النص :
قال شوقي ضيف :
“وينتقل قدامة إلى التشبيه ، ويلاحظ أن الشيء لا يشبه بغيره من جميع الجهات ، إنما يشبه بما شاكله من جهة واحدة أو جهات متعددة ، لأنه لو شاكله مشاكلة كلية لكان إياه . ويفيض في بيان التشبيه وصور أقسامه إفاضة يتقدم بها بها البحث في خطوة أو خطوات عما كتبه ابن المعتز . ويتحدث بعقبه عن الوصف ويعرفه بأنه ذكر الشيء بما فيه من الأحوال والهيئات. […]
ويقول قدامة إن هذه الأغراض التي ذكرها إنما هي وجوه من جملة معاني الشعر ، أما ما يعم جميع تلك المعاني فإنه سيعنى بذكره وبيانه . وأول ما يعنى به من ذلك “صحة التقسيم” ، وهو أن يستوفي الشاعر جميع الأقسام لما ابتدأبه كقول نصيب :
فقال فريق القوم :لا ، وفريقهم نعم وفريق قال ويحك ما ندري.
فليس في أقسام الإجابة عن مطلوب إذا سئل عنه غير هذه الأقسام ، “ومر بنا في حديثنا عن الجاحظ أنه نوه بحسن التقسيم والتفصيل ، وإن كنا نظن ظنا أن قدامة إنما جلب اصطلاحه من حديث أرسطو في “الخطابة” عن صورة تأليف الكلام بذكر الأقسام ودقة عرضها فيه . ويلي ذلك عند قدامة “صحة المقابلات” ، وهي أن يرتب الشاعر معانيه ترتيبا يوفق فيه بين طائفة منها ويخالف بين طائفة ثانية ، بحيث تتقابل في وضوح كقول بعض الشعراء :
فوا عجبا كيف اتفقنا فناصح وفي ومطوي على الغل غادر.
إذ قابل بين النصح والوفاء بالغل والغدر .
ويذكر قدامة من نعوت المعاني “صحة التفسير” ، وهو أن يذكر الشاعر في بيت معنيين متقابلين في إجمال ، ويفسرهما ويستوفي شرحهما ، إما في الشطر الثاني المقابل ، وإما في بيت لاحق من مثل قول سهل بن هارون :
فوا حسرتا حتى متى القلب موجع بفقد حبيب أو تعذر إفضال
فراق حبيب مثله يورث الأسى وخلة حر لا يقوم بها مالي
وواضح أن هذا النعت يتداخل مع التعتين السابقين من صحة المقابلات وصحة التقسيم”.
ضيف (شوقي) ، “البلاغة ، تطور وتاريخ”
الأسئلة :
1- بين (ي) الموضوع المتضمن في النص مع تحديد وحداته (أقسامه) (3ن)
2- أشار صاحب النص إلى وقوف قدامة على أنواع فني من علم البيان وأخرى من علم البديع ، ذكر (ي) بأهم التحديدات التي تخص كلا من العلمين مع بيان قيمتهما. (3ن)
3- من العناصر المركزية في علم البيان : التشبيه والاستعارة والكناية ، عرف (ي) كل عنصر ، مع الاستشهاد له بشاهد توضيحي . (3ن)
4- أعرب (ي) ماورد تحته سطر في النص . (3ن)
5- اكتب (ي) البيتين الأول والثاني كتابة عروضية مع تقطيعهما وتحديد التفعيلات والوزنين (أو الوزن). (3ن)
6- حلل (ي) النص في أقل من خمسة عشر (15) سطرا ، مركزا على تقنيات الكتابة النثرية التي وظفها الكاتب ، مبينا وظيفة النص. (3ن)
- معيار صحة اللغة وحسن التقديم . (2ن)