المسائل المرتبطة بمأمونية تلك الممارساتوفعاليتها ونوعيتها.
وهناك، للأسف، أضرار يمكن أن تحدث، في بعضالحالات، جراء إساءة استعمال بعض الأعشاب الطبية المعينة. فنبات عنب البحريُستخدم عادة في الصين لعلاج الاحتقان التنفسي المؤقت. وكان ذلك النباتيُسوّق في الولايات المتحدة الأمريكية كمادة تساعد على التخفيف من الوزن،غير أنّ استخدامه على المدى الطويل أدّى إلى وفاة ما لا يقل عن اثنتي عشرةنسمة، فضلاً عن حدوث أزمات قلبية وسكتات. أما في بلجيكا، فقد توجّب إجراءعمليات زرع أو غسل كلى على 70 شخصاً على الأقل جراء إصابتهم بتليّف خلاليفي الكلى نتيجة تناولهم، خطأً، نباتاً من فصيلة الزراونديات للأغراض ذاتها.
ويمكن استخدام الأدوية الشعبية والبديلة، المأمونة والناجعة، كوسيلةلتعزيز فرص الحصول على الرعاية الصحية في البلدان النامية، حيث يتعذّر علىأكثر من ثلث السكان الحصول على الأدوية الأساسية. ومن سُبل تحقيق ذلك دمجالطب الشعبي في النظام الصحي الرسمي، مما يضمن تحسين المأمونية ومتابعةالمرضى بشكل ملائم.
وما فتئ الطب الشعبي يزداد شيوعاً في البلدان الصناعية، حيث يمكن الآن اقتناء العديد من منتجات ذلك الطب بحرية تامة.
منظمة الصحة العالمية