تعد غابات برقش العذراء واحدة من أهم الغابات الطبيعية التي يحتضنها الأردن, نظرا لاشتمالها على تنوع حيوي كبير من غطاء نباتي وحيواني,تصرخ بما تملكه من كنوز نادرة وقادرة على الانتقال بك إلى عالم الطبيعة بعيدا عن روتين الحياة وصخبها اليومي ,للتمتع بجمال الطبيعة.
وكما جاء في دراسة لفريال بني عيسى ونيفين القرطة - ماجستير سياحة
فان هذه الغابات «تناديك وتدعوك للسفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وتجليات حضاراتها ماضيا وحاضرا».
غابة السنديان..والملول يمتص الغازات السامة
تكمن أهمية الغابات هذه في مزاياها البيئية المتعددة حيث تحتوي على أشجار حرجية قديمة إلى جانب الحيوانات والطيور, فبرقش تتميز بغطاء نباتي كثيف فهي غابة سنديانية كثيفة تقدر كثافتها من (75-85%), تتخللها أشجار حرجية أخرى اضافة إلى الأعشاب البرية التي تجتمع معا لتعطيك صورة من صور الجمال مثل شجر( الملول) وهي الشجرة التي تتميز بقدرتها على امتصاص الغازات السامة الضارة من الجو كما أنها تحد من سرعة الرياح وتعمل على حفظ المياه والتربة وتعديل درجات الحرارة صيفا وشتاءا وهي أشجار معمرة وقصيرة نوعا ما ذات ساق واحد وهذا النوع ينمو على قمم الجبال والمنحدرات الصخرية الشديدة وحيوي للتربة الفقيرة, اضافة إلى وجود شجر( الخزرق ) وهو شجر نادر نوعا ما لذلك يعتبر عنصر مميز للغابة, أيضا هناك شجر (السرو) الذي أضاف للغابة أهمية اقتصادية لاستخدام أخشابها في صناعة الأثاث والإنشاءات المختلفة ودخان خشب السرو يطرد البق وإذا شرب منقوع ورقه مع ورق السذاب (RUTA) فانه ينفع في علاج عسر البول وإذا دق ورقه وهو رطب ووضع على جرح يعجل في شفائه وتعتبر هذه الشجرة من أفضل الأشجار الحرجية في مقاومة الرياح, ولا ننسى شجر (البطم) الذي يصل ارتفاعه إلى خمسة عشر متر أو أكثر وقد يصل قطرها إلى متر وهي ذات فوائد اقتصادية كاستخدام أخشابها للوقود, كما ويستخرج من قشور الساق ومن ثماره زيوت تربنتين, كما يحتوي النبات على مادة التانين التي تستعمل في الدباغة كما تحتوي على مادة صمغية تشبه مادة اللبان وتوجد في الأوراق مواد بلسمية مسكنة للآلام , ويستعمل منقوع الأوراق في حالة المغص الكلوي, وكون شجر (السنديان) هو الغالب في هذه الغابة فان ذلك يحتم علينا التعرض له بشئ من التفصيل فهو شجر يصل ارتفاعه إلى (12م) تقريبا له أغصان قوية متشابكة, ثمارها عبارة عن بلوطات ذات قموع لها حراشف مدببة قاسية, أخشابها ثقيلة الوزن نظرا لمتانتها وقساوتها فأنها تستعمل في كثير من الأعمال الإنشائية كالجسور والأبنية والأدوات الزراعية كذلك أحطابها من اجل الاحتطاب للوقود وصناعة الفحم وتستعمل ثمار الشجرة وقموع ثمارها وجذورها في صناعة دباغة الجلود وتمنع هذه الشجرة انجراف التربة نظرا لعمق جذورها, أما شجر أو شجيرة (العبهر) يترواح ارتفاعها من (2-7 متر) تزرع لاستعمال ثمارها في بعض الصناعات كالمسابح ولاستخراج الصمغ الذي يستخدم في الكنائس للحصول على روائح جميلة وتنمو هذه الشجرة عادة في المناطق الجبلية مرافقة للسنديان أيضا هناك شجر, (القيقب أو القط لب) وهي شجيرة صغيرة وجميلة تغطي الساق قشرة حمراء ملساء أخشابها خفيفة وسهلة الاستعمال, تستعمل في صنع الكراسي وبعض الأدوات المنزلية تؤكل ثمارها ولكن كثرتها تسبب الإسهال.
البرز والميس والصنوبر والدر
أما عن شجر(البرز) هو من الأشجار المكونة للغابة وهو عبارة عن شجرة أو شجيرة صغيرة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار تقريبا ذات فوائد اقتصادية حيث تستخدم لتحريج المناطق المنحدرة لمنع انجراف التربة كل هذا اضافة إلى شجر الخروب والميس والصنوبر والدر والزعرور والسماق.
أما الأعشاب البرية والتي تشكل مع الأشجار غطاء اخضر جميل فهي متنوعة وعديدة تصل إلى (400) نوع ومهمة لاستعمال بعضها في علاج الكثير من الأمراض كعشبة الطيون المستعملة لتجبير الكسور وجعدة الصبيان المستخدمة لمعالجة المغص.
أما الدحنون وهو نبات واسع الانتشار يحدث تهيجات حادة وتناول هذا النوع من النبات يحدث تهيجات معوية لدى الأبقار والخيل والماعز ومن أعراض التسمم سيلان اللعاب , الإسهال, والآم معوية, وتقرحات في الفم وتتبع ذلك دوران وغيبوبة, ونبات عين القط أو عين الجمل هو أيضا سام يسبب تسمم الأغنام التي تأكل منه ويظهر عليه أعراض النزيف في الكلى والقلب والجهاز الهضمي واحتقان الرئة , أيضا الزعمطوط من النباتات السامة يحدث آلاما معوية حادة تؤدي إلى تقلصات وشلل بعد أكل الدرنات , ولا ننسى غيضا تفاح المجانين من الإعشاب السامة الذي استخدم قديما كمخدر وأخيرا وليس آخرا الأقحوان الذي يعد جزء أساسي من نباتات الغابة والذي يحتوي على مواد مهيجة للأغشية المخاطية.
كذلك هناك أعشاب ( القرطة,الزيزفون, القبار,أبو حماض, التين, الغار, البيلسان, البرقوق البري, الأجاص البري, البرزا, الخروع,العليق, الرتم, العناب, السدر الدوم, الهليون, عرق الراعي, الزعتر البري, قرن الغزال,السوسنة, العصيلان , والحمحم, القريضة,البلان,الحليان, الاربيان الصحرواي,المرار,النجيل,الحميض,لسان الثور,الخرفيش,الخبيزة والعلت).
طيور جارحة وغير جارحة وثديات