التكنولوجيا والفن

التكنولوجيا والفن

التكنولوجيا والفن Vectorip3

التكنولوجيا غيرت من خريطة طبيعة الوجود الإنساني على كل المستويات، ومكنت الإنسان من العيش بسهولة ومرونة مع ظروف الحياة المتغيرة، وقد اختصرت المسافات وحولت الكرة الأرضية إلى قرية صغيرة، وكسرت الحدود والقيود، وأصبحت في الوقت الحاضر ضرورة من ضرورات الحياة.

التكنولوجيا التي دخلت حتى التفاصيل الدقيقة من حياة البشر، قد دخلت بدورها في الفن بشتى أنواعه وأشكاله، فكما دخلت إلى السينما عبر المؤثرات البصرية وأساليب التصوير التي بدأت بكاميرا التصوير العادية حتى أتجه سينمائيو هذا القرن إلى التصوير الرقمي الذي أدخل السينما في مرحلة جديدة، دخلت التكنولوجيا على المسرح وصار البروجكتور والكمبيوتر يوظفان لصياغة سينوغرافيا العرض المسرحي، أو في سبيل خلق عالم افتراضي. ودخلت التكنولوجيا في عالم الشعر ووظفت بالشكل المناسب في النشر الالكتروني، كما أن هناك جيل شاب من الشعراء وظف البعد البصري لإلقاء القصيدة عبر استخدام المقاطع المتحركة وذمجها مع الصورة.

وبقي الأكثر قدرة على استغلال التكنولوجيا هو الفن التشكيلي كونه فن بصري، وهذا ما حدا بجيل من التشكيليين الشباب في بحثهم عما يلمس واقعهم، وهو ذاته ما دفع لتأسس فن جديد يدعى الفن التركيبي الذي يمزج بين الفيديو والرسم وصار فضاءً حراً لا حدود له للإبداع والاشتغال.

التغيير طرأ على الفن التشكيلي وأسلوب تنفيذ اللوحة، فالنمط الكلاسيكي اشتغل على أدوات تنفيذ المنجز الإبداعي المتعارف عليها كالألوان الزيتية والباستيل والمائية، إلا أن الكمبيوتر وبرامجه التي تعنى بالتصميم تسترعي اهتمام فنانين وجدوا فيها حرية أكثر في تناول موضوعاتهم، وتنفيذ أعمالهم، ووجدوا فيها البيئة التي تتتناسب مع انفتاح الجيل الجديد على عوالم مختلفة.

والجدير بحملة الفكر الكلاسيكي الذين يقدسون الماضي، أن يفسحوا المجال لهؤلاء الفنانين الجدد كي يعرضوا اعمالهم على الجمهور، و يقرون بأن ما ينجزونه هو فن لا يقل شأناً عما يقدم على الساحة التشكيلية، بل قد يفوقه، يجب علينا أن نفتح صدورنا على وسعها لكل تجربة جديدة واعية، اختلفنا أو اتفقنا معها.

» المشاكل الاجتماعية سبب لتعاطي التلاميذ للمخدرات والفن وسيلة لمحاربة الظاهرة
» تعريف التكنولوجيا
» التكنولوجيا في الفن الحديث
» إشكاليات الإعلام في عصر التكنولوجيا الجديدة
» آخر صيحات التكنولوجيا تفضل عجائب وغرائب