[rtl]
الحكمة : [/rtl]
[rtl]
معرفة وجه ما ينطوي عليه تشريع الحكم على التعيين لما فيه نفع المؤمنين وغير المؤمنين، فالمؤمن يزداد إيماناً على إيمانه لما شاهده وعرف سبب نزوله، والكافر إن كان منصفاً يبهره صدق هذه الرسالة الإلهية فيكون سبباً لإسلامه، لأن ما نزل بسبب من الأسباب إنما يدل على عظمة المُنزل وصدق المُنزَل عليه. [/rtl]
[rtl]
الفوائد : [/rtl]
[rtl]
الاستعانة على فهم الآية وتفسيرها وإزالة الإشكال عنها، لما هو معلوم من الارتباط بين السبب والمسبب. [/rtl]
[rtl]
قال الواحدي : لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها. [/rtl]
[rtl]
قال ابن دقيق العيد : بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن. [/rtl]
[rtl]
قال ابن تيمية : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب. [/rtl]
[rtl]
وقد أشكل على مروان بن الحكم [/rtl]
[rtl]
[آل عمران: 188]. [/rtl]
[rtl]
وقال: لئن كان كل امرئ فرح بما أُوتي، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً، لنعذبنَّ أجمعون، حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وأَرَوْه أنهم أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه. [/rtl]
[rtl]
أن لفظ الآية يكون عاماً، ويقوم الدليل على تخصيصه، فإذا عُرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته. [/rtl]
[rtl]
دفع توهم الحصر، قال الإمام الشافعي ما معناه في [/rtl]
[rtl]
[الأنعام: 145][/rtl]
[rtl] إن الكفار لما حرموا ما أحل الله، وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة - أي تصرفهم بقصد المخالفة - جاءت الآية مناقضة لغرضهم فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه. [/rtl]
[rtl]
معرفة اسم النازل فيه الآية، وتعيين المبهم فيه. [/rtl]
[rtl]لما كان سبب النزول أمراً واقعاً نزلت بشأنه الآية، كان من البَدَهي ألا يدخل العلم بهذه الأسباب في دائرة الرأي والاجتهاد، لهذا قال الإمام الواحدي: ولا يحل القول في أسباب النزول إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها. [/rtl]
[rtl]ومن هنا نفهم تشدد السلف في البحث عن أسباب النزول، حتى قال الإمام محمد بن سيرين: سألت عَبيدَةَ عن آية من القرآن، فقال: اتق الله وقل سداداً، ذهَب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن. [/rtl]
[rtl]وقد اتفق علماء الحديث على اعتبار قول الصحابي في سبب النزول لأن أسباب النزول غير خاضعة للاجتهاد فيكون قول الصحابي حكمه الرفع، أما ما يرويه التابعون من أسباب النزول، فهو مرفوع أيضاً، لكنه مرسل، لعدم ذكر الصحابي. [/rtl]
[rtl]لكن ينبغي الحذر والتيقظ، فلا نخلط بأسباب النزول ما ليس منها، فقد يقع على لسانهم قولهم: نزلت هذا الآية في كذا ويكون المراد موضوع الآية، أو ما دلت عليه من الحكم. [/rtl]
[rtl]
صيغة السبب : [/rtl]
[rtl]
تكون نصحاً صريحاً في السببية إذا صرح الراوي بالسبب بأن يقول: سبب نزول هذه الآية كذا، أو يأتي الراوي بفاء التعقيب بعد ذكر الحادثة، بأن يقول: سئل رسول الله عن كذا، فنزلت الآية. [/rtl]
[rtl]
تكون محتملة للسببية إذا قال الراوي: أحسب هذه الآية نزلت في كذا، أو ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في كذا، مثال ذلك ما حدث للزبير والأنصاري ونزاعهما في سقي الماء، وتشاكيا إلى رسول الله ونفذ فيهما حكم الله، فكأن الأنصاري لم يعجبه هذه الحكم، فنزل [/rtl]
[rtl]
[ النساء: 65 ].[/rtl]
[rtl] فقال الزبير ما أحسب هذه الآية إلا في ذلك. [/rtl]
[rtl]
لما كان سبيل الوصول إلى أسباب النزول هو الرواية والنقل، كان لا بد أن يعرض لها ما يعرض للرواية من صحة وضعف، واتصال وانقطاع، غير أنا هنا على ظاهره هامة يحتاج الدارس إليها وهي اختلاف روايات أسباب النزول وتعددها، وذلك لأسباب يمكن تلخيص مهماتها فيما يلي: ضعف الرواة: [/rtl]
[rtl]وضعف الراوي يسبب له الغلط في الرواية، فإذا خالفت روايته المقبولين، كانت روايته مردودة. [/rtl]
[rtl]ومن أمثلة ذلك: [/rtl]
[rtl]فقد ثبت أنها في صلاة التطوع للراكب المسافر على الدابة. [/rtl]
[rtl]
وأخرج الترمذي وضعّفه : أنها في صلاة من خفيت عليه القبلة فاجتهد فأخطأ القبلة، فإن صلاته صحيحة. فالمعوّل عليه هنا في سبب النزول الأول لصحته. [/rtl]
[rtl]وذلك بأن تقع عدة وقائع في أزمنة متقاربة، فتنزل الآية لأجلها كلها، وذلك واقع في مواضيع متعددة من القرآن، والعمدة في ذلك على صحة الروايات، فإذا صحت الروايات بعدة أسباب ولم يكن ثمة ما يدل على تباعدها كان ذلك دليلاً على أن الكل سبب لنزول الآية والآيات. [/rtl]
[rtl]
مثال ذلك: آيات اللعان: فقد أخرج البخاري: أنها نزلت في هلال بن أمية لما قذف امرأته عند النبي ، فأنزل الله: [/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]
وفي الصحيحين : أنها نزلت في عويمر العجلاني وسؤاله النبي عن الرجل يجد مع امرأته رجلاً…فقال :[/rtl]
[rtl]
إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك القرآن، وظاهر الحديثين الاختلاف، وكلاهما صحيح. [/rtl]
[rtl]فأجاب الإمام النووي: بأن أول من وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضاً، فنزلت في شأنهما معاً. [/rtl]
[rtl]قال الإمام الزركشي: وقد ينزل الشيء مرتين تعظيماً لشأنه، وتذكيراً به عند حدوث سببه خوف نسيانه … ولذلك أمثلة، منها: [/rtl]
[rtl]
ما ثبت في الصحيحين : عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: { ويسألونك عن الروح} أنها نزلت لما سأله اليهود عن الروح وهو في المدينة، ومعلوم أن هذه الآية في سورة " سبحان " - أي الإسراء وهي مكية بالاتفاق ، فإن المشركين لما سألوه عن ذي القرنين وعن أهل الكهف قبل ذلك بمكة، وأن اليهود أمروهم أن يسألوه عن ذلك، فأنزل الله الجواب، كما سبق بيانه. [/rtl]
[rtl]
ولا يقال : كيف يتعدد النزول بالآية الواحدة، وهو تحصيل حاصل؟ [/rtl]
[rtl]
فالجواب : أن لذلك فائدة جليلة ، والحكمة من هذا - كما قال الزركشي - أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية ، وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها، فتؤدي تلك الآية بعينها إلى النبي تذكيراً لهم بها ، وبأنها تتضمن هذه . [/rtl]
[rtl]
قد يتعدد ما ينزل والسبب واحد ومن ذلك ما روي عن أم سلمة قالت :« يا رسول الله، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء» فأنزل الله [/rtl]
[rtl]
[ آل عمران:195 ]. [/rtl]
[rtl]
عن أم سلمة قالت: « يا رسول الله ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال، » فأنزلت:[/rtl]
[rtl]
[الأحزاب: 35]. [/rtl]
عن أم سلمة أنها قالت:« تغزوا الرجال ولا تغزوا النساء، وإنما لنا نصف الميراث،» فأنزل الله: [ النساء: 32 ] . [rtl] استدل بها على زكاة الفطر، والآية مكية، وزكاة الفطر في رمضان، ولم يكن في مكة عيد ولا زكاة. [/rtl]
المثال الثاني : [ البلد : 1 - 2 ] السورة مكية ، وقد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة ، حتى قال : أحلت لي ساعة من نهار . المثال الثالث : [ القمر: 45] قال عمر ابن الخطاب: كنت لا أدري أي الجمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله يقول : سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. [rtl]
موافقات عمر بن الخطاب : [/rtl]
أخرج البخاري عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث. قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: [ البقرة: 125]. [rtl]
نزلت آيات في سعد بن أبي وقاص: قال: كانت أمي حلفت ألا تأكل ولا تشرب حتى أفارق محمد ، فأنزل الله [/rtl]
[rtl]
الآية الثانية : يقول سعد: أخذت سيفاً فأعجبني، فقلت: يا رسول الله هب لي هذا، فنزلت سورة الأنفال. [/rtl]
[rtl]
لما قدم رسول الله فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان رسول الله يحب أن يتوجه نحو الكعبة، فأنزل الله تعالى : [/rtl]
[rtl]
[البقرة: 144]، فقال السفهاء من الناس-وهم اليهود- [/rtl]
[rtl]
عن جابر قال : عادني رسول الله وأبو بكر في بني سلمة يمشيان، فوجدني لا أعقل، فدعا بماء فتوضأ، ثم رش عليَّ منه فأفقت فقلت: كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت: { يوصيكم الله في أولادكم}. [/rtl]
[rtl]
عن ابن عباس قال: كان قوم يسألون النبي استهزاءً، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي ؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. [/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]
عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها وأنا هذا فاقض فيّ ما شئت، قال: فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك، فلم يرد عليه النبي شيئاً، فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً ودعاه، فتلا عليه هذه الآية، فقال الرجل: يا رسول الله هذا له خاصة ؟ قال: [/rtl]
[rtl]
لا، بل للناس كافة . [/rtl]
[rtl]
عن عباس قال: نزلت ورسول الله مختف بمكة، وكانوا إذا سمعوا القرآن سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله عز وجل لنبيه : {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} أي بقراءتكم فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك فلا يسمعون {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا}. [/rtl]
[rtl]
عن جابر قال: كان لعبد الله بن أبي جاريه يقال لها: مسيكة، فكان يكرهها على البغاء، فأنزل الله عز وجل: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}. [/rtl]
[rtl]
أبي وقاص عن أبيه أنه قال : نزلت هذه الآية فيّ ، قال : حلفت أم سعد لا تكمله أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، ومكثت ثلاثة أيام حتى غشي عليها الجهد ، فأنزل الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}. [/rtl]
[rtl]
[/rtl]