مفهوم إمارة المؤمنين وأسسها
المفهوم : شرعا معناه القيام على شؤون الرعية بما يصلحهم دنيا وأخرى ، وهي أعلى منصب في نظام الحكم الإسلامي ، ويسمى أمير المؤمنين بالخليفة ، أو الإمام ، أو ولي الأمر أو السلطان ...
واصطلاحا : هي " خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا "
وتنصيب أمير المؤمنين واجب بالكتاب والسنة والإجماع والعقل
بالكتاب كقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ (59 النساء)
بالسنة : بينت السنة وقائع كثيرة أمر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم من يخلفه ؛ إما على المدينة المنورة أو الحج أو للصلاة بالناس .
بالإجماع : أجمع علماء المسلمين على وجوب تنصيب إمام المسلمين
بالعقل : فدلالة العقل تبين أن مصالح المسلمين لا تستقيم إلاّ بوجود أمير المؤمنين ، وذلك لحماية أمة الإسلام ، وتدبير أحوالها ، وحفظ حقوقها ، بالحكم بما أنزل الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإقامة الحدود ، والدعوة إلى الله
أسس إمارة المؤمنين
تقوم إمارة المؤمنين على أساسين كبيرين هما :
1 – البيعة : وهي الأسلوب الشرعي في تنصيب أمير المؤمنين وهي الأساس الشرعي الذي تقوم عليه السلطة العليا لتسيير شؤون المسلمين . وتعتبر البيعة من خصائص الحضارة الإسلامية .
2 – أهل الحل والعقد: هم الذين يمثلون الأمة في تنصيب أمير المؤمنين قياما بفرض الكفاية في تقديم البيعة له نيابة عن الأمة بمجموعها ، منهم أصحاب السمو الأمراء وعلماء الأمة وكبار رجالات الدولة ونواب الأمة ومستشاريها ورؤساء الأحزاب السياسية وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية . ويترتب عنها عهد وميثاق في دمة
الأمة ، عليها الوفاء بها ، مصداقا لقول النبي " من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية "
من أهم مقتضيات البيعة في الإسلام نذكر
السمع والطاعة : السمع والطاعة لأمير المؤمنين فيما يأمر وينهى في غير محرم .
لزوم الجماعة : فلا يحل لأحد من الناس منازعة السلطان في الحكم والرئاسة ولا قتاله ولا الخروج عليه ، ومن فعل ذلك فهو مبتدع
النصرة :تتم النصرة بالتأييد والدعاء والنصيحة ، قال ه " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ، ويحبونكم ، وتصلون عليهم ، ويصلون عليكم " صحيح مسلم
المقاصد الشرعية والغايات السامية لأمارة المؤمنين
من المقاصد الشرعية لأمارة المؤمنين :
- حفظ الدين
ـ حفظ العقل
ـ حقن دماء المسلمين
ـ حفظ الأغراض والأموال وسياسة المسلمين
ومن غاياتها السامية
· توحيد المرجعية الدينية للأمة وحفظ خصوصيتها وذلك بحفظ ذاكرة الأمة الدينية وخصوصيتها المذهبية ، وصيانة الدين حفاظا على مقصد الاجتماع وتجنب الفرقة والنزاع لقوله تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ( آل عمران 103
· تحقيق الإجماع حول مفهوم موحد للمصلحة والمفسدة الشرعية .
(نهى الإسلام عن مبايعة خليفتين في زمان واحد لجماعة واحدة )
· ضمان الحقوق والحريات لجميع الأفراد الذين تحت إمرة أمير المؤمنين من المسلمين وغيرهم.
· تنظيم وتأطير المجال الديني والإشراف على التفكير والإجتهاد لقوله تعالى +وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ _
· حماية البلاد والعباد من كل عدوان داخلي أو خارجي يهدد وحدتها وأمنها واستقرارها
الرجوع