وصل موعد الديربي أخيرا ومعه شاءت تصاريف ترتيب البطولة الإحترافية، أن تضع القطبين والغريمين على نفس خط المساواة الشيء الذي ينذر بمواجهة صادمة ومباراة مثيرة في كل تجلياتها.
الرجاء المنتعش والضابط لإيقاعه والوداد المنطلق بسرعة الصاروخ في آخر مواجهاته، وجهان لعملة واحدة وهي عملة البحث عن اعتلاء الصدارة وتأكيد إنطلاقة حقيقية عبر هذه المواجهة الكبيرة بكل المقاييس.
الديربي الذي يحمل الرقم 115 يحمل هذه المرة مواصفات مثيرة لا تختلف عن سياقات صدامات المباريات السابقة، والمدربان فاخر وطاليب في مواجهة مكشوفة ومصاقرة قد تورط الخاسر في حسابات الشك.
"فلاش باك"
كلما تواجه الفريقان إلا وتوقفت عقارب الساعة وعاشت الدار البيضاء صمتا كبيرا، لما يمثله الغريمان من انشغال أول لكل الساكنة حتى الذين لا تثيرهم الكرة وهوسها.
مواجهات سابقة تفاوت حجمها وتفاوتت قيمتها، غير أنها ظلت محافظة على نفسر خصوصيات التميز التي تجعل منها القمة رقم واحد بالمغرب والقمة التي نافست أكبر ديربيات العالم على مستوى المتابعة والجماهيرية الإحتفالية.
الأرقام تتحدث عن تفوق رجاوي ووسط هذا التفوق دانت السيطرة في كثير من المرات للوداد، وظل الهاجس المسيطر على الغريمين كلما تواجها هو تفادي الخسارة التي تعني زلزالا مدمرا داخل قلعة المنهزم.
الوداد والرجاء أو العكس هما وجهان لعملة ناذرة، عملة التفوق داخل منظومة الكرة الوطنية وهما ملحا البطولة ونزالهما كلما تكرر إلا وأضاف للبطولة النكهة التي تفتقدها في كثير من المباريات الباردة.
صحوة متأخرة
من المصادفات التي تسبق هذا الصدام هو كون الفريقين معا بدآ الموسم بإيقاع بطيء بعض الشيء قبل أن ترتفع سرعتهما وتتطور بشكل ملحوظ مع توالي الجولات ليصلا معا لمحطة الديربي وهما ضمن طابور المطاردة ومعنيان باللعب على اللقب وزحزحة المغرب التطواني من صدارته التي تبدو مهددة بعودة الكبيرين.
صحوة الوداد إنطلقت بعد تلقيه 3 هزائم متتالية لينتفض ويعود من بعيد ويحقق 3 انتصارات في آخر 4 مواجهات ولو أنه كان طرفا متميزا خلال مباراة المغرب التطواني وحتى في نزاله في آسفي.
الرجاء بعلامة أكثر متميزا حاز 4 انتصارات متتالية جعلته يتدارك بدايته العرجاء وليوقع على عودة مرعبة قدمت الدليل والإنطباع على أنه يملك خصوصيات وصفات الفريق القادر على الإحتفاظ بدرعه برغم كل المنعرجات التي صادفته بداية الموسم.
الصدارة في البال
بحكم توفر الرجاء على مؤجل لم يخضه بعد وهو مؤجل صعب للغاية أمام الدفاع الجديدي الذي نازله بالكأس، يتوفر الرجاء على إمكانية جد مهمة لإضافة 3 نقاط لرصيده وهو ما يعني إمكانية التحاقه بالصدارة المشتركة بين تطوان والكوكب.
الوداد بـ 15 نقطة ليس بعيدا بدوره عن المقدمة وتطلعه لهذا الرواق لا بد وأن يمر عبر اجتياز حاجز الغريم الأزلي في مباراة يشكل الفوز والإنتصار فيها عنوانا من عناوين التميز التي قد تنهي كل النكبات والنكسات الأخرى.
يدرك الرجاء والوداد على أن تآكلهما قد يخدم كفة الحمامة البيضاء الساعية للمصالحة مع الذات والجماهير الشمالية، لذلك سيلعبان المباراة بشعار الإنتصار ولو أن النسور الخارجون من محرقة الكأس منهكون وسيجدون أمامهم ودادا منتعشة وبكامل الفورمة بعد التهام الفريق الخريبكي.
طريق المونديال
كل الفرق التي تلعب للظفر بلقب البطولة لا يغريها الدرع بقدر ما يغريها المونديال القادم بالمغرب في نسخته الثانة على التوالي، حيث الرهان كبير على الحضور ضمن السبعة الكبار الموسم القادم إن شاء الله.
طريق المونديال لا بد وأن يمر عبر الظفر بغلة مواجهة الديربي حتى وإن كان هناك مجال كبير للتدارك في 20 مباراة أخرى بالبطولة الإحترافية.
ولأن الديربي عادة ما تكون تداعياته ممتدة في الزمن فإن الخاسر سيحتاج من دون شك لفترة طويلة من الزمن كي يرمم ما تكسر ويصلح ما ضاع.
الوداد بتركيبة بدأت تلامس طريق النجاح والتفوق والرجاء بتركيبة متناغمة وبروح عالية تتطلع للإبقاء على سجل التفوق حاضرا كلما واجه القطب الثاني للعاصمة الإقتصادية وهو ما يجعله دربي رعب وغضب حقيقيين.
مطربا الحي في المحك
ما يزيد من إثارة المباراة ويضفي عليها ملحا إضافيا هو مواجهة فاخر ابن الرجاء لطاليب المحسوب على الوداد بالروح والجوارح، الشيء الذي سيجعل مطربي الحي ورباني المواجهة ينطلقان من تجاربهما السابقة وثقل المشاعر التي تحبل بها المواجهة قبل نقلها للعازفين داخل المستطيل الأخضر.
فاخر المجرب والخبير الذي يجيد التعامل مع مواجهات معقدة من هذا النوع وطاليب الذي يمنح مساحة حرية كبيرة للاعبيه بخلاف فاخر، هما قطبا النزال وملحنا سمفونية القمة من خلف الستارة.
فاخر يدرك أن الإنتصارات التي تحققت مؤخرا ستصبح مجرد ذكرى لدى الأنصار إن هو أخلف موعد التميز والإنتصار أمام الوداد وطاليب يعلم جيدا أن "الوينرز" العائدون للمركب قد يقطفون رأسه إن هو خذلهم وخسر أمام العدو اللذوذ.
ديربي صادم وومتع الفائز به أكيد سيعلن نفسه ضلعا بارزا ورقما مميزا للمنافسة على الدرع الذي يقود للعالمية.
منقول