يا مدن التيه في محارات الزمن
يا وطن الجراح في مغارات النتن
نياشينك موت
وبقايا رميم
نتجرع نخب الهزائم
منذ ملايين السنين
لا نملك سوى الغوغاء
لا نملك سوى الضوضاء
وشعارات الحنين
وهياكل رموس من تراب حزين
مهلا أيها العابرون لجسور النسيان
مهلا أيها الراحلون لمعابر الأحلام
جياعا تمضون
عرايا تمضون
حفاة تمضون
وصغار الحصى يعانق الأقدام
وحماة العرين ينامون
ويستيقظون
على كؤوس المجون
بجنون الهذيان
مهلا أيها الهاربون من جحيم الظلم ألوان
مهلا فمراسيم النور
تأتينا في مواكب حبلى
بمراسيم البشارة المجهضة
تأتينا فرحا يداعب الجفون
وأعراس خصب في زمن العقم
فالنساء تلدن رضعا ينامون
وفي أيديهم حجارة من صخور
والأرض تلد براعم الزهور
والرجال يصنعون التاريخ
بشواهد القبور
جزافا نحن نعبر الجسور
وفي أيدينا سعفات من نخيل
نسائل مسافات الحزن
ومساحات الألم والأنين
تنرقب شموع الفرح بصبر الأنبياء
ونتوجس الخوف ليالي الشتاء
فأيار لم يأت بالعطاء
لم يأت بالنماء
لم يأت بالخصب والماء
لم يأت سوى بالهجر والجفاء
خبريني يا مواسم الفرح
كيف تموت الأشواق ؟
كيف تذبل سنابل الحب بالاحتراق ؟
كيف تنمو وتفنى البسمة لحظة الاشراق ؟
كيف نولد
ونموت دموعا في الأحداق ؟
يا مواكب الحلم الجميل
كيف تمضي دون وداع ؟
كيف نصير صبرا
حبا للوطن حتى النخاع ؟
كيف تنتحر أسراب الحمام
وتموت النوارس انتحارا
في بؤر الصراع ؟