البناء الجسمي لدى الإنسان (بنية الجسم):
يطلق على شكل الجسم مصطلحعام هو البناء الجسمي (أو بنية الجسم)، ويتفرع من هذا البناء الجسمي ثلاثةتقسيمات رئيسية، هي: المقاس الجسمي، والتركيب الجسمي والتكوين الجسمي،وذلك على النحو التالي:
· المقاس الجسمي (Body size):
ويشمل هذاالمسمى كل من قياس كتلة الجسم (وزنه)، وطوله، وحجمه، ومساحة سطحه. ولكل منهذه القياسات أهمية كبيرة في الصحة والمرض لدى الإنسان عامة والرياضي بشكلخاص. ومن المعلوم أنه يتم في معظم الأحيان نسبة معظم المتغيراتالفسيولوجية المطلقة (Absolute values) سواء في الراحة أو القصوى (مثل حجمالقلب أو وظائف الرئتين، أو الاستهلاك الأقصى للأكسجين، أو القوة العضلية،أو الطاقة المصروفة، الخ..) إلى كل كيلو جرام من وزن الجسم أو إلى طولالجسم أو إلى مساحة سطح الجسم، عند مقارنة أفراد ذوي أطوال أو أوزان أوأعمار مختلفة.
· التركيب الجسمي (Body structure):
ويتضمن هذاالمسمى أجزاء الهيكل العظمي، وأجزاء الهيكل العضلي، وتشمل القياساتالمرتبطة بالتركيب الجسمي كل من أطوال العظام وعروضها، ومحيطات العضلات،وهي قياسات مهمة أيضاً في الصحة والمرض، غير أنها تكتسب أهمة قصوى لدىالرياضيين نظراً لتأثير تلك القياسات على الأداء البدني للرياضي، ومنالمعلوم أن أخذ تلك القياسات يعد إجراءا سهلاً ولا يستغرق الكثير من الوقتلدى الفاحص الخبير بإجراءات القياس، كما أن تلك القياسات بالإضافة إلىقياس وزن الجسم وطوله تعد ذات ثبات عالٍ.
· التكوين الجسمي (Body composition):
ويعنيهذا المسمى مكونات الجسم من شحوم وعضلات وعظام وسوائل ومعادن وغير ذلك.وعادة ما يتم تقسيم مكونات الجسم إلى كتلة شحميه وأخرى غير شحميه تشملالعضلات والعظام والمعادن والأنسجة الضامة والغضاريف. ويتم القياس المباشرللتكوين الجسمي عن طريق فحص الجثث فقط وعزل مكوناتها عن بعضها البعض ثمتحديد نسبتها إلى المكون الكلي للجسم. غير أن هناك طرق أخرى غير مباشرةيمكن من خلالها تقدير كل من الكتلتين الشحمية وغير الشحمية في الجسم، بعضمنها يتم في المختبر فقط والبعض الآخر يعد إجراء ميداني. ولطبيعة التكوينالجسمي لدى الشخص تأثير ملحوظ على صحته وأداءه البدني.
يعد قياس كل منوزن الجسم وطوله من أهم المتغيرات التي تتضمنها القياسات الجسمية للإنسان،حيث تستخدم بشكل واسع النطاق في قياسات النمو، كما أن قياس وزن الجسم بدقةمتطلب أساسي في برامج التحكم في الوزن وفي بناء العضلات وفي المنافساتالرياضية التي تعتمد على الوزن. ونظراً لأن كل من الطول والوزن يتأثربموعد القياس، ما إذا كان ذلك صباحاً أم مساءً، فينبغي أن يتم توحيد وقتإجراءات القياس، خاصة في دراسات النمو لدى الأطفال. وفي بحوث النمو لدىالأطفال تستخدم المؤشرات التالية المبنية بشكل رئيسي على معلومات طولالجسم ووزنه:
§ وزن الجسم منسوباً للعمر (Weight-for-age): ويستخدم كمؤشر لنقص الوزن (Underweight).
§ طول الجسم منسوباً للعمر (Height-for-age): ويستخدم كمؤشر للتقزم (Stunting).
§وزن الجسم منسوباً للطول (Weight-for-height): ويستخدم كمؤشر لضمورالعضلات (Wasting)، كدليل على نقص التغذية سواء كان ذلك بسبب قلة الغذاءأو سوء الحالة الصحية
البناء الجسمي (بنية الجسم) والأداء البدني:
يسهم البناء الجسمي بدور ملحوظ في الأداء البدني للعديد من الرياضات،فالأجسام الثقيلة تكون ذات أهمية أكثر في الأنشطة الرياضية التي تتطلبالدفع أو الحمل أو التغلب على مقاومة خارجية عالية، ومثال تلك الرياضاترمي الجلة والقرص، والمصارعة ورفع الأثقال. أما ذوي الأجسام الصغيرةفيتميزون في الأنشطة الرياضية التي تتطلب حمل الجسم لفترة طويلة، مثلالجري التحملي.
ويتميز الأفراد ذوي الأجسام الطويلة والأطرافالطويلة بمركز ثقل عال للجسم، مما يساعدهم على التفوق في الرياضات النيتتطلب القفز والوثب والرمي وكذلك السباحة، بينما تعد الأجسام القصيرةمفيدة إلى حد كبير في الرياضات التي تتطلب الدوران حول محور الجسم، مثلالحركات الأرضية في الجمباز ورياضة الغطس، وفي الواقع فإن لاعبات الجمبازالإيقاعي يتميزن بحوض ضيق وجذع قصير بينما تكون كل من الرجلين واليدينطويلتين. أما رافعي الأثقال المتميزون فيتصفون بمواصفات تساعدهم علىالرفع، حيث نجد أن أرجلهم وأذرعهم قصيرة نسبة إلى طول الجذع، مما يجعلمركز ثقل الجسم منخفضاً. وعلى العكس مما سبق، نجد أن رياضيي جري الحواجزتكون أطرافهم السفلى طويلة والجذع نسبياً قصير، مما يجعل خطواتهم طويلة،الأمر الذي يعطيهم فرصة النجاح في تلك الرياضة، كما أن الذراع الطويلةتساعد من الناحية الميكانيكية رامي القرص على توليد قدرة عالية على الرمي.
وتشير نتائج البحوث التي أجريت على الرياضيين الأولمبيينوالرياضيين الآخرين المتميزين إلى أن أطول الرياضيين قامة وأثقلهم وزناًهم لاعبي كرة السلة ورياضيي التجديف والرمي (رمي القرص والمطرقة والجلة)،بينما يتميز رياضيي بناء الأجسام بنمط عضلي واضح نتيجة لتدريبات الأثقالالتي يمارسونها بشكل خاص، ويلاحظ بوضوح بروز تقاطيع العضلات الرئيسية فيالجسم، ويؤكد ذلك الفروق الواضحة في محيطات كل من العضد والساعد والفخذوالساق التي سجلناها بين رياضيي بناء الأجسام السعوديين وأقرانهم رافعيالأثقال، على الرغم من انخفاض سمك طية الجلد لدى رياضيي بناء الأجسام فيتلك المناطق المذكورة . بالإضافة إلى ما سبق، تشير دراسات المقارنة بينالرياضيين تبعاً للعرق (Race) إلى أن الرياضيين السود المبرزين في رياضاتالعدو والوثب يتميزون بأطراف أطول وحوض أقل عرضاً من الرياضيين البيض،الأمر الذي يعطيهم فرصة أكبر للتفوق في الرياضات التي تتطلب السرعة والوثب.
ولا يتوقف تأثير البناء الجسمي على الأداء الرياضي فقط، بل يتعدى ذلك إلىبعض المهن الأخرى التي تتطلب قدرات بدنية عالية ومتنوعة ومواصفات جسميةمحددة، مثل رجال القوات المسلحة والشرطة والدفاع المدني، حيث من المعلومأن تلك المهن تتطلب من المنتمين إليها حداً أعلى من نسبة الشحوم في الجسم،وكذلك حداً أدنى من طول الجسم ومن حجم الكتلة العضلية المطلقة، حيث يرتبطالأداء البدني المتميز في تلك المهن بتوفر بنية جسمية معينة للمنتسب لها،سواء في مقدار طول الجسم، أو نسبة الشحوم أو حجم الكتلة العضلية، بالإضافةإلى ارتفاع الكفاءة الفسيولوجية.