العنف المدرسي : تعريفه أشكاله أسبابه والحلول
الموضوع الأول : أصبح لمفهوم العنف حيزا كبيرا في واقع حياتنا المعاش فأصبح هذا المفهوم يقتحم مجال تفكيرنا وسمعنا وأبصارنا ليل نهار وأصبحنا نسمع العنف الأسرى والعنف المدرسي والعنف ضد المرأة والعنف الديني وغيرها من المصطلحات التي تندرج تحت أو تتعلق بهذا المفهوم.
ولو تصفحنا أوراق التاريخ لوجدنا هذا المفهوم صفة ملازمة لبني البشر على المستوى الفردي والجماعي ، بأساليب وأشكال مختلفة تختلف باختلاف التقدم التكنولوجي والفكري الذي وصل إليه الإنسان ، فنجده متمثلا بالتهديد والقتل والإيذاء والاستهزاء والحط من قيمة الآخرين والاستعلاء والسيطرة والحرب النفسية وغيرها من الوسائل .والاتجاه نحو العنف نجده في محيط سلوكات بعض الأفراد ، كما نجده في محيط سلوكات بعض الجماعات في المجتمع الواحد ، كما يوجد في محيط المجتمعات البشرية ، وهو يوجد في مختلف الأوقات ، وقد تزداد نسبة العنف في مجتمع معين وقد تنقص ، كما تختلف قوته من مجتمع إلى مجتمع ومن زمن إلى زمن ، وقد تكون صور التعبير عن العنف عديدة ومتباينة لأن الناس مختلفون ومتباينون ، كما أن الناس يعيشون في ظل مناخات ثقافية وسياسية واقتصادية مختلفة
ولقد بدأ الاهتمام العالمي بظاهرة العنف سواء على مستوى الدول أو الباحثين أو العاملين في المجال السلوكي والتربوي أو على مستوى المؤسسات والمنظمات غير الحكومية في الآونة الأخيرة في التزايد وذلك نتيجة لتطور الوعي النفسي والاجتماعي بأهمية مرحلة الطفولة وضرورة توفير المناخ النفسي والتربوي المناسب لنمو الأطفال نموا سليما وجسديا واجتماعيا لما لهذه المرحلة من أثر واضح علي شخصية الطفل في المستقبل ، بالإضافة لنشوء العديد من المؤسسات والمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان والطفل ، وقيام الأمم المتحدة بصياغة اتفاقيات عالمية تهتم بحقوق الإنسان عامة وبعض الفئات خاصة الأطفال وبضرورة حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف التي يتعرض لها الطفل في زمن السلم والحرب .
تعد ظاهرة العنف المدرسي من بين المشاكل العويصة التي أصبحت تعانيها منظومتنا التربوية، الأمر الذي لطالما أسفر عن ارتكاب مجموعة من الجرائم في حق تلاميذ، وأساتذة أيضا؛ مما يدفعنا إلى التساؤل عن أسباب ظهور هذه الآفة الخطيرة التي لا زالت تهدد مناعة الجسم التربوي الدولي والوطني.
تعريف العنف : يعرف العنف بأنه سلوك إيذائي قوامه إنكار الآخرين كقيمة مماثلة للأنا أو للنحن ، كقيمة تستحق الحياة والاحترام ، ومرتكزة على استبعاد الآخر ، إما بالحط من قيمته أو تحويله إلى تابع أو بنفيه خارج الساحة أو بتصفيته معنويا أو جسديا . ويعرف أيضا ب (سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية بهدف إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة ) . إذا فالعنف يتضمن عدم الاعتراف بالآخر ويصاحبه الإيذاء باليد أو باللسان أي بالفعل بالكلمة ، وهو يتضمن ثلاث عناصر ( الكراهية – التهميش – حذف الآخر )والعنف سلوك غير سوي نظرا للقوة المستخدمة فيه والتي تنشر المخاوف والأضرار التي تترك أثرا مؤلما على الأفراد في النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي يصعب علاجها في وقت قصير ، ومن ثم فإنه يدمر أمن الأفراد وآمان المجتمع .
الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال : تجمع أغلب الدراسات النفسية والاجتماعية على أن سلوك العنف على المستوى الفردي أو الجماعي هو عادة مكتسبة متعلمة تتكون لدى الفرد منذ وقت مبكر في حياته من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية المتبادلة ومن خلال أساليب التنشئة الاجتماعية.ويمكن إجمال أهم الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال في العوامل الآتية:
أولا العوامل الأسرية : ويمكن إجمالها في الأتي :
- أساليب التنشئة الخاطئة مثل ( القسوة – الإهمال – الرفض العاطفي – التفرقة في المعاملة – تمجيد سلوك العنف من خلال استحسانه، القمع الفكري للأطفال من خلال التربية القائمة على العيب والحلال والحرام دون تقديم تفسير لذلك-التمييز في المعاملة بين الأبناء)
- فقدان الحنان نتيجة للطلاق أو فقدان أحد الوالدين
- الشعور بعدم الاستقرار الأسري نتيجة لكثرة المشاجرات الأسرية والتهديد بالطلاق
- عدم إشباع الأسرة لحاجات أبنائها المادية نتيجة لتدني المستوى الاقتصادي
- كثرة عدد أفراد الأسرة فلقد وجد من خلال العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين عدد أفراد الأسرة وسلوك العنف
- بيئة السكن فالأسرة التي يعيش أفرادها في مكان سكن مكتظ يميل أفرادها لتبني سلوك العنف كوسيلة لحل مشكلاتهم
ثانيا أسباب مجتمعية :
1- ثقافة المجتمع : ويقصد بالثقافة هنا جميع المثل والقيم وأساليب الحياة وطرق التفكير في المجتمع فإذا كانت الثقافة السائدة ، ثقافة تكثر فيها الظواهر السلبية والمخاصمات وتمجد العنف فإن الفرد سوف .
2- إن المجتمع يعتبر بمثابة نظام متكامل يؤثر ويتأثر بأنساقه المختلفة في نسق الأسرة يؤثر في نسق التعليم ونسق الإعلام يؤثر الأسرة وهكذا ، فإذا ساد العنف في الأسرة فسوف ينعكس علي المدرسة وهكذا .
3- الهامشية : فالمناطق المهمشة المحرومة من أبسط حقوق الإنسان ونتيجة لشعور ساكنيها بالإحباط عادة ما يميلون إلى تبنى أسلوب العنف بل ويمجدونه .
4- الفقر يعتبر الفقر من الأسباب المهمة في انتشار سلوك العنف نتيجة لإحساس الطبقة الفقيرة بالظلم الواقع عليها خصوصا في غياب فلسفة التكافل الإجتماعى وفي ظل عدم المقدرة علي إشباع الحاجات والإحباطات المستمرة لأفراد هذه الطبقة .
5- مناخ مجتمعي يغلب علية عدم الاطمئنان وعدم توافر العدالة والمساواة في تحقيق الأهداف وشعور الفرد بكونه ضحية للإكراه والقمع .
6- مناخ سياسي مضطرب يغلب علية عدم وضوح الرؤيا للمستقبل
7- الغزو والاحتلال فالعنف يولد العنف .
ثالثا أسباب نفسية :
1- الإحباط فعادة ما يوجه العنف نحو مصدر الإحباط الذي يحول دون تحقيق أهداف الفرد أو الجماعة سواء كانت مادية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية
2- الحرمان ويكون بسبب عدم إشباع الحاجات والدوافع المادية والمعنوية للأفراد مع إحساس الأفراد بعدم العدالة في التوزيع
3- الصدمات النفسية والكوارث والأزمات خصوصا إذا لم يتم الدعم النفسي الاجتماعي للتخفيف من الآثار المترتبة على ما بعد الأزمة أو الصدمة
4- النمذجة فالصغار يتعلمون من الكبار خصوصا إذا كان النموذج صاحب تأثير في حياة الطفل مثل الأب أو المعلم
5- تعرض الشخص للعنف فالعنف يولد العنف بطريقة مباشرة علي مصدر العدوان أو يقوم الشخص المعنف بعملية إزاحة أو نقل على مصدر أخر.
6- تأكيد الذات بأسلوب خاطئ ( تعزيز خاطئ ) من قبل الذات أومن قبل الآخرين
7- حماية الذات عندما يتعرض الشخص للتهديد المادي أو المعنوي
8- حب الظهور في مرحلة المراهقة خصوصا إذا ما كانت البيئة الاجتماعية تقدر السلوك العنيف وتعتبره معيارا للرجولة والهيمنة .
9- وقت الفراغ وعدم وجود الأنشطة والبدائل التي يمكن عن طريقها تصريف الطاقة الزائدة .
10 – شعور الفرد أو الأفراد بالاغتراب داخل الوطن مع ما يصاحبة من مشاعر وأحاسيس نفسية واجتماعية حيث وجد في العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين العنف والاغتراب .
11- غالبا ما يصدر العنف عن الأفراد الذين يتسمون بضعف في السيطرة علي دوافعهم عند تعرضهم للمواقف الصعبة مما يؤدي لسلوك العنف .
رابعا : وسائل الإعلام وألعاب الأطفال :- تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال من خلال ما تعرضه من برامج ومسلسلات على الشاشة لما تحتويه من عناصر الإبهار والسرعة والحركة والجاذبية وبالتالي يقوم الطفل بتمثلها وحفظها في مخزونه الفكري والسيكولوجي ، كما أن مسلسلات الأطفال بما تحتويه من ألفاظ وعبارات لاتتناسبت في كثير من الأحيان مع واقع مجتمعنا الفلسطيني كما نجد أن الألفاظ والمشاهد تكرس مفاهيم القتل والعدوان والسيطرة والقوة
أشكال العنف المدرسي : للعنف المدرسي عدة مظاهر وأشكال منها :
من طالب لطالب أخر : – السب والشتم.
- الضرب : باليد – بالدفع – بأداة – بالقدم وعادة ما يكون الطفل المعتدى عليه ضعيف لا يقدر على المواجهة وبالذات لو اجتمع عليه أكثر من طفل .
- التخويف : ويكون عن طريق التهديد بالضرب المباشر نتيجة لأنه أكثر منه قوة أو التهديد بشلة الأصدقاء أو الأقرباء .
- التحقير من الشأن : لكونه غريبا عن المنطقة أو لأنه أضعف جسما أولأنه يعاني مرضا اوإعاقة أو السمعة السيئة لأحد أقاربه .
- نعته بألقاب معينة لها علاقة بالجسم كالطول أو القصر أو غير ذلك، أولها علاقة بالأصل ( قرية – قبيلة)
من طالب على الأثاث المدرسي :
- تكسير الشبابيك والأبواب ومقاعد الدراسة
- الحفر على الجدران .
- تمزيق الكتب .
- تكسير وتخريب الحمامات .
- تمزيق الصور والوسائل التعليمية والستائر .
من طالب علي المعلم أو الإدارة المدرسية :
- تحطيم أو تخريب متعلقات خاصة بالمعلم أو المدير .
- التهديد والوعيد .
- الاعتداء المباشر.
- الشتم أو التهديد في غياب المعلم أو المدير .
من المعلم أو المدير على الطلبة :
- العقاب الجماعي ( عندما يقوم المعلم بعقاب جماعي للفصل سواء بالضرب والشتم ، لأن طالب أو مجموعة من الطلبة يثيرون الفوضى )
- الاستهزاء أو السخرية من طالب أو مجموعة من الطلبة .
- الاضطهاد .
- التفرقة في المعاملة .
- عدم السماح بمخالفته الرأي حتى ولو كان الطلب على صواب .
- التهميش .
- التجهم والنظرة القاسية .
- التهديد المادي أو التهديد بالرسوب .
- إشعارا الطالب بالفشل الدائم .
جدول تأثير العنف على الطلاب في المجال السلوكي، التعليمي، الاجتماعي والانفعالي
المجال السلوكي | | المجال التعليمي | | المجال الاجتماعي | | المجال الانفعالي |
1- عدم المبالاة 2- عصبية زائدة 3- مخاوف غير مبررة 4- مشاكل انضباط 5- عدم قدرة على التركيز 6- تشتت الانتباه 7- سرقات 8- الكذب 9- القيام بسلوكيات ضارة مثل شرب الكحول أو المخدرات 10- محاولات للانتحار 11- تحطيم الأثاث والممتلكات في المدرسة . 12- إشعال نيران . 13- عنف كلامي مبالغ فيه 14- تنكيل بالحيوانات | | 1- هبوط في التحصيل التعليمي 2- تأخر عن المدرسة وغيا بات متكررة 3- عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية 4- التسرب من المدرسة بشكل دائم أو متقطع | | 1- انعزالية عن الناس 2- قطع العلاقات مع الآخرين 3- عدم المشاركة في نشاطات جماعية 4- التعطيل على سير نشاطات الجماعية 5- العدوانية اتجاه الآخرين
| | 1- انخفاض الثقة بالنفس 2- اكتئاب 3- ردود فعل سريعة 4- الهجومية والدفاعية في مواقفه 5- توتر الدائم 6- مازوخية اتجاه الذات 7- شعور بالخوف وعدم الأمان 8- عدم الهدوء والاستقرار النفسي. |
كيفية الحد من ظاهرة العنف المدرسي :
1- العمل على الجانب الوقائي بحيث يتم مكافحة العوامل المسببة للعنف والتي من أهمها :
- نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف .
- نشر ثقافة حقوق الإنسان وليكن شعارنا التعلم لحقوق الإنسان وليس تعليم حقوق الإنسان.
- عمل ورشات ولقاءت للأمهات والأباء لبيان أساليب ووسائل التنشئة السليمة التي تركز علي منح الطفل مساحة من حرية التفكير وإبداء الرأي والتركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل واستخدام أساليب التعزيز .
- التشخيص المبكر للأطفال الذين يقعون تحت ظروف الضغط والذين من الممكن ان يطوروا أساليب غير سوية .
- تنمية الجانب القيمي لدى التلاميذ .
- عمل ورشات عمل للمعلمين يتم من خلالها مناقشة الخصائص النمائية لكل مرحلة عمرية والمطالب النفسية والاجتماعية لكل مرحلة .
- التركيز علي استخدام أساليب التعزيز بكافة أنواعها .
- إستخدام مهارات التواصل الفعالة القائمة علي الجانب الإنساني والتي من أهمها حسن الاستماع والإصغاء وإظهار التعاطف والاهتمام .
- إتاحة مساحة من الوقت لجعل الطالب يمارس العديد من الأنشطة الرياضية والهوايات المختلفة .
2- الجانب العلاجي : – إستخدام أساليب تعديل السلوك والبعد عن العقاب والتي منها ( التعزيز السلبي – تكلفة الاستجابة – التصحيح الزائد – كتابة الاتفاقيات السلوكية الاجتماعية – المباريات الصفية .
- إستخدام الأساليب المعرفية و العقلانية الانفعالية السلوكية في تخفيف العنف والتي من أهمها : معرفة أثر النتائج المترتبة على سلوك العنف – تعليم التلاميذ مهارة أسلوب حل المشكلات – المساندة النفسية – تعليم التلاميذ طرق ضبط الذات – توجيه الذات – تقييم الذات – تنمية المهارت الاجتماعية في التعامل – تغير المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عند بعض التلاميذ فيما يتعلق بمفهوم الرجولة .
- الإرشاد بالرابطة الوجدانية والتي تقوم علي إظهار الاهتمام والتوحد الانفعال وتوظيف الإيماءات والتلميحات ولغة الجسم عموما من قبل المعلم لإظهار اهتمامه بالطالب .
- طريقة العلاج القصصي : فالقصص تساعد على التخلص من عوامل الإحباط وتعمل على تطوير القدرات الإدراكية ، ومن خلال القصص يدرك الطفل أن هناك العديد من الأطفال لهم نفس مشكلاته ، وتفجر القصص المشاعر المكبوتة عندما يدخل الطفل في تجربة قوية من خلال تماثله أو رفضه الشديد لتصرفات قامت بها شخصية من الشخصيات مما يخفف الضغط النفسي عنده .
- ضبط السلوك وتحديد عوامله وأسبابه ثم نقوم بضبطة تدريجيا حتى نصل إلي مرحلة ضبط السلوك العنيف وفي نفس الوقت إعطاء السلوك الايجابي البديل .
دور العاملين في مجال التوجية والإرشاد وحقوق الإنسان في الحد من ظاهرة سلوك العنف المدرسي: يقوم العاملون في هذا المجال بالعديد من الفعاليات والأنشطة للتخفيف من هذا السلوك سواء لدى المعلمين أو الطلبة أو الأهالي تجاه أبنائهم ومن هذه الفعاليات والأنشطة :
1- تنفيذ العديد من الندوات لأولياء الأمور في أساليب التنشئة الاجتماعية المناسبة لكل مرحلة عمرية باعتبار أن الأسرة هي المصدر الأساسي في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال.
2- تنفيذ العديد من الندوات لأولياء الأمور حول حقوق الطفل في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية وحقة في اللعب والمشاركة والتعبير عن الرأي ,وحقه في الشعور بالأمن النفسي والاجتماعي
3- تنفيذ العديد من الندوات واللقاءات مع المعلمين والإدارات المدرسية حول الخصائص النمائية لكل مرحلة عمرية والمشكلات النفسية والاجتماعية المترتبة عليها وخصوصا مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع هذه المشكلات وخصوصا سلوك العنف .
4- تنفيذ العديد من الندوات للمعلمين والإدارات المدرسية حول حقوق الطفل النفسية والاجتماعية والمدنية والسياسية .
5- المشاركة في تشكيل البرلمان الطلابي كتجسيد واقعي لفكرة الديموقراطية والتعبير عن الرأي والمشاركة في صنع القرارات خصوصا التي تتعلق بشؤونهم .
6- عقد دورات للمشرفين التربويين والمديرون والمديرات والمعلمون والمعلمات في حقوق الإنسان والوساطة الطلابية وحل النزاعات ومنحى التواصل الا عنفي
7- تفعيل برنامج الوساطة الطلابية باعتباره وسيلة تربوية في إشراك الطلبة في حل مشكلاتهم دون إحساسهم بضغوط الكبار .
8- الأشراف على برنامج الحكومة المدرسية الذي يهدف في الأساس إلي تعليم مبادئ الديموقراطية والحوار ونبذ الصراعات والدفاع عن الحقوق بأساليب الحوار .
9- الإشراف على برنامج بناء والذي من ضمن أهدافه الكشف عن التلاميذ المتأثرين بالصدمة والتي من ضمن آثارها سلوك العنف حيث يقدم هذا البرنامج العديد من الأنشطة والفعاليات التي تحد من هذا السلوك .
10. تنفيذ العديد من المخيمات الصيفية والأشراف عليها والتي من ضمن أهدافها التفريغ الانفعالي عن طريق الأنشطة الحركية والرسم والتمثيل والفنون الشعبية والتي تسهم في خفض العدوانية بالإضافة إلى أنشطة متنوعة ذات صلة بمفاهيم حقوق الإنسان .
11. تنفيذ العديد من المعارض والمهرجانات والتي تحتوي علي ركن أساسي خاص بحقوق الطفل سواء من حيث الفقرات التي تقدم أو المجسمات والرسومات التي تعبر عن حقوق الطفل وكذلك الفقرات التي تحتوي علي مضمون توجيهي إرشادي لبعض القضايا التي تهم الطفل .
12- التنسيق مع المؤسسات غير الحكومية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان والدعم النفسي الاجتماعي لمساعدة الأطفال في هذا المجال .
13 – توزيع النشرات والملصقات الخاصة بحقوق الطفل وتوزيع النشرات الخاصة بالآثار المترتبة علي استخدام العقاب والعنف تجاه الطلبة والوسائل البديلة .
14- تنفيذ العديد من المسابقات التي تتناول موضوعات حقوق الطفل والتوجيه والإرشاد
15- القيام بدورات قصيرة للمعلمين الجدد في كيفية التعامل مع الطلبة من خلال منحي التواصل اللاعنفي القائم علي الإرشاد بالرابطة الوجدانية .
16- العمل على الجانب الوقائي للحد من سلوك العنف لدي الطلاب من خلال جلسات التوجيه الجمعي وتوظيف الإذاعة المدرسية والجانب الإعلامي في المدرسة
17- العمل علي الجانب النمائي من خلال تنمية مهارات الاتصال والتواصل الا عنفي لدى المعلمين والطلبة وتدريب الطلبة علي تنمية المهارات الاجتماعية .
18- أما علي المستوى العلاجي فقد نفذ العاملون في قسم التوجيه والإرشاد العديد من البرامج العلاجية للطلبة العدوانيين والذين يتبنون العنف في حل مشكلاتهم والتي تقوم في الأساس على نظريات التوجيه والإرشاد ( السلوكية – المعرفية – العقلانية الانفعالية السلوكية – الإنسانية – السلوكية الحديثة )
19- كما يقوم العاملون بقسم التوجيه والإرشاد بتقديم الدعم والمساندة النفسية للطلبة المتأثرين بالصدمات والأزمات التي تترك في كثير من الأحيان مشاعر عدائية وتولد سلوكا عنيفا وذلك من خلال البرامج الإرشادية التي تقوم في الأساس علي جلسات التفريغ الانفعالي وتقوية مفهوم الذات والشعور بالأمن النفسي والاجتماعي .
20 – إنتاج العديد من المجلات والتي تتضمن الكثير من الموضوعات ذات العلاقة بحقوق الإنسان والتوجيه والإرشاد.
الموضوع الثاني : العنف في المدارس
يعتقد على نطاق واسع أن العنف في المدارس أصبح مشكلة خطيرة في العقود الأخيرة في كثير من البلدان، لا سيما عندما تستخدم الأسلحة مثل المسدسات أو السكاكين. ويشمل العنف المدرسي العنف بين طلاب المدارس، وكذلك اعتداءات الطلاب جسديا على موظفي المدرسة.
ولعل ظاهرة العنف المدرسي لا تخرج عن كونها امتدادا للعنف الذي نعيشه في حياتنا , خصوصا ما يعرفه العالم من صراع ومتغيرات سواء الموضوعية أو غير الموضوعية , فإذا كان العنف كما يقول لالاند « فعل أو كلمة عنيفة » فهو عموما « كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين , قد يكون الأذى جسميا أو نفسيا فالسخرية و الاستهزاء من الفرد و فرض الآراء بالقوة و إسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.
ان ظاهرة العنف المدرسي تعد من بين المشاكل العويصة التي أصبحت تعانيها منظومتنا التربوية، الأمر الذي لطالما أسفر عن ارتكاب مجموعة من الجرائم في حق تلاميذ، وأساتذة أيضا؛ مما يدفعنا إلى التساؤل عن أسباب ظهور هذه الآفة الخطيرة التي لا زالت تهدد مناعة الجسم التربوي الوطني والدولي.
تعريف العنف : يعرف العنف بأنه سلوك إيذائي قوامه إنكار الآخرين كقيمة مماثلة للأنا أو للنحن ، كقيمة تستحق الحياة والاحترام ، ومرتكزة على استبعاد الآخر ، إما بالحط من قيمته أو تحويله إلى تابع أو بنفيه خارج الساحة أو بتصفيته معنويا أو جسديا . ويعرف أيضا ب (سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية بهدف إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة ) . إذا فالعنف يتضمن عدم الاعتراف بالآخر ويصاحبه الإيذاء باليد أو باللسان أي بالفعل بالكلمة ، وهو يتضمن ثلاث عناصر ( الكراهية – التهميش – حذف الآخر )والعنف سلوك غير سوي نظرا للقوة المستخدمة فيه والتي تنشر المخاوف والأضرار التي تترك أثرا مؤلما على الأفراد في النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي يصعب علاجها في وقت قصير ، ومن ثم فإنه يدمر أمن الأفراد وآمان المجتمع .
الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال : تجمع أغلب الدراسات النفسية والاجتماعية على أن سلوك العنف على المستوى الفردي أو الجماعي هو عادة مكتسبة متعلمة تتكون لدى الفرد منذ وقت مبكر في حياته من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية المتبادلة ومن خلال أساليب التنشئة الاجتماعية.ويمكن إجمال أهم الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال في العوامل الآتية:
أولا العوامل الأسرية : ويمكن إجمالها في الأتي :
- أساليب التنشئة الخاطئة مثل ( القسوة – الإهمال – الرفض العاطفي – التفرقة في المعاملة – تمجيد سلوك العنف من خلال استحسانه، القمع الفكري للأطفال من خلال التربية القائمة على العيب والحلال والحرام دون تقديم تفسير لذلك-التمييز في المعاملة بين الأبناء)
- فقدان الحنان نتيجة للطلاق أو فقدان أحد الوالدين
- الشعور بعدم الاستقرار الأسري نتيجة لكثرة المشاجرات الأسرية والتهديد بالطلاق
- عدم إشباع الأسرة لحاجات أبنائها المادية نتيجة لتدني المستوى الاقتصادي
- كثرة عدد أفراد الأسرة فلقد وجد من خلال العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين عدد أفراد الأسرة وسلوك العنف
- بيئة السكن فالأسرة التي يعيش أفرادها في مكان سكن مكتظ يميل أفرادها لتبني سلوك العنف كوسيلة لحل مشكلاتهم
ثانيا أسباب مجتمعية :
1- ثقافة المجتمع : ويقصد بالثقافة هنا جميع المثل والقيم وأساليب الحياة وطرق التفكير في المجتمع فإذا كانت الثقافة السائدة ، ثقافة تكثر فيها الظواهر السلبية والمخاصمات وتمجد العنف فإن الفرد سوف .
2- إن المجتمع يعتبر بمثابة نظام متكامل يؤثر ويتأثر بأنساقه المختلفة في نسق الأسرة يؤثر في نسق التعليم ونسق الإعلام يؤثر الأسرة وهكذا ، فإذا ساد العنف في الأسرة فسوف ينعكس علي المدرسة وهكذا .
3- الهامشية : فالمناطق المهمشة المحرومة من أبسط حقوق الإنسان ونتيجة لشعور ساكنيها بالإحباط عادة ما يميلون إلى تبنى أسلوب العنف بل ويمجدونه .
4- الفقر يعتبر الفقر من الأسباب المهمة في انتشار سلوك العنف نتيجة لإحساس الطبقة الفقيرة بالظلم الواقع عليها خصوصا في غياب فلسفة التكافل الإجتماعى وفي ظل عدم المقدرة علي إشباع الحاجات والإحباطات المستمرة لأفراد هذه الطبقة .
5- مناخ مجتمعي يغلب علية عدم الاطمئنان وعدم توافر العدالة والمساواة في تحقيق الأهداف وشعور الفرد بكونه ضحية للإكراه والقمع .
6- مناخ سياسي مضطرب يغلب علية عدم وضوح الرؤيا للمستقبل
7- الغزو والاحتلال فالعنف يولد العنف .
ثالثا أسباب نفسية :
1- الإحباط فعادة ما يوجه العنف نحو مصدر الإحباط الذي يحول دون تحقيق أهداف الفرد أو الجماعة سواء كانت مادية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية
2- الحرمان ويكون بسبب عدم إشباع الحاجات والدوافع المادية والمعنوية للأفراد مع إحساس الأفراد بعدم العدالة في التوزيع
3- الصدمات النفسية والكوارث والأزمات خصوصا إذا لم يتم الدعم النفسي الاجتماعي للتخفيف من الآثار المترتبة على ما بعد الأزمة أو الصدمة
4- النمذجة فالصغار يتعلمون من الكبار خصوصا إذا كان النموذج صاحب تأثير في حياة الطفل مثل الأب أو المعلم
5- تعرض الشخص للعنف فالعنف يولد العنف بطريقة مباشرة علي مصدر العدوان أو يقوم الشخص المعنف بعملية إزاحة أو نقل على مصدر أخر.
6- تأكيد الذات بأسلوب خاطئ ( تعزيز خاطئ ) من قبل الذات أومن قبل الآخرين
7- حماية الذات عندما يتعرض الشخص للتهديد المادي أو المعنوي
8- حب الظهور في مرحلة المراهقة خصوصا إذا ما كانت البيئة الاجتماعية تقدر السلوك العنيف وتعتبره معيارا للرجولة والهيمنة .
9- وقت الفراغ وعدم وجود الأنشطة والبدائل التي يمكن عن طريقها تصريف الطاقة الزائدة .
10 – شعور الفرد أو الأفراد بالاغتراب داخل الوطن مع ما يصاحبة من مشاعر وأحاسيس نفسية واجتماعية حيث وجد في العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين العنف والاغتراب .
11- غالبا ما يصدر العنف عن الأفراد الذين يتسمون بضعف في السيطرة علي دوافعهم عند تعرضهم للمواقف الصعبة مما يؤدي لسلوك العنف .
رابعا : وسائل الإعلام وألعاب الأطفال :- تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال من خلال ما تعرضه من برامج ومسلسلات على الشاشة لما تحتويه من عناصر الإبهار والسرعة والحركة والجاذبية وبالتالي يقوم الطفل بتمثلها وحفظها في مخزونه الفكري والسيكولوجي ، كما أن مسلسلات الأطفال بما تحتويه من ألفاظ وعبارات لاتتناسبت في كثير من الأحيان مع واقع مجتمعنا الفلسطيني كما نجد أن الألفاظ والمشاهد تكرس مفاهيم القتل والعدوان والسيطرة والقوة
ما هي أشكال وأنواع العنف المدرسي؟
يمكن تصنيف العنف المدرسي إلى مجموعة من الأشكال تختلف خطورتها حسب طبيعتها ومصدرها حيث نجد:
1 . العنف الجسدي: وهو استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد اتجاه الآخرين من اجل إيذائهم وإلحاق أضرار جسمية لهم، وذلك كوسيلة عقاب غير شرعية مما يؤدي إلى الآلام وأوجاع ومعاناة نفسية جراء تلك الأضرار، ويعرض صحة الطفل للأخطار.
.2 العنف النفسي: و يتم من خلال عمل أو الامتناع عن القيام بعمل وهذا وفق مقاييس مجتمعيه ومعرفة علمية للضرر النفسي، وقد تحدث تلك الأفعال على يد شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون القوة والسيطرة لجعل طرف متضرر مما يؤثر على وظائفه السلوكية، الوجدانية، الذهنية، والجسدية، مثل-: رفض وعدم قبول للفرد، إهانة، تخويف، تهديد، عزلة، استغلال، برود عاطفي، صراخ، سلوكيات تلاعبيه وغير واضحة، تذنيب الطفل كمتهم، لامبالاة وعدم الاكتراث بالطفل، كما أن فرض الآراء على الآخرين بالقوة هو أيضا نوع من أنواع العنف النفسي.
3 . الإهمال: عدم تلبية رغبات طفل الأساسية لفترة مستمرة من الزمن، ويصنف الإهمال إلى فئتين: إهمال مقصود، أو إهمال غير مقصود
4 ـ الاستغلال الجنسي: وهو اتصال جنسي بين طفل وبالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة، أو عدم نضج الطفل وقلة وعيه لطبيعة العلاقة الجنسية، ويقصد بالاستغلال الجنسي كشف الأعضاء التناسلية،إزالة الملابس والثياب عن الطفل، ملامسة أو ملاطفة جنسية، التلصص على طفل، تعريضه لصور جنسية، أو أفلام، أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ جنسية، اغتصاب.
5 ـ العنف داخل المدرسة، وهو العنف بين الطلاب أنفسهم،أو العنف بين المعلمين أنفسهم وأحيانا العنف بين المعلمين والطلاب.
6 ـ التخريب المتعمد للممتلكات: وأطلق عليه اسم العنف الفردي، حيث ينبع ذلك من فشل الطالب وصعوبة مواجهة أنظمة المدرسة والتأقلم معها ولكن لا يوجد لها اثر كبير على نظام الإدارة في المدرسة.
هل يمكن الحديث عن عنف مدرسي من خارج المؤسسة؟
نعم هناك عنف من خارج المدرسة وهو يكون أشد خطورة إذ يمكنه أن يستهدف التلميذ والأستاذ معا، ومن أشكاله
أ- بلطجة: هو العنف القائم من خارج المدرسة إلى داخلها على أيدي مجموعة من البالغين ليسوا طلاباً ولا أهالي، حيث يأتون في ساعات الدوام أو في ساعات ما بعد الظهر من اجل الإزعاج أو التخريب وأحياناً يسيطرون على سير الدروس.
ب ـ عنف من قبل الأهالي: عنف أما بشكل فردي أو بشكل جماعي (مجموعة من الأهالي)، ويحدث ذلك عند مجيء الآباء دفاعاً عن أبناءهم فيقومون بالاعتداء على نظام المدرسة والإدارة والمعلمين مستخدمين أشكال العنف المختلفة .
إلى أي حد يمكن للعنف المدرسي أن يؤثر على المجال السلوكي والتعليمي والاجتماعي للتلميذ؟
لقد أثبتت العديد من الأبحاث بأن هناك أثارا سلبية لعملية الاعتداءات على الأطفال على أداءهم الاجتماعي والسلوكي والانفعالي، وأنهم في غالب الأحيان يكونوا مشتتين من الناحية الانفعالية، قلقين، كثيراً منهم يبدو عليهم مميزات الرغبة في أن يفهمهم من يحيط بهم وكأنهم غير مفهومين، يجرحون بسهولة، قليلي الثقة بأنفسهم وأحياناً بشكل حاد ،و مواقفهم النفسية والانفعالية تكون غير مستقرة.
من الملاحظ أن حدة العنف المدرسي ارتفعت وأصبحت بادية للعيان فقد أصبحت الأوضاع الأمنية داخل المؤسسات التعليمية ومحيطها تدعو إلى القلق، ما هي أهم الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الوزارة للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت دائرتها في ارتفاع خطير ؟
فعلا لقد قامت الوزارة باتخاذ عدة تدابير وإجراءات للحد من تنامي هذه الظاهرة الخطيرة والتي يمكن تحديدها على مستويات منها ما هو تشريعي وتنظيمي حيث عملت الوزارة على إصدار مجموعة من النصوص التشريعية والتنظيمية التي لها ارتباط بظاهرة العنف وبأسبابها، أو بأدوار الأطر التربوية والإدارية ومجالس الـمؤسسة في علاقة بها، ومجموعة من الـمذكرات الـمرتبطة مباشرة بظاهرة العنف، وأخرى بقضايا ذات صلة غير مباشرة بالعنف كظاهرة الغش في الامتحانات وظاهرة الاكتظاظ، وتربويا قامت الوزارة بإدراج مادة التربية على الـمواطنة في التعليم الابتدائي والإعدادي، وإدراج قيم التسامح ونبذ العنف، والتضامن، وحقوق الإنسان، والـمحافظة على البيئة… ضمن الـمقررات الدراسية لبعض الـمواد (التربية الإسلامية، الاجتماعيات، اللغات) بالثانوي التأهيلي. أما على مستوى الآليات والبنيات فقد تم إحداث الأندية التربوية ومراكز الاستماع بالـمؤسسات التعليمية،
ونظرا لتفشي ظاهرة العنف بمحيط الـمؤسسات التعليمية مع بروز بعض الأنشطة التجارية غير الـمقننة (بيع السجائر بالتقسيط، بيع الـمأكولات الخفيفة دون مراقبة طبية…)، فضلا عن التحرش الجنسي، يمكن لوزارة الداخلية أن تتدخل من خلال تعزيز الأمن من أجل حماية الـمحيط الـمباشر للـمؤسسة التعليمية ضد كل الـمخاطر الخارجية، خاصة عمليات السطو وإتلاف الوثائق والتجهيزات والاعتداء على تلاميذ وأطر وموظفي هذه الـمؤسسات..وكذا ضرورة إيلاء الـمزيد من العناية والاهتمام بشكايات وتظلـمات نساء ورجال التعليم وتعزيز مشاركة الجماعات الـمحلية في النهوض بالنقل الـمدرسي؛ثم إتاحة إمكانية الاستفادة من الـملاعب الـمتوفرة لدى بعض الجماعات الـمحلية.. ومع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، فلابد من الـمشاركة الفعلية لآباء وأولياء التلاميذ في الحد من ظاهرة العنف الـمدرسي من خلال تكثيف مراقبتهم لأبنائهم وضبط تصرفاتهم وسلوكهم.
هل سبق لكم أن قمتم بدراسات وبحوث ميدانية حول الظاهرة؟
هناك دراسة حول العنف ضد الأطفال بمؤسسات التعليم الابتدائي،أنجزت بتعاون مع منظمة اليونسيف، عرضت نتائجها على الـمصالح الـمركزية والجهوية للوزارة، وعلى النقابات التعليمية؛ وقد بينت الدراسة التي أنجزت بدعم من منظمة اليونسيف أن 87 % من التلاميذ تعرضوا للضرب في الـمدرسة، ويؤكد 73 % من الأساتذة اعتمادهم الضرب كوسيلة لضبط التلاميذ داخل الفصل، و61 % من الأطفال يتعرضون للضرب من طرف آبائهم، وقد تم في الأسابيع الماضية بلورة إستراتيجية مندمجة شاركت فيها مختلف القطاعات للحد من هذه الـمعضلة.
لكن ألا ترون أن المقاربة القانونية والأمنية لا يمكنها وحدها أن تحد من تنامي هذه الظاهرة التي تمس القيم الإنسانية والأخلاقية والتربوية لمؤسساتنا التربوية؟
نعم، الـمدرسة أولا وقبل كل شيء مجال للتربية ورافعة لنشر قيم اللاعنف والتسامح والسلـم والتعاون، مما يفرض عليها أن تضع مجموعة من الآليات والمقاربات الـمساعدة على مواجهة العنف الـمدرسي، من أهمها تهيئة فضاء الـمؤسسة التعليمية من خلال ،تهييء فضاء ملائم وجميل ومجسد لعالـم الطفل والـمراهق، ومتوفر على الوسائل الـمساعدة على تفريغ الطاقة الإبداعية للتلاميذ؛واعتماد الـمقاربة التشاركية في الحفاظ على الـمجال الـمدرسي والانخراط في إعداد شروط الحياة الـمدرسية وفق ما يلي:
* على مستوى الفصل الدراسي:
ـ اعتماد الـمقاربة الحقوقية في الفصل وليس مقاربة الحاجة؛
ـ العمل على إلغاء مظاهر التراتبية بين التلاميذ، شكلا ومضمونا، من خلال خلق فضاء مساعد على تمثل قيم التعاون والاحترام: جلوس البعض أمام البعض والالتزام بالسلوكات الـمدنية؛
ـ وضع قانون داخلي للفصل يشكل ميثاق شرف يلتزم به التلاميذ طيلة السنة الدراسية؛
ـ الابتعاد عن النظام العقابي الزجري، وتعويضه بالنظام التحفيزي، في حالة ارتكاب خطأ ما، وتغيير مفهوم السلطة من السلطة علىح إلى السلطة معح.
* على مستوى الآليات التنظيمية:
ـ خلق خلية يقظة لتتبع ورصد الظاهرة، وتوفير قاعدة معطيات لإعداد تقرير دوري حول درجة تصاعد الظاهرة؛
ـ تنظيم أنشطة وتظاهرات للتحسيس بحدة الظاهرة؛
ـ إدماج وحدة خالعنف الـمدرسيح في اللقاءات التربوية للـمدرسين، وإثارة النقاش حولها أثناء زيارات الإشراف.
* على مستوى البرامج والـمناهج:
ـ تعزيز إدماج قيم حقوق الإنسان والـمواطنة وخاصة ما له علاقة بالتسامح والحوار وقبوا الاختلاف في البرامج الـمدرسية، وتنقيتها من الصور التمييزية الـمولدة للعنف، وإدماجها في تكوين الأطر التربوية.