نصوص الانطلاق:
يقول الله تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿10﴾" سورة الحجرات
ويقول أيضا" وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿14﴾ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿15﴾
توثيق النصوص:
سورة الحجرات: مدنية, عدد آياتها 18 آية , ترتيبها في المصحف 49, نزلت بعد سورة المجادلة .
سميت بهذا الاسم لذكرها حجرات زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم , اهتمت هذه السورة بغرس الأخلاق في نفوس المومنين حتى سماها بعض المفسرين بسورة الأخلاق.
سورة لقمان: مكية, عدد آياتها 34 آية , ترتيبها في المصحف 31, نزلت بعد سورة " الصافات"
سميت سورة لقمان لاشتمالها على قصة لقمان الحكيم التي تضمنت فضيلة الحكمة وسر معرفة الله تعالى وصفاته وذم الشرك والأمر بمكارم الأخلاق والنهي عن القبائح والمنكرات وما تضمنه كذلك من الوصايا الثمينة التي أنطَقَه الله بها.
الشروح:
أصلحوا بين أخويكم:أي أزيلوا التنافر بين المتخاصمين.
وهنا على وهن:أي ضعفا على ضعف.
فصاله:فطامه.
جاهداك:أرغماك.
إلي المصير:إلي الرجوع والمآل.
مضامين النصوص:
1-تقرر الآية الكريمة أن الأخوة بين المسلمين قائمة على أساس العقيدة والدين.
2-توصي الآية بالبر بالوالدين والإحسان إليهما مع بيان أن لا طاعة لهما إذا أمرا الابن بمعصية الله تعالى مع استمرارية الإحسان إليهما.
الاستنتاج:
أ-آصرة العقيدة :
-تعريف آصرة العقيدة:هي رابطة الدين التي تجمع بين أناس متعددين على اختلاف أجناسهم وألوانهم وبلدانهم ولغاتهم.
- مميزات آصرة العقيدة: ثابتة وخالدة-شاملة لجميع من ينتمي إلى هذه العقيدة-تحث على التآخي والتضامن والتعاون-تدفع المومن إلى التضحية من أجل هذه العقيدة.
ب-آصرة القرابة:
تعريفها:هي رابطة الدم والنسب والمصاهرة التي تجمع بين أناس ينحدرون من أصل واحد ومن عائلة واحدة.
ج-آصرة العقيدة مقدمة على آصرة القرابة:
إذا تعارضت آصرة العقيدة مع آصرة القرابة وجب تقديم آصرة العقيدة لأنها قائمة على أساس الدين الذي خلقنا من أجل إقامته, قال تعالى:"وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون"
ولنا في قصص الأنبياء خير مثال حيث نجد أن نوحا عليه السلام قد تبرأ من ابنه الذي كان يختلف معه في العقيدة, وكذلك إبراهيم عليه السلام تبرأ من أبيه بعد أن نصحه وأرشده.
د-الاختلاف في العقيدة لا يستدعي أن نقطع أرحامنا:
في نص الانطلاق الثاني -من سورة لقمان- نجد أن الله تعالى أمرنا بالإحسان إلى الوالدين رغم عصيانهم له عز وجل , فلهم حق القرابة , وهي مناسبة لإرشادهم ونصحهم قال تعالى:" وصاحبهما في الدنيا معروفا".