دروس مادة الفلسفة ملخصة و سهلة للحفظ ... البكالوريا

الحديث اليوم عن الشخص الواقعي الملموس أصبح مستهلكا ، لأن الشخص الإفتراضي اكتسح واخترق مجاله وزعزع وجوده وقيمته ، فمع ظهور العالم الإفتراضي إنقرض الإنسان الواقعي وإختفى مثلما إنقرضت الدينصورات سابقا . لقد أصبح الجميع يعيش الواقع بنكهة إفتراضية ، انه هروب جماعي نحو القارة الزرقاء " الفيسيوك " أو نحو القارة الخضراء " الواتساب " .. ، لم يعد الشخص قادرا على التواجد في الواقع الذي اصبح يشكل له إختناقا وقلقا وجوديا ، فوجد في العالم الإفتراضي فسحة ومتنفسا يحقق فيه وجودا ولو كان إفتراضيا ، إنه وجود مجازي ، ومع ذلك أفضل بالنسبة للشخص الإفتراضي من الوجود الواقعي ، يرتدي فيه قناعا ، فيتجاوز به صورته الواقعية التي لا ترتفع فيه ، إلا اذا ذخل العوالم الإفتراضية ، فيصبح أكثر خفة ونشاطا وقدرة على التحليق والتقنع والإختفاء والتلون بشكل حربائي ، هذه الخفة التي لا يحققها له الواقع الصلب . الشخص الإفتراضي يتميز بأنه مجرد إحتمال ، أي انه ليس يقين ، إنه مجرد قنطرة و معبر وليس مكان محدد ، يتميز بتعدد ألوانه القوسقزحية ، وليس لونا واحدا مثلما هو عليه الحال في الواقع المقزز ، إنه مجاز وإستعارة وليس مدلول . وجود الشخص الإفتراضي يعكس إنقراض الشخص الملموس ، ويشعره بعدم جدواه وفعاليته ، وبمحدودية قدراته وسخافة وجوده وسخافة واقعه ." إن الحقيقة قاتلة "كا قال الفيلسوف الطائر فريدريك نيتشه ذات يوم ، والإنسان لا يستطيع ان يعيش بدون أوهام ، لأنها تساعده على التحليق وتنبت له أجنحة .