هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالرئيسية
المواضيع الأخيرة
» INFORMATIONS SUR LES MALADIES : SYMPTÔMES, DIAGNOSTIC, TRAITEMENTS, PRÉVENTION
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأحد 13 يونيو 2021, 15:01 من طرف abdelhalim berri

»  Il était une fois un vieux couple heureux de M. Khair-Eddine
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالسبت 10 أبريل 2021, 14:22 من طرف abdelhalim berri

» أحلى صفات المرأة والتي تجعل الرجل يحبها بجنون
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالخميس 17 أكتوبر 2019, 17:59 من طرف abdelhalim berri

» بحث حول العولمـــــــــــــــة
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 10 يوليو 2019, 00:22 من طرف abdelhalim berri

» L'intégration des connaissances en littérature Française
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 10 يوليو 2019, 00:17 من طرف abdelhalim berri

» Dr Patrick Aïdan : Chirurgie robotique thyroidienne par voie axillaire
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 10 يوليو 2019, 00:15 من طرف abdelhalim berri

» كيف نشأت الفلسفة
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالثلاثاء 09 أبريل 2019, 23:53 من طرف abdelhalim berri

» زجل :الربيع.
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالجمعة 21 ديسمبر 2018, 14:05 من طرف abdelhalim berri

» le bourgeois gentilhomme de Molière
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالجمعة 21 ديسمبر 2018, 14:02 من طرف abdelhalim berri

» مساعدة
Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالإثنين 09 يوليو 2018, 01:12 من طرف abdelhalim berri

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 8836 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو سعد فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 87005 مساهمة في هذا المنتدى في 16930 موضوع
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
روابط مهمة
Maroc mon amour

خدمات المنتدى
تحميل الصور و الملفات

 

 Maroc العنف المدرسي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 14:30

Royaume du Maroc
العنف المدرسي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 14:32

العنف والمخدرات في الفضاءات التعليمية
Royaume du Maroc

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 14:33

الأستاذ والعنف داخل المدارس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 14:36

العنف المدرسي : أي حلول؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 15:46

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 15:49

العنف المدرسي :المظاهر، العوامل، بعض وسائل العلاج
الرغم من أهمية الانكباب على موضوع "العنف" في شتى مجالاته(عنف الرجل ضد المرأة، عنف الآباء ضد الأطفال، عنف المشغل ضد العامل…)، فإن ما يمارس من عنف في مؤسساتنا التعليمية لم ينل الحظ الكافي من الدراسة والتحليل، وحتى ما أسهب فيه المحللون في هذا المجال يكاد يدور في نطاق مظاهر العنف التي يمارسها المربي على المتعلم، حيث يغدو المعلِّم/ المربِّي، من خلال هذا المنظور، رجلاً فضاً لا يرحم تلامذته، ويذيقهم أقسى العقوبات.
فقد كان هناك تركيز على ربط العنف بمرحلة معينة من التاريخ الدراسي وهو مرحلة التعليم الابتدائي مع المعلم أو ما قبله مع الفقيه، وقلما نجد تركيزاً على مرحلة المراهقة. رغم أهمية المرحلة العمرية التي يمر بها التلاميذ، بصفتها مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الرشد، يرافقها كثير من التغييرات الجسدية والنفسية والتي تترك بصماتها العميقة في شخصية الفرد، وتكيفه مع المؤسسة والمجتمع والبيئة المحيطة به.
ذلك أن هناك حاجة ملحة للمربين وأولياء الأمور، ومن يتعاملون مع هؤلاء المراهقين إلى التعرف على خصائص شخصية المراهقين وما يرافقها من انفعالات مختلفة…بحيث يمكنهم التعامل معهم بوعي، ومساعدتهم لتجاوز مشكلاتهم النفسية، وانفعالاتهم الطارئة وردود فعلهم المختلفة… و على هذا الأساس، فإن الهدف الأساس من التعرض لقضية العنف المدرسي لدى المراهق، هو إثارة الانتباه لهذه الظاهرة التي لم تعد مجرد حديث عابر نسمعه في الشارع وكفى، بل وصلت عدواها إلى مؤسساتنا التعليمية.
وقد ظهرت أشكال ممارسة هذا العنف المادي من خلال فعل الضرب والجرح وإساءة الآداب، والعنف الرمزي…(التحرشات المختلفة، استفحال ظاهرة الكلام النابي، تنامي السلوكات غير المتسامحة …)، كل هذا وغيره هو الذي وجب التنبيه إليه، والتحذير من مغبته، وبالتالي قرع ناقوس الخطر على المنحى اللا تربوي الذي غدت تعرفه الكثير من مؤسساتنا التعليمية.

تحديد لمفهوم العنف :
بصفة عامة، قضية كبرى، عرفها الإنسان منذ بدء الخليقة (قتل قبيل لهابيل)، كما أنه أحد القوى التي تعمل على الهدم أكثر من البناء في تكوين الشخصية الإنسانية ونموها، وهو انفعال تثيره مواقف عديدة، ويؤدي بالفرد إلى ارتكاب أفعال مؤذية في حق ذاته أحيانا وفي حق الآخرين أحياناً أخرى.
ولقد أسهب الباحثون في تحديد مفهوم العنف كل من زاويته الخاصة، حيث يعرفه جميل صليبا، في معجمه الشهير:"المعجم الفلسفي"، بكونه فعل مضاد للرفق، ومرادف للشدة والقسوة، العنيف(Violent) هو المتصف بالعنف،فكل فعل يخالف طبيعة الشيء، ويكون مفروضاً عليه، من خارج فهو، بمعنى ما، فعل عنيف،والعنيف هو أيضاً القوي الذي تشتد سورته بازدياد الموانع التي تعترض سبيله كالريح العاصفة، والثورة الجارفة، العنيف من الميول:"الهوى الشديد الذي تتقهقر أمامه الإرادة، وتزداد سورته حتى تجعله مسيطراً على جميع جوانب النفي، والعنيف من الرجال هو الذي لا يعامل غيره بالرفق، ولا تعرف الرحمة سبيلاً إلى قلبه.
وجملة القول إن العنف هو استخدام القوة استخداماً غير مشروع، أو غير مطابق للقانون"().
أما في معجم "قاموس علم الاجتماع"، فإن العنف يظهر عندما يكون ثمة فقدان "للوعي لدى أفراد معينين أو في جماعات ناقصة المجتمعية. وبهذه الصفة يمكن وصفه بالسلوك"اللاعقلاني". في حين يرى بول فولكي في قاموسه التربوي أن العنف هو اللجوء غير المشروع إلى القوة، سواء للدفاع عن حقوق الفرد، أو عن حقوق الغير"كما أن العنف لا يتمظهر بحدة إلا في وجود الفرد/المراهق في مجموعة ما"(). أما أندري لالاند فقد ركز على تحديد مفهوم العنف في أحد جزئياته الهامة، إنه عبارة عن"فعل، أو عن كلمة عنيفة"(). وهذا ما يدخل في نطاق العنف الرمزي…فأول سلوك عنيف هو الذي يبتدئ بالكلام ثم ينتهي بالفعل. وهكذا فتحديدات العنف تعددت واختلفت، إلا أن الجميع يقرُّ على أنه سلوك لا عقلاني، مؤذي، غير متسامح.

العوامل المولدة للعنف لمدرسي
إذا كان العنف المدرسي ليس وليد الساعة طبعاً، فإن حدته ارتفعت وأصبحت بادية للعيان، فقد باتت الأوضاع الأمنية بمؤسساتنا التعليمية تدعو إلى القلق، وهي ظاهرة تكاد تمس أغلب هذه المؤسسات؛ لأنها مرتبطة في نظر العديد من الباحثين بعدة عوامل، نسرد منها الأساسي منها:
أ ـ عوامل اجتماعية
ب ـ عوامل نفسية
ج ـ عوامل تربوية

أ ـ عوامل ذات صلة بالظروف الإجتماعية
تسجل ظواهر العنف المدرسي بحدة مؤسساتنا التعليمية الموجودة في مناطق معزولة وكذا في الأحياء الهامشية، إذ تظل الظروف الاجتماعية من أهم الدوافع التي تدفع التلميذ للممارسة فعل العنف داخل المؤسسات التعليمية، إذ في ظل مستوى الأسرة الاقتصادي المتدني، وانتشار أمية الآباء والأمهات، وظروف الحرمان الاجتماعي والقهر النفسي والإحباط…كل هذه العوامل وغيرها تجعل هؤلاء التلاميذ عرضة لاضطرابات ذاتية وتجعلهم، كذلك، غير متوافقين شخصياً واجتماعياً ونفسياً مع محيطهم الخارجي؛ فتتعزز لديهم عوامل التوتر، كما تكثر في شخصيتهم ردود الفعل غير المعقلنة، ويكون ردهم فعلهم عنيفاً في حالة ما إذا أحسوا بالإذلال أو المهانة أو الاحتقار من أي شخص كان.
وهنا يجب التركيز على دور التنشئة الاجتماعية وما تلعبه من أدوار طلائعية في ميدان التربية والتكوين، فعندما تعمل التنشئة الاجتماعية على تحويل الفرد ككائن بيولوجي إلى شخص ككائن اجتماعي، فإنها، في الوقت نفسه، تنقل ثقافة جيل إلى الجيل الذي يليه، وذلك عن طريق الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، فالتنشئة الاجتماعية من أهم الوسائل التي يحافظ بها المجتمع عن خصائصه وعلى استمرار هذه الخصائص عبر الأجيال، وهذه التنشئة هي التي تحمي التلميذ من الميولات غير السوية والتي قد تتبدى في ممارسة فعل العنف الذي يتسبب، بالدرجة الأولى، في أذى النفس أولاً وأذى الآخرين ثانياً.
ومن هذا المنطلق، وجب التأكيد على أن التربية"ليست وقفاً على المدرسة وحدها، وبأن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى إلى حد بعيد في تنشئة الأطفال وإعدادهم للتمدرس الناجح، كما تؤثر في سيرورتهم الدراسية والمهنية بعد ذلك…". فهل ما يزال هذه الجدل قائما بين مؤسساتنا التعليمية وباقي المؤسسات الاجتماعية الأخرى(الأسرة على الخصوص…)؟
وعلى الرغم من أهمية التنشئة الاجتماعية ودورها الفاعل في تغيير ميولات التلميذ غير السوية، فإن التباين حول إمكانات التنشئة الاجتماعية وحدودها لا زال إشكالاً فلسفياً قائماً، تعبر عنه بوضوح جملة من الأسئلة الإشكالية العامة من قبيل: هل بمقدور التنشئة الاجتماعية أن تحقق الهدف المطلوب، بصورة كافية، في أوساط أسرية متفككة، فقيرة ومقهورة ؟ و هل يمكن الحديث عن تنشئة اجتماعية في ظل غياب أولياء الأمور عن تتبع المسار الدراسي لأبنائهم؟ وبعبارة مختصرة، هل للتنشئة الاجتماعية ذلك المفعول القوي حتى في حالة تلميذ عنيف يعاني من مشكلات أسرية عميقة(انفصال الوالدين، مرض أفراد الأسرة…الخ)؟

ب ـ عوامل نفسية
من الخطأ القول إن هذا التلميذ أو ذاك مطبوع بمواصفات جينينة تحمله على ممارسة العنف دون سواه، وأن جيناته التي يحملها هي التي تتحكم في وظائف الجهاز العصبي، فما قد يصدر عن التلميذ من سلوك عنيف له أكثر من علاقة تأثر وتأثير بالمحيط الخارجي، وبتفاعل كبير مع البيئة الجغرافية والاجتماعية التي يعيش التلميذ في كنفها، ذلك أن المؤسسة التعليمية تشكل نسقاً منفتحاً على المحيط الخارجي أي على أنساق أخرى: اجتماعية واقتصادية وبيئية…ومن تم فإن عوائق التربية المفترضة في المؤسسة التعليمية تتفاعل مع العوامل الخارجية بالنسبة للمؤسسة التعليمية في كثير من الأحيان.
هذه المقاربة النسقية للعوائق النفسية الاجتماعية المفترضة في المؤسسة التعليمية، تقود من الآن إلى توقع تعقد وتشابك هذه العوائق، وتبعاً لذلك تؤدي إلى تبدد مظاهر البساطة والبداهة في رؤية هذا الموضوع ومقاربته.
فالأشخاص، حسب العديد من الباحثين، يختلفون من حيث استعداداتهم للتأثر بتجاربهم، لكن يظل التفاعل بين تراثهم الجيني والوسط المعيشي هو المحدد لطبيعة شخصيتهم، طبعاً باستثناء الحالات المرضية، فالجينات لا تخلق أشخاصاً لهم استعداد للعنف أو سلوك عدواني، كما لا تفسر سلوك اللاعنف، رغم تأثيرها على مستوى إمكانيات سلوكنا لكنها لا تحدد نوعية استعمال هذه الإمكانيات، كما يجمع العديد من العلماء، كذلك، على أن العنف موجود ولكنه مختلف المظاهر ومتنوع الأسباب، فالكل قد يمارس فعل العنف بدرجة أو بأخرى في يوم من الأيام، فإذا كانت درجة العنف في الحدود المعقولة كان الإنسان سوياً يتمتع بالصحة النفسية، وأمكنه أن يسيطر بعقله على انفعالاته، وإذا كانت درجة العنف كبيرة عانى الفرد من اضطرابات نفسية وشخصية.

مصادر العنف
ومن منظور فرويد، فإن مصادر العنف ترتدُّ إلى ما يلي:
1 ـ يبقى الطفل حتى حل عقدة أوديب لديه، تحت تأثير الرغبة في تأمين استئثاره بعطف الأمومة.
2 ـ تزجه هذه الرغبة في نزاع مزدوج مع أشقائه وشقيقاته من جهة، ومع أبيه وأمه من جهة أخرى.
3 ـ إن هذا النزاع الذي يجد من الناحية الواقعية نهايته"عادة" في "مجتمعية" الولد، يمكن أن يترافق في اللاوعي الفردي بالرغبة في قتل كل من يعارض تحقيق رغبتنا المكبوتة بشكل كامل تقريباً.
4 ـ وحتى عند الراشد، فإنه يمكن إعادة تنشيط هذه الرغبة بمناسبة حالات غامضة من الكبت والعدوانية المفتوحة التي يتعرض لها الفرد خلال حياته.

التلميذ المراهق
وعلى هذا الأساس، فإن التلميذ المراهق يعيدنا إلى ضرورة تحديد مفهوم "المراهقة"، بما أنها مفهوم سيكولوجي، يقصد بها المرحلة التي يبلغ فيها الطفل فترة تحول بيولوجي وفيزيولوجي وسيكولوجي، لينتقل منها إلى سن النضج العقلي والعضوي، فالمراهقة، إذن، هي المرحلة الوسطى بين الطفولة والرشد.
في هذا السياق، وهو سياق بناء الذات من منظور التلميذ ـ المراهق، لا بد أن تصطدم هذه الذات، الباحثة عن كينونتها، بكثير من العوائق، بدءاً من مواقف الآباء مروراً بموقف العادات والتقاليد انتهاء بموقف المربين… فبالإضافة إلى موقف الأسرة الذي عادة ما يكون إما معارضاً أو غير مكترث، فإن سلطة المؤسسات التعليمية غدت هي الأخرى تستثير التلميذ المراهق، وتحول دون ممارسته لحريته، كما يراها هو.
وبناء على ذلك، نستطيع الحديث عن العلاقة التسلطية ما بين المعلم والمتعلم: فسلطة المعلم لا تناقش(حتى أخطاؤه لا يسمح بإثارتها، ولا تكون له الشجاعة للاعتراف بها)، بينما على الطالب أن يمتثل ويطيع ويخضع…الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى تعارض صارخ بين الطرفين، تنتج عنه ردود فعل عنيفة من طرف هذا أو ذاك، الأمر الذي تبرزه العديد من الأبحاث التربوية في هذا المجال، والتي ترجع دوافع العنف إلى ذلك التناقض الحاد بين التلميذ والأستاذ في ظل انعدام ثقافة حوارية منتجة وخلاقة وإيجابية.
هذه العلاقات التسلطية التي تدور في فلك الفعل ورد الفعل"تعزز النظرة الانفعالية للعالم، لأنها تمنع الطالب من التمرس بالسيطرة على شؤونه ومصيره، وهي المسؤولة إلى حد كبير عن استمرار العقلية المتخلفة لأنها تشكل حلقة من حلقات القهر الذي يمارس على مختلف المستويات في حياة الإنسان المتخلف"().
ويعتقد بعض علماء علم النفس أن الانفعالات: كالعدوان، والخوف، والاستثارة الجنسية، مثلاً هي عبارة عن"حوافز يتم التخفف منها أو خفضها خلال ذلك المسار الخاص بالتعبير عنها، فإذا كان الأمر كذلك، فقد تكون أفضل طريقة للتعامل مع الانفعالات القوية هي الوعي بها ومواجهتها"().
وهنا يمكننا الحديث عن كبت للمشاعر التلقائية، وبالتالي كبت تطور الفردية الأصيلة الذي يترسخ في مرحلة المراهقة، والذي يبدأ مبكراً مع الطفل. إذ يجب أن يبقى الهدف هو تدعيم استقلال التلميذ الباطني والحفاظ على فرديته ونموه وتكامله، وهذا ما غدا مألوفاً في أدبيات التربية الحديثة، وتكرس مع ميثاق التربية والتكوين الذي يعتبر قراءة جديدة للوضع التربوي المغربي الراهن على ضوء المستجدات التي طرأت على مفهوم التربية والتعليم.
فهناك شواهد على أن التعبير المباشر عن العدوان(Agression ) يعمل على تناقض احتمالية حدوث النشاطات العدائية( Hostile) التالية. فتوفير الفرصة للشخص الغاضب للتعبير عن مشاعره/مشاعرها العدائية في التو واللحظة "يعمل على خفض الحاجة للتعبيرات اللاحقة عن الغضب، حتى لو كان هذا التعبير العدواني الكلي كبيراً على نحو ملحوظ"(9).
ومن المعقول أن نفترض هنا أنه من دون مثل هذا التنفيس عن المشاعر العنيفة سيكون التلميذ العنيف أكثر تهيؤاً للعنف بمجرد إحساسه بأي استفزاز أو اختراق داخلي.
كما تجدر الإشارة إلى أن غالبية التلاميذ الذين يمارسون العنف هم ذكور، وقلما نصطدم بفتاة/تلميذة تمارس فعلاً عنيفاً في مواجهة الآخر (ذكراً كان أو أنثى)، وهذا الأمر سبق له أن كان موضوع دراسات متخصصة في الغرب؛ ففي دراسة قام بها هوكانسون (Hokanson ) روقبت مستويات ضغط الدم الخاصة بالأفراد عندما كان غضبهم يستثار من خلال سلوك مشاكسة ـ ما يتم على نحو متعمد ـ من جانب بعض الشركاء الضمنيين للمجرب في هذه الدراسة. وقد لاحظ هذا الباحث أن ضغط الدم الخاص بالرجال المشاركين في التجربة كان يعود بشكل أسرع إلى حالته الطبيعية الأولى، إذا عبروا عن غضبهم بشكل صريح، أما بالنسبة للنساء فقد كان ضغط الدم الخاص بهن يعود إلى حالته الطبيعية الأولى على نحو أسرع إذا اتسمت تعاملاتهن مع العاملين ـ المتعاونين خفية مع المجرب ـ بالمودة أكثر من اتسامها بالعدوانية. ربما كان السلوك العدائي الخارجي هو السلوك الطبيعي المكمل للغضب لدى الرجال، مقارنة بالنساء، فهن يمتلكن وسائل أكثر تحضراً من الرجال في التعامل مع المشاعر العدوانية"().

ج ـ عوامل تربوية
لا يزال عدد كبير من الناس يعتقد أن النظام التربوي كفيل بتغيير شكل أي مجتمع وتطويره، ولكن الحقيقة هي أن مهمته في مجتمع يسوده الفقر والكبت وثقافة الإقصاء هي حمايته والإبقاء عليه، وهذا الأمر يبدو جلياً في إخفاق معظم تجارب نظامنا التربوي الذي غدا حقلاً مكروراً للتجارب الفاشلة نظراً لما يسود هذه الأنظمة التربوية المفروضة من ارتجالية وفرض لا يحتمل إلا التنفيذ على علاته.
ولقد كان السبب الرئيسي في هذا الإخفاق أن إنسان هذه المجتمعات لم يؤخذ بعين الاعتبار، كعنصر أساسي ومحوري في أي خطة تنمية، في الوقت الذي تؤكد فيه الدراسات العلمية والتجارب المجتمعية "أن التنمية مهما كان ميدانها تمس تغيير الإنسان ونظرته إلى الأمور في المقام الأول، مما يوجب وضع الأمور في إطارها البشري الصحيح، وأخذ خصائص الفئة السكانية التي يراد تطويره نمط حياتها بعين الاعتبار، ولا بد بالتالي من دراسة هذه الخصائص ومعرفة بنيتها و ديناميتها"().
كما أن أول شيء يثير انتباه المهتم بدراسة قضايا التربية والتعليم في بلادنا هو سيادة "ثقافة الصمت" في المدرسة المغربية، فقد أصبح معتاداً أن ندخل قاعة الدرس ونجد تلاميذ في حالة صمت مطبق، أو في حالة فوضى عارمة، وثقافة الصمت هي وسيلة من وسائل الاحتجاج والممانعة ضد كل ما هو مفروض قسراً على التلميذ. يقول جيمس جويس، على لسان سارده، في روايته/ سيرته الشهيرة "صورة الفنان في شبابه"، في هذا الصدد:"سأحاول أن أعبر عن نفسي في الحياة أو في الفن على أكثر الأشكال حرية وكمالاً، مستخدما للدفاع عن نفسي الأسلحة الوحيدة التي أسمح لنفسي باستخدامها: الصمت، النفي، المقدرة…".
فما هي أبعاد "ثقافة الصمت" داخل المدرسة المغربية؟ إن أبعاداً عديدة بما في ذلك رد الفعل العدواني المعارض الصادر من التلاميذ. فالبعد الأول هو استضمار التلاميذ لأدوار سلبية يحويها نص الفصل الدراسي التقليدي. وهكذا تنشئ البيداغوجية الرسمية التلاميذ باعتبارهم شخوصاً سلبيين/عدوانيين.
هناك، إذن، أزمة كبيرة ناتجة عن مقاومة التلاميذ للبرامج الرسمية(تغليب جانب الكم على الكيف، مناهج تعليمية عتيقة، عدم تحيين البرامج التعليمية لما هو سائد)؛ ففي ظل عدم لامبالاة المسؤولين بهذه الأوضاع التعليمية المختلة، وفي ظل رفض القيام بتغيير حقيقي للبرامج التي تستلب التلاميذ؛ فإن التلاميذ، من جهتهم، يرفضون الإنتاج في إطار البرامج الرسمية، وهكذا يراوح النظام التعليمي الرسمي مكانه دون جدوى.
إضافة إلى مشكلة البرامج التربوية، هناك انعدام آفاق مستقبلية تحفز المتعلم، وتشحذ همته من أجل البحث والتحصيل، ففي ظل هذه الرؤية السوداوية القاتمة، فإن ما يقوم به التلاميذ في الواقع هو"إنجاز إضراب برفضهم التعلم تحت هذه الظروف وانعدام الشروط المادية وغموض الآفاق وانعدام الشغل…فالبطالة هي مآل الأغلبية الساحقة من التلاميذ. وهكذا أضحى التلاميذ يرون أنه من السذاجة والجنون الخضوع لقواعد لا يستفيدون منها أي شيء وهي من وضع كائن آخر"().

محاور العنف في مؤسساتنا التعليمية
يمكن استجلاء الأطراف الأساسية التي تدخل في معادلة ممارسة فعل العنف أو الخضوع لفعل العنف في مؤسساتنا التربوية، وهي علاقات الفاعل والمفعول به، ويمكن أن نركز دوائر هذا العنف في المحاور العلائقية التالية:
أ ـ التلميذ في علاقته بالتلميذ
تتعدد مظاهر العنف التي يمارسها التلاميذ فيما بينهم، إلا أنها تتراوح بين أفعال عنف بسيطة وأخرى مؤذية ذات خطورة معينة، ومن بين هذه المظاهر:
o اشتباكات التلاميذ فيما بينهم والتي تصل، أحياناً، إلى ممارسة فعل العنف بدراجات متفاوتة الخطورة.
o الضرب والجرح.
o إشهار السلاح الأبيض أو التهديد باستعماله أو حتى استعماله.
o التدافع الحاد والقوي بين التلاميذ أثناء الخروج من قاعة الدرس.
o إتلاف ممتلكات الغير، وتفشي اللصوصية.
o الإيماءات والحركات التي يقوم بها التلميذ والتي تبطن في داخلها سلوكا عنيفاً.

ب ـ التلميذ في علاقته بالأستاذ
لم يعد الأستاذ بمنأى عن فعل العنف من قبل التلميذ، فهناك العديد من الحالات في مؤسساتنا التعليمية ظهر فيها التلميذ وهو يمارس فعل العنف تجاه أستاذه ومربيه. وتكثر الحكايات التي تشكل وجبة دسمة في مجامع رجال التعليم ولقاءاتهم الخاصة، إنها حكايات من قبيل: الأستاذ الذي تجرأ على ضرب التلميذ، وهذا الأخير الذي لم يتوان ليكيل للأستاذ صفعة أقوى أمام الملأ…أو أن يضرب التلميذ أستاذه، في غفلة من أمره، ثم يلوذ بالفرار خارج القسم، أو أن يقوم التلميذ بتهديد أستاذه بالانتقام منها خارج حصة الدرس، حيث يكون هذا التهديد مصحوباً بأنواع من السب والشتم البذيء في حق الأستاذ الذي تجرأ، ومنع التلميذ من الغش في الامتحان…الخ.
وهذا ما تؤكده العديد من تقارير السادة الأساتذة التي يدبجونها حول السلوك غير التربوي لعينة من التلاميذ المشاغبين، وكلها تقارير تسير في اتجاه الاحتجاج على الوضع غير الآمن لرجل التعليم في مملكته الصغيرة (القسم).
ففي كثير من اللقاءات التنسيقية ما بين الطاقم الإداري ومجالس الأساتذة ترتفع الأصوات عالية بدرجات العنف التي استشرت في المؤسسات التربوية، وهذه الأصوات العالية كان لها الصدى المسموع أحياناً لدى الجهات المسؤولة، وترجم ذلك بمذكرات وزارية أو نيابية(حملات التحسيس بأهمية نشر ثقافة التسامح، منع حمل السلاح الأبيض داخل المؤسسات التعليمية…). وكلها مذكرات تنص على تفاقم تدهور الوضع الأمني في المؤسسات التعليمية من جراء العديد من مظاهر العنف. وبموجب هذه المذكرات فإنه على الإداريين أن يكونوا على يقظة من أمرهم، وذلك بتقفي أثر كل ما يتسبب في انتشار العنف الذي يزداد يوماً بعد يوم في كنف مؤسساتنا التعليمية.
ونعرف أن هذا النوع من الحلول بعيد عن النجاعة والفاعلية ما دام صدى هذه المذكرات لا يتجاوز رفوف الإدارة، بعد أن يضطلع عليها المعنيون بالأمر، لتظل حبراً على ورق كما هو سابق من مذكرات وتوصيات، تحتاج، بالدرجة الأولى، إلى وسائل وآليات التنفيذ أكثر مما هي بحاجة إلى الفرض الفوقي الذي لا يعدو أن يكون ممارسة بيروقراطية بعيدة عن ميدان الممارسة والفعل.

ج ـ التلميذ في علاقته برجل الإدارة
قد يكون رجل الإدارة، هو الآخر، موضوعاً لفعل العنف من قبل التلميذ، إلا أن مثل هذه الحالات قليلة جداً، ما دام الإداري، من وجهة نظر التلميذ، هو رجل السلطة، الموكول له تأديب التلميذ وتوقيفه عند حده حينما يعجز الأستاذ عن فعل ذلك في مملكته الصغيرة(القسم)…وهذا ما يحصل مراراً وتكراراً في يوميات الطاقم الإداري، فكل مرة يُطلب منه أن يتدخل في قسم من الأقسام التي تعذر على الأستاذ حسم الموقف التربوي فيه.

سبل التعاطي الإيجابي مع ظاهرة العنف المدرسي
لا يكفي الوقوف عند حدود تعريف الظاهرة أو جرد بعض مظاهرها، بل يحتاج الأمر بحثاً جدياً وميدانياً لمعرفة كيفية التعاطي الإيجابي مع هذه الظاهرة التي تستشري يوما عن يوم في مؤسساتنا التعليمية. وهذا الأمر لن يتم بدون تحديد المسؤوليات والمهام المنوطة بكل الفاعلين التربويين لمواجهة هذا الداء الذي ينخر كيان مؤسساتنا التعليمية من الداخل…فتكاثف الأدوار وتعاضدها وتكامل الجهود قمين بتخفيف حدة هذه الظاهرة، وذلك في أفق القضاء التدريجي على مسبباتها، فما هو المطلوب منا كفاعلين تربويين وأولياء أمور وواضعي البرامج التربوية لنكون في مستوى ربح رهان كثير من مظاهر الانحراف السلوكي، والتغلب عليه بأقل الخسائر؟

أ ـ مهام الإدارة
إن دور الإدارة التربوية، قضية مطروحة للنقاش، قيل وكتب عنها الكثير، إلا أننا لا تناولها بما تستحقه من عمق وتفصيل، وإن حدث ذلك، ففي سياق الحديث عن قضايا أخرى.
وكلنا يتذكر العقوبات التي كانت الإدارة، بموافقة( إن لم نقل بتأليب) من بعض المعلمين، تفرضها عن غير حق على التلاميذ في سياق ثقافة الردع والزجر والعقاب التي كانت سائدة زمنئذ. وهي عقوبات معنوية تصيب في الصميم نفسية التلميذ، وتستهدف كينونته، وتترك في نفسيته ندوباً عميقة لا تبرأ.
ولقد كان نصيب التلاميذ الذين يعانون من مشاكل دراسية هو المزيد من الإحباط والإذلال والتحقير، حيث تعلق على ظهر التلميذ المستهدف لوحة مكتوب عليها: "أنا حمار"، ويطلب منه، حسب الأوامر الصارمة، أن يدور على الأقسام، قسماً قسما، والتلاميذ يحملقون في هذا الكائن الصغير الذي لا ذنب له سوى أنه غير متفوق في دراسته (والمفارقة في زمن تطور النظريات التربوية الحديثة هو التوصل إلى ما يسمى بالتعلم عن طريق الخطأ)، إنه كمن يحمل على ظهره ساعتها صخرة ثقيلة بينما ينأى كاهله الصغير عن تحملها.
وإذا كان نصيب غير المتفوقين في دراستهم هو التحقير والإذلال المعنوي، فإن حال من يضبط وهو متلبس بمخالفة ما لا يقل إذلالً ومهانة، فإذا كان جنحة اختلاس كسرة خبز كافية لتجعل معلم المطعم يصفع شكري ويطرده من المطعم مدة ثلاثة أيام()؛ فإن عقاب التلميذ الذي سرق كراساً لا يقل مهانة واحتقاراً وإذلالاً. وهذا ما يذكرنا به أحمد أمين، حيث يقول:"أما ناظر المدرسة رجل طيب و لكنه لا يفقه شيئاً من أساليب التربية، ضبط مرة تلميذ يسرق كراساً فأخذه وعلق في رقبته لوحة من الورق المقوى، كتب عليها بخط الثلث الكبير "هذا لص" حتى إذا وقف الطلبة في طابور العصر أمسكه الناظر بيده، ومر به على التلاميذ ليؤدبه !…والحق أنه لم يؤدبه ولكن قتله، فلم أرَ هذا التلميذ يعود إلى المدرسة بعد. وأغلب الظن أنه انقطع عن الدراسة بتاتاً"().
ومن أنواع العنف المعنوي الذي كان سائداً، كذلك، هو أن تقدم الإدارة التربوية إلى تصنيف تلاميذ القسم الواحد إلى صفوف للكسالى وأخرى للمجتهدين، أو فصل للكسالى وآخر للمجتهدين.
إن الإدارة التربوية في البلدان المتقدمة تتميز بتركيزها على تحديد المشاكل التي تعترض العملية التعليمية وتشخيصها والسعي إلى إيجاد حلول لها بدل أن تختلق حلولاً وهمية لا تليق لا بالعصر ولا بالتطور العلمي الحاصل في ميدان التربية والتعليم، لكن إدارتنا لم تستطع بعد الرقي إلى هذين المستويين، وما تزال في مستوى إدارة تربوية مغلوب على أمرها تارة، أو إدارة بيروقراطية متسلطة بعيدة كل البعد عن حقيقة ما يعتمل في المؤسسة التربوية من مشاكل وقضايا، والحاصل من كلا التصورين الإداريين هو سوء إدراك الأبعاد العميقة لمفهوم الإدارة التربوية، وبالتالي عدم القدرة على الوعي بدراسة المشاكل والانتقال إلى تطوير المشاريع القادرة على تجاوز المشاكل التي تعترضها من قبيل ظاهرة العنف المدرسي(على سبيل المثال لا الحصر).

ب ـ مهام المربي
إذا كانت صورة الفقيه في "المسيد" تقترن دائماً بالسوط، فإن صورة المعلم تقترن، كذلك، بالعصا (لمن يعصى الأوامر)التي كانت تعتبر أحد وسائل "التربية والتكوين" الأساسية في منظومتنا التربوية التقليدية زمنئذ. لذلك تفنن المعلم في تمثل هذه "الوسيلة" التعليمية "الفعالة"، ما بين العصا الخشبية أو مسطرة خشبية وأحياناً حديدية، كما لا يعدم المعلم أشكالاً أكثر قساوة في الزجر والردع؛ ومثال ذلك: سلك الكهربائي أو الأنبوب المطاطي…ويبدو الأمر، ظاهريا، أن هناك تقاطعاً كبيراً بين المؤسسة التربوي ومؤسسة السجون، وأوجه التقاطع هاته تتجلى في طبيعة وسائل العقاب والزجر المستعملة لدى المؤسستين…فهل الأمر يبدو محض صدفة أم أن هناك علاقة خفية بين المؤسستين في تصور كيفية تطويع وتهذيب وتقويم اعوجاج المستهدف(التلميذ/ المعتقل).
هكذا كلنا نتذكر صور المعلم كجلمود صخر، غير رحيم، قاس، متجهم الوجه (وهذا الأمر لا يعني التعميم، بل إن هناك العديد من المعلمين الذين شكلوا قدوة لتلامذتهم)، فما تزال أصداء هدير صوته تجلجل في عمق ذاكرتنا الطفولية. يتطاير من عينيه شرار القسوة والشراسة. أما هدوؤه المؤقت فقد كان عادة ما ينقلب ثورة في لحظة واحدة عند أي استثارة أو شعور بحركة ما في قاعة الدرس. فهو معلم لا يساعد تلاميذه على تجاوز أخطائهم ولا يصحح لهم هناتم بكلمات لطيفة رقيقة، بل يعتبر الجواب الخطأ جريمة يعاقب عليها، والنزق الطفولي إثماً يستدعي الزجر والردع. فقد كان التلميذ، من هذا المنظور، في حاجة إلى الجلد كل يوم ما دام هذا الصغير لم يتجاوز بعد مرحلة بلادته وكسله كما يتمثلها المعلم.
فقد كنا نتمثل صورة القسم على شكل مسار جهنمي مليء بالأشواك والمطبات والموانع، بدءاً بالوصول إلى المدرسة، بعد بذل جهد مضني من أجل ذلك، فالتفكير ملياً في مزاج المعلم وما سيكون عليه في هذه الحصة، وكيف يتقي التلميذ ضربات المعلم إن كان مستهدفاً، مروراً بلحظة ما قبل ولوج قاعة الدرس حيث تتبدى صور التلاميذ وهم يصطفون أولاً في نظام وانتظام، والمعلم يقف كجلمود صخر يتأمل مشهد الاصطفاف العسكري وعلامات التجهم والصرامة بادية على قسمات وجهه، وصولاً بصورة التلاميذ في قاعة الدرس وهم ينحنون في دعة يسجلون في كراساتهم ما يملى عليهم، ومن لم تكن رأسه منحنية، فالويل له، أما من جالت أفكاره خارج حدود جغرافية الفصل وأدرك المعلم ذلك، فإنه واقع لا محالة في شر أعماله…وبهذه الطقوس الصارمة التي تورث السكون والصمت القاتل، وتتلف كل إحساس بالعفوية يتحول القسم إلى صراط جهنمي غير مستقيم… كل ذلك وغيره من رموز الجهامة والعنف والقوة يشبه الأطياف الليلية التي تخنق صاحبها كلما تذكرها.
وللتذكير، فإن التاريخ الإنساني عرف العديد من هؤلاء المربين القساة. فقد كانت المدارس الدينية في الغرب جحيماً لا يطاق،حيث يحدثنا جيمس جويس عن تلك المناظر المريرة التي لازمته طوال حياته عن صورة المدرسين من رجال الدين:" لم ينس أبداً ذرة من جبنهم وقسوتهم، غير أن ذكرى ذلك المشهد لم تعد تبعث فيه أي غضب، على ذلك تبدت له أوصاف الحب والكره العميقين التي أقرأ عنهما في الكتب غير حقيقة"(). وعلى ما يبدو، فإن المدارس الدينية الكاثوليكية كانت تعتبر ممارسة العنف في التربية والتعليم وسيلة دينية ناجعة في حالة عينة التلاميذ"البلداء"، وذلك، حتى يحملهم المربي/ القس على أن يحسنوا استذكار دروسهم، والالتفات إلى واجباتهم الدينية والدنيوية.
أما في ثقافتنا الإسلامية، فإن عنف المعلم عادة ما يتلبس بلبوس الدَّيْن الرمزي الذي يصل بالمديون حد العبودية، ذلك من منطلق القول المأثور:"من علمك حرفاً صرت له عبداً"،إذ تتعدد الأمثلة وتتنوع بتعدد التجارب وتنوعها، يكفي أن نورد أمثلة في الموضوع عن صورة المعلم في مخيلة بعض الأدباء، في هذا الصدد، يتذكر أحمد أمين صورة مدرس الحساب على الشكل التالي:"فهو مدرس كفء في مادته، مهتم بطلبته، يبذل أقصى جهده في دراسته، ولكنه غريب الأطوار، يهيج أحياناً ويشتد غضبه فيضرب، وقد يشتد ضربه فيكسر أو يجرح…"().
أما المرحوم محمد شكري فيحدثنا عن صورة أحد معلميه في قسم الشهادة الابتدائية، وهو معلم اللغة العربية، حيث يصفه كما يلي:" يغضب بسرعة، يسب من يخطئ في أدنى شيء، لنا، في نظره، حمير وهو راكبنا بعمله وعصاه،يضع دائماً قضيباً على مكتبه. يضرب من يغضبه، إن ضرباته تجعل المعاقب يقفز ويتقوس،قد يرجع إلى مكانه وهو يدمع(…) إن هذا الولد الكبير المعلم يغضب مثل من هرب منه قرده إلى السطح كما يقال. يكرهني، يسخر من ضعفي في كل مواد العربية،في إحدى الحصص لم أكن قد حفظت قصيدة صفي الدين الحلي (…) اقترب مني غاضباً وهوى على كتفي بقضيبه الرفيع ثلاث مرات،في المرة الثالثة مسني رأس القضيب في أذني اليسرى،ظل يحقِّر سني المتقدمة، ومستواي الدراسي حتى ختم غضبه القردي بهذه الكلمات: ـ حمار …غبي…أأنت ستدرس؟ عد إلى طنجتك مع أولاد السوق بدلاً من أن تضيع وقتك هنا وتضيعه لنا معك"().
والحاصل مما سبق، أن من أهم مواصفات هذا المعلم هو حبه التلذذ بتعذيب هذا الجسد الصغير، والتفنن في أن تكون الضربة شديدة وذات صوت مفرقع، إنها مازوخية بشكل من الأشكال. ويبدو الأمر أن العنف بالنسبة لهذا المعلم/ المازوخي هو الدواء الوحيد الذي يستأصل روح المشاغبة الطفولي، ويقضي على تلك المسرات الطفولية الصغيرة، ليحيل الطفل، بعد ذلك، إلى شخصية ذلولة، تطيع في هدوء وصمت وخجل، أما ما يتعلق براهن هذه العلاقة بين المربي والمتعلم، فقد غدت هذه العلاقة تأخذ منحى آخر، حيث أصبحت العلاقة متوترة بين الأستاذ وتلميذه، ولم يعد للمربي ذلك الدور السلطوي الذي تحدثنا عنه فيما سبق، وأضحت هذه العلاقة المتغيرة من الموضوعات المهمة التي يجب البحث فيها والاهتمام بدراستها، بعد أن أصبحت الشكوى على جميع المستويات من اهتزاز القيم الخلقية، والمعاناة من مشكلات اجتماعية كالعنف والمخدرات وجنوح الأحداث وانهيار سلطة المؤسسات التربوية التقليدية كالأسرة ودور العبادة ومشكلات البيئة().
هذه الشكوى التي ينبغي ألا تقودنا إلى التشاؤم أو الحسرة على الماضي، والأمل في عودة تلك الأيام التي كان فيها المدرسون والآباء يحظون بالتقدير والاحترام من قبل الأبناء والتلاميذ، بل علينا الاهتمام بدراستها، وذلك من خلال تشخيص طبيعتها، وأنماطها، واتجاهاتها حتى نكون أكثر وعياً بها، وبالتالي يمكن علاجها والحد من انتشارها.
فكثيراً ما يفرض الأستاذ على التلميذ نموذجاً سلوكياً ما بقوة الأمر والسلطة لا بقوة الحجة والبرهان؛ فتكون النتيجة عكسية. إذ أن القضية المتعلقة بمن ينبغي عليه أن يقرر صواب هذا السلوك أو ذاك أو خروجه عن مقتضى التقاليد…؟
ومن ممارستنا لمهنة التربية والتعليم، استوقفتنا سلوكات بعض المربين الذين يتسنمون ذروة السلطة، ويريدون تحقيق شكل من أشكال السلوك الذي يرونه"مستقيما"، من منظورهم، ومن ثم يجرمون كل ما يخرج عما رسموه من الأخلاق الحسنة والسلوك القويم؛ وهذا ما يؤدي إلى ردود فعل متفاوتة من قبل التلميذ، فقد يكون الرفض مضمراً تارة وقد يكون جلياً تارة أخرى، كما قد يكون الاحتجاج معقولاً في بعض الأحيان كما قد يكون غير معقول في أحيان أخرى حين يبلغ رد الفعل ذروته إلى ممارسة العنف الجسدي على الأستاذ. هكذا علينا كمربين وفاعلين تربويين تجنب خطاب التحقير أو الإذلال أو الإهانة في حق التلميذ.
ولسوء الحظ، فإن هذه العقليات المتحجرة والمتزمتة لا ترى في بعض السلوكات لدى التلاميذ سوى الجانب الأخرق منها والذي يتوجب إنزال أقصى العقوبات على كل من يأتي بها، ولحسن الحظ، تمتلك المجتمعات الديموقراطية فرصة للتغيير من خلال وسائل غير عنيفة، موجودة في صميم بنائها، ولذلك ليست هناك حاجة في مثل هذه المجتمعات للخوف من الانفعالات التي تصدر في لحظة غضب من هذا التلميذ أو ذاك.
وقد يغدو، لدى بعض المنظرين، تجاهل هذه الظواهر هو أفضل وسيلة وقاية من حدوث ما لا تحدث عقباه، ذلك أن خطط التعليم لدى بعض التربويين تروم إطفاء الاستجابات غير المرغوب فيها وذلك بتجاهلها والتظاهر بعدم إيلائها الأهمية المركزية.
هكذا يبدو أن ضبط النفس والالتزام بالهدوء وعدم مجاراة التلميذ في ميولاته العنيفة، كل ذلك يعمل على امتصاص غضب التلميذ المنفعل، وذلك هو الرد الحاسم على نزعة العنف التي قد تتحول إلى فعل عدواني في العديد من الحالات.
كما أن العمل الحواري البناء يستهدف احتواء السلوكات الانفعالية غير المنضبطة، وبذلك يتمكن هذا العمل من تحقيق هدف الالتفاف على سلوكات التلميذ غير السوية، في حين تُبْقي نظرية العمل اللاحواري(المتشنجة أو الحرونة) على هذه التناقضات، بل قد تذكيها، وبالتالي تحول دون تحقيق التطور اللازم لتحرير التلميذ من سلوكاته الانفعالية غير السوية.

ج ـ مهام الآباء وأولياء الأمور
للعودة إلى موقف الآباء وأولياء الأمور من ظاهرة العنف الذي كان يمارس على التلميذ في سنوات تمدرسه الأولى، فإننا لا نختلف كثيراً في تحصيل نتيجة مفادها: تزكية الآباء ـ بدرجات متفاوتة ـ لطريقة التلقين التي كانت تعتمد في جزء كبير على العنف والعقاب، انطلاقاً من القولة الشهيرة التي كانت توجه إلى المعلم المتسلط، وتدعوه إلى مزيد من العنف والتسلط، والقولة هي كالتالي:"ادبح وأنا نسلخ".
أما راهنا،ً فكثيراُ ما يتم التعاطي مع مظاهر العنف المدرسي من قبل الآباء من منظورين رئيسيين:
o منظور عقابي ضيق.
o أو منظور اللامبالاة والإهمال وعدم الاكتراث بأي فعل فيه أذى للآخرين قد يصدر عن التلميذ…
فالمنظوران السابقان لا يمكِّنان من البحث عن حلول ناجعة لمثل هذه الظواهر السلوكية التي نصادفها في مجالنا التربوي، فالنظرتان تؤديان لا محالة إلى نتائج وخيمة على التلميذ الذي يمارس فعل العنف، بدون حسيب ولا رقيب، وبدون زجر ولا ردع، وبدون حوار وإرشاد وتهذيب وتأديب.

وطالما يوصي علماء النفس أولياء التلاميذ الذين يتصفون بهذه السلوكات العدوانية العنيفة، أن يراعوا الاعتبارات العامة التالية:
1 ـ ضرورة تحديد السلوك الاجتماعي السيئ الذي يلزم تعديله أولاً(مثلاً السلوك العنيف لدى عينة من التلاميذ ـ استخدام لغة نابية…).
2 ـ أهمية فتح الحوار الهادئ مع التلميذ المتصف بالسلوك العنيف، وإحلال نموذج من السلوك البديل الذي يكون معارضاً للسلوك الخاطئ ليكون هدفاً جذاباً للتلميذ (من خلال ربطه بنظام للحوافز والمكافأة).
3 ـ ضرورة توظيف ما يسميه علماء النفس بالتدعيم الاجتماعي والتقريظ لأي تغير إيجابي.
4 ـ إذا كان لا بد أن تمارس العقاب، فيجب أن يكون سريعاً وفورياً ومصحوباً بوصف السلوك البديل.
5 ـ القيام بتدريب الطفل على التخلص من أوجه القصور التي قد تكون السبب المباشر أو غير المباشر، في حدوث السلوك العنيف. مثل تدريبه على اكتساب ما ينقصه من المهارات الاجتماعية، وعلى استخدام اللغة بدلاً من الهجوم الجسماني، وعلى تحمل الإحباط، وعلى تأجيل التعبير عن الانفعالات، وعلى التفوق في الدراسة.
6 ـ عدم الإسراف في أسلوب العقاب أو التهجم اللفظي. فهذه الأنماط من السلوك ترسم نموذجا عدوانياً يجعل من المستحيل التغلب على مشكلة السلوك العدواني لديه. بل قد تؤدي هذه القدوة الفظة التي يخلقها العقاب إلى نتائج عكسية().
ومن خلال ما سبق، يمكننا التأكيد على دور الآباء وأولياء الأمور في التحكم الإيجابي في السلوك غير المرغوب فيه لدى التلميذ، بحيث لا يُتْرك الطفل بدون مراقبة، بل على الآباء أن يحاولوا التدخل المباشر(وغير المباشر كلما اقتضى الأمر ذلك)لإيقاف هذا السلوك بأقل قدر ممكن.
وهناك أساليب للتدخل في تغيير هذا السلوك العنيف في شخصية التلميذ، فأحيانا يكون تدخلنا بهدف حفظ ماء وجه التلميذ، وإعطائه فرصة للتراجع وتعديل السلوك الخاطئ. مع ضرورة استحضار الآباء لعنصر استخدام المدعمات للخروج بالتلميذ العنيف من المواقف الانفعالية المحتدمة إلى مواقف سلوكية أقل حدة وتهدئة واتزاناً، وذلك بتوجيه انتباهه لنشاط آخر أو تشجيعه على الاستمرار في نشاط إيجابي سابق، أما التدخل العنيف في نظير هذه الحالات عادة ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ويعمل على الاستمرار في السلوك غير السوي وليس على توقفه أو إلغائه، بل قد يذكي جذوته مما يترتب عنه عواقب وخيمة على نفسية التلميذ تظهر الكثير من تجلياتها في النتائج الدراسية الهزيلة، الاضطرابات النفسية، الانقطاع عن الدراسة الخ.

خاتمة مفتوحة
لا يحتاج فعل العنف إلى ردود فعل آلية، ولا إلى تهاون وتجاهل في معالجته بل يتطلب هذا المقام التربوي الاستثنائي تفكيراً جدياً وعميقاً لجميع الفاعلين التربويين، لإيجاد حلول تخفف من انتشار هذه الظواهر غير التربوية في بلادنا. ومن منظورنا، فإن التصدي الخلاق لنظير هذه الظواهر اللاتربوية، التي غدت متفشية في مؤسسانتا التعليمية، يقتضي منا هذا المقام التذكير بأهمية استحضار المفاتيح التربوية الضرورية التالية:
o أهمية حث التلميذ على إرساء ثقافة الحوار بينه وبين أقرانه، وبينه وبين أساتذته، وفي الأخير بينه وبين أفراد أسرته.
o إعمال المرونة اللازمة في مواجهة حالات ممارسة العنف، حتى لا نكون أمام فعل ورد فعل في سيرورة تناقضية لا نهاية لها.
o تحويل مجرى السلوكات الانفعالية الحادة إلى مناح أخرى يستفيد منها صاحبها، كتوجيه التلميذ نحو أنشطة أقرب إلى اهتماماته، تناسب نوعية الانفعالات التي قد يلاحظها المربي (رياضية ، ثقافية، جمعوية، صحية…).
o انخراط الجميع (أباء ومربين، وإداريين، ومجتمع مدني…)في إعادة بناء سلوك التلميذ الذي يتصف بمواصفات عنيفة، حتى يكون للعلاج مفعوله المتكامل والمتضافر. و ذلك ما نجده مستبعداً في الكثير من الحالات التي وقفنا عليها أثناء مزاولتنا لمهامنا التربوية والإدارية


Maroc العنف المدرسي 3795580472 
عبد المالك أشهبون


عدل سابقا من قبل abdelhalim berri في الأربعاء 21 أغسطس 2013, 16:04 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 15:50

قف للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا. كلمات لا يخطئ العقل معناها ولا يبخس أحد قيمتها، غير أن واقع المؤسسات التعليمية اليوم بالمغرب يوقع المتتبع في حيرة حين يبحث عن الأسباب التي أدت إلى فقدان المعلم هذه المكانة وتحوله إلى عدو يتحين التلميذ الفرصة لتوجيه طعنة غادرة إليه.
في الشهور الأخيرة، تكررت حوادث الاعتداء على رجال التعليم، إلى درجة وصل صداها إلى مجلس النواب، حيث أكد وزير التعليم أنه استحالة استمرار العنف وغياب الأمن وواقع التحرش في محيط المدرسة المغربية.
وكانت واحدة من أكثر الحوادث الخطورة وقعت في مدينة سلا، قرب الرباط، حيث تلقى أستاذ طعنة سكين في ظهره، وجهها إليه أحد التلاميذ، ما كاد يودي بحياته على الفور. وقد انتقل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى منزل الضحية للاطمئنان على حالته.
وفي آخر حادثة سجلت خلال هذا الأسبوع، إذ قام طالب من دولة دجيبوتي يحضر دراساته العليا بكلية العلوم بمدينة فاس بالاعتداء على أستاذ في الكلية نفسها بواسطة سلاح أبيض، لأنه منحه نقطة لم ترضه.
عوامل وعواقب مقلقة
كشفت معطيات حصلت عليها "إيلاف" من وزارة التربية الوطنية أن عدد قضايا العنف المدرسي المسجلة ما بين أيلول (سبتمبر) 2012 وشباط (فبراير) 2013 يصل إلى 1110 حالات، سجلت 247 حالة منها في شهر تشرين الأول (أكتوبر) وحده.
وعزا مصدر مطلع في الوزارة لـ "إيلاف" أسباب العنف داخل المدارس إلى المؤثرات الاجتماعية - الثقافية التي تتداخل بالأنشطة التربوية للمؤسسة التعليمية، بفعل العلاقة القائمة بين المدرسة وباقي المؤسسات الاجتماعية خصوصًا ما تعبق منها بالأسرة، إلى جانب طبيعة التنشئة الاجتماعية، والتعويض عن الفشل، والتأثر بأفلام ومسلسلات وبرامج العنف، وضعف التواصل بين المؤسسات الاجتماعية وإدارات المدارس.
وأوضح المصدر أن عواقب العنف المدرسي تتجلى في الشعور بالظلم، والخوف، ونقص الثقة بالنفس، والإحساس بالإهانة والدونية، والتأثير السلبي على قدرات التلاميذ التحصيلية، والرغبة في الانتقام والعنف المضاد، وكراهية بعض المواد الدراسية، وكراهية المدرسة، والغياب المتكرر، والانقطاع التام عن الدراسة.
براءة الأمراض النفسية
لا ينشأ العنف دائمًا من الأمراض النفسية. هذه خلاصة تحليل الأستاذ الدكتور إدريس موساوي، مدير مركز الأمراض النفسية بمستشفى ابن رشد الجامعي في الدار البيضاء، لظاهرة العنف المدرسي في المغرب.
وأوضح موساوي لـ "إيلاف" خلاصة تحليله هذه بالقول: "هناك زيادة في العنف بصفة عامة وليس فقط وسط التلاميذ، وربما هذا العنف كان موجودًا من قبل، لكن الناس لم تكن تتكلم عليه، فالصحافة الآن تكشف هذه الحوادث، وتجذب اهتمام الناس إليها بعد تقديم تفاصيلها".
وذكر موساوي أن التغيّر الذي عرفه المجتمع هو أحد الأسباب المساهمة في ازدياد هذا الاهتمام، وعندما يطرأ التغيير الاجتماعي في أي مجتمع، فهذا يؤثر على الفرد خصوصًا ذوي النفوس الضعيفة".
وأكد ضرورة الاهتمام أكثر بالجانب النفسي، قائلًا: "هذا لا يعني أن جميع مرتكبي هذه الأفعال العنيفة يعانون من أمراض نفسية، إذ يجب أن نفرق بين اتلمصابين بالفصام أو بالاضطراب ذات القطبين، وبين ناس عاديين قد يكونون متوترين فيرتكبون الحماقات".
تهديد للمنظومة التربية
قال المدرس عبد المجيد صراط إن مظاهر العنف وانعدام الاحترام أضحت قاعدة تطبع السلوك في العديد من المؤسسات التعليمية، "وهذا مناف قطعيًا لمطالب المرحلة بضرورة ترسيخ قيم المواطنة والتأسيس لثقافة الاحترام داخل الفضاء المدرسي".
وأكد صراط لـ "إيلاف" أن هذا المنعرج الخطير يشكل تهديدًا صريحًا للمنظومة التربوية التي نريدها منتجة للقيم الأخلاقية، ولبناء قدرات التمحيص والنقد والاختيار العقلي المسؤول لدى الناشئة، باعتبار أن هذه المبادئ هي نقطة الارتكاز للتأسيس لمجتمع حداثي ديمقراطي".
وتساءل: "ماذا حدث حتى فقدنا زمام التحكم في سلوكيات بعض التلاميذ والمدرسين؟ هل لذلك علاقة بتراجع الوزن الاعتباري للمؤسسة التعليمية؟ أم أن مواكبتنا التطور الذي يفرضه العالم لم يكن بالكيفية والإمكانيات المطلوبة؟".
قال: "تشكل مدرستنا اليوم محطة للإحساس بالإحباط، وويجب إجراء تشخيص دقيق للمنظومة التربوية للوقوف على الاختلالات في الخيارات التربوية ونقص جودة منتوجها، إذ لم تعد تضطلع بأدوارها كاملة في التربية وفي نقل قيم المواطنة لدى التلاميذ".
وأقترح صراط اعتماد آلية الوساطة من خلال الاستماع والحوار بين المكونات التربوية المتضررة والمتناثرة من أجل التخفيف من حدة التوتر والتقليل من حجم السلوكات العدوانية، "كما يجب على الوزارة الوصية التفكير في وضع ميثاق للمدرسة المغربية لتحديد حقوق وواجبات مختلف الفاعلين والمتدخلين في الحياة المدرسية، والعمل على تكريس السلوك المهني لدى المدرسين، وعقد شراكات مع السلطات الأمنية، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والعدل، لتنظيم حملات تواصلية للقضاء على العنف".
دور الأسرة
أكد محمد العلام، ممثل الآباء في المجلس الإداري بأكاديمية الدار البيضاء في التعليم الثانوي، ورئيس فيدرالية جمعية الآباء في ابن مسيك بالدار البيضاء، أن "هذه الظاهرة نزحت من أماكنها المعتادة وانتقلت إلى المؤسسات التعليمية، التي تحولت من فضاء للتربية والتكوين إلى فضاء للعنف اللفظي والجسدي واستعمال الأسلحة وترويج المخدرات، وعدد من المفاهيم التي لم تكن في المؤسسة".
وأوضح العلام لـ "إيلاف"، أن التربية ليست وقفًا على المؤسسة التعليمية وحدها، فالأسرة هي المؤسسة الأولى للتربية، "وإذا عدنا للسنوات الماضية نجد أن الأسرة كانت المحرك الأساس لتربية، إذ كانت توجه بفعل تعطشها للتربية للتكوين".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 15:55

العنف المدرسي : تعريفه أشكاله أسبابه والحلول
Maroc العنف المدرسي 3onf1
الموضوع الأول :
أصبح لمفهوم العنف حيزا كبيرا في واقع حياتنا المعاش فأصبح هذا المفهوم يقتحم مجال تفكيرنا وسمعنا وأبصارنا ليل نهار وأصبحنا نسمع العنف الأسرى والعنف المدرسي والعنف ضد المرأة والعنف الديني وغيرها من المصطلحات التي تندرج تحت أو تتعلق بهذا المفهوم.
ولو تصفحنا أوراق التاريخ لوجدنا هذا المفهوم صفة ملازمة لبني البشر على المستوى الفردي والجماعي ، بأساليب وأشكال مختلفة تختلف باختلاف التقدم التكنولوجي والفكري الذي وصل إليه الإنسان ، فنجده متمثلا بالتهديد والقتل والإيذاء والاستهزاء والحط من قيمة الآخرين والاستعلاء والسيطرة والحرب النفسية وغيرها من الوسائل .والاتجاه نحو العنف نجده في محيط سلوكات بعض الأفراد ، كما نجده في محيط سلوكات بعض الجماعات في المجتمع الواحد ، كما يوجد في محيط المجتمعات البشرية ، وهو يوجد في مختلف الأوقات ، وقد تزداد نسبة العنف في مجتمع معين وقد تنقص ، كما تختلف قوته من مجتمع إلى مجتمع ومن زمن إلى زمن ، وقد تكون صور التعبير عن العنف عديدة ومتباينة لأن الناس مختلفون ومتباينون ، كما أن الناس يعيشون في ظل مناخات ثقافية وسياسية واقتصادية مختلفة
ولقد بدأ الاهتمام العالمي بظاهرة العنف سواء على مستوى الدول أو الباحثين أو العاملين في المجال السلوكي والتربوي أو على مستوى المؤسسات والمنظمات غير الحكومية في الآونة الأخيرة في التزايد وذلك نتيجة لتطور الوعي النفسي والاجتماعي بأهمية مرحلة الطفولة وضرورة توفير المناخ النفسي والتربوي المناسب لنمو الأطفال نموا سليما وجسديا واجتماعيا لما لهذه المرحلة من أثر واضح علي شخصية الطفل في المستقبل ، بالإضافة لنشوء العديد من المؤسسات والمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان والطفل ، وقيام الأمم المتحدة بصياغة اتفاقيات عالمية تهتم بحقوق الإنسان عامة وبعض الفئات خاصة الأطفال وبضرورة حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف التي يتعرض لها الطفل في زمن السلم والحرب .
تعد ظاهرة العنف المدرسي من بين المشاكل العويصة التي أصبحت تعانيها منظومتنا التربوية، الأمر الذي لطالما أسفر عن ارتكاب مجموعة من الجرائم في حق تلاميذ، وأساتذة أيضا؛ مما يدفعنا إلى التساؤل عن أسباب ظهور هذه الآفة الخطيرة التي لا زالت تهدد مناعة الجسم التربوي الدولي والوطني.
تعريف العنف :  يعرف العنف بأنه سلوك إيذائي قوامه إنكار الآخرين كقيمة مماثلة للأنا أو للنحن ، كقيمة تستحق الحياة والاحترام ، ومرتكزة على استبعاد الآخر ، إما بالحط من قيمته أو تحويله إلى تابع أو بنفيه خارج الساحة أو بتصفيته معنويا أو جسديا .  ويعرف أيضا ب (سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية بهدف إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة ) . إذا فالعنف يتضمن عدم الاعتراف بالآخر ويصاحبه الإيذاء باليد أو باللسان أي بالفعل بالكلمة ، وهو يتضمن ثلاث عناصر ( الكراهية – التهميش – حذف الآخر )والعنف سلوك غير سوي نظرا للقوة المستخدمة فيه والتي تنشر المخاوف والأضرار التي تترك أثرا مؤلما على الأفراد في النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي يصعب علاجها في وقت قصير ، ومن ثم فإنه يدمر أمن الأفراد وآمان المجتمع .

الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال : تجمع أغلب الدراسات النفسية والاجتماعية على أن سلوك العنف على المستوى الفردي أو الجماعي هو عادة مكتسبة متعلمة تتكون لدى الفرد منذ وقت مبكر في حياته من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية المتبادلة ومن خلال أساليب التنشئة الاجتماعية.ويمكن إجمال أهم الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال في العوامل الآتية:
أولا العوامل الأسرية :  ويمكن إجمالها في الأتي :
- أساليب التنشئة الخاطئة مثل ( القسوة – الإهمال – الرفض العاطفي – التفرقة في المعاملة – تمجيد سلوك العنف من خلال استحسانه، القمع الفكري للأطفال من خلال التربية القائمة على العيب والحلال والحرام دون تقديم تفسير لذلك-التمييز في المعاملة بين الأبناء)
- فقدان الحنان نتيجة للطلاق أو فقدان أحد الوالدين
- الشعور بعدم الاستقرار الأسري نتيجة لكثرة المشاجرات الأسرية والتهديد بالطلاق
- عدم إشباع الأسرة لحاجات أبنائها المادية نتيجة لتدني المستوى الاقتصادي
- كثرة عدد أفراد الأسرة فلقد وجد من خلال العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين عدد أفراد الأسرة وسلوك العنف
- بيئة السكن فالأسرة التي يعيش أفرادها في مكان سكن مكتظ يميل أفرادها لتبني سلوك العنف كوسيلة لحل مشكلاتهم
ثانيا أسباب مجتمعية :
1- ثقافة المجتمع : ويقصد بالثقافة هنا جميع المثل والقيم وأساليب الحياة وطرق التفكير في المجتمع فإذا كانت الثقافة السائدة ، ثقافة تكثر فيها الظواهر السلبية والمخاصمات وتمجد العنف فإن الفرد سوف .
2- إن المجتمع يعتبر بمثابة نظام متكامل يؤثر ويتأثر بأنساقه المختلفة في نسق الأسرة يؤثر في نسق التعليم ونسق الإعلام يؤثر الأسرة وهكذا ، فإذا ساد العنف في الأسرة فسوف ينعكس علي المدرسة وهكذا .
3- الهامشية : فالمناطق المهمشة المحرومة من أبسط حقوق الإنسان ونتيجة لشعور ساكنيها بالإحباط عادة ما يميلون إلى تبنى أسلوب العنف بل ويمجدونه .
4- الفقر يعتبر الفقر من الأسباب المهمة في انتشار سلوك العنف نتيجة لإحساس الطبقة الفقيرة بالظلم الواقع عليها خصوصا في غياب فلسفة التكافل الإجتماعى وفي ظل عدم المقدرة علي إشباع الحاجات والإحباطات المستمرة لأفراد هذه الطبقة .
5- مناخ مجتمعي يغلب علية عدم الاطمئنان وعدم توافر العدالة والمساواة في تحقيق الأهداف وشعور الفرد بكونه ضحية للإكراه والقمع .
6- مناخ سياسي مضطرب يغلب علية عدم وضوح الرؤيا للمستقبل
7- الغزو والاحتلال فالعنف يولد العنف .
ثالثا أسباب نفسية :
1- الإحباط فعادة ما يوجه العنف نحو مصدر الإحباط الذي يحول دون تحقيق أهداف الفرد أو الجماعة سواء كانت مادية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية
2- الحرمان ويكون بسبب عدم إشباع الحاجات والدوافع المادية والمعنوية للأفراد مع إحساس الأفراد بعدم العدالة في التوزيع
3- الصدمات النفسية والكوارث والأزمات خصوصا إذا لم يتم الدعم النفسي الاجتماعي للتخفيف من الآثار المترتبة على ما بعد الأزمة أو الصدمة
4- النمذجة فالصغار يتعلمون من الكبار خصوصا إذا كان النموذج صاحب تأثير في حياة الطفل مثل الأب أو المعلم
5- تعرض الشخص للعنف فالعنف يولد العنف بطريقة مباشرة علي مصدر العدوان أو يقوم الشخص المعنف بعملية إزاحة أو نقل على مصدر أخر.
6- تأكيد الذات بأسلوب خاطئ ( تعزيز خاطئ ) من قبل الذات أومن قبل الآخرين
7- حماية الذات عندما يتعرض الشخص للتهديد المادي أو المعنوي
8- حب الظهور في مرحلة المراهقة خصوصا إذا ما كانت البيئة الاجتماعية تقدر السلوك العنيف وتعتبره معيارا للرجولة والهيمنة .
9- وقت الفراغ وعدم وجود الأنشطة والبدائل التي يمكن عن طريقها تصريف الطاقة الزائدة .
10 – شعور الفرد أو الأفراد بالاغتراب داخل الوطن مع ما يصاحبة من مشاعر وأحاسيس نفسية واجتماعية حيث وجد في العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين العنف والاغتراب .
11- غالبا ما يصدر العنف عن الأفراد الذين يتسمون بضعف في السيطرة علي دوافعهم عند تعرضهم للمواقف الصعبة مما يؤدي لسلوك العنف .
رابعا : وسائل الإعلام وألعاب الأطفال :- تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال من خلال ما تعرضه من برامج ومسلسلات على الشاشة لما تحتويه من عناصر الإبهار والسرعة والحركة والجاذبية وبالتالي يقوم الطفل بتمثلها وحفظها في مخزونه الفكري والسيكولوجي ، كما أن مسلسلات الأطفال بما تحتويه من ألفاظ وعبارات لاتتناسبت في كثير من الأحيان مع واقع مجتمعنا الفلسطيني كما نجد أن الألفاظ والمشاهد تكرس مفاهيم القتل والعدوان والسيطرة والقوة
أشكال العنف المدرسي :  للعنف المدرسي عدة مظاهر وأشكال منها :
من طالب لطالب أخر : – السب والشتم.
- الضرب : باليد – بالدفع – بأداة – بالقدم وعادة ما يكون الطفل المعتدى عليه ضعيف لا يقدر على المواجهة وبالذات لو اجتمع عليه أكثر من طفل .
- التخويف : ويكون عن طريق التهديد بالضرب المباشر نتيجة لأنه أكثر منه قوة أو التهديد بشلة الأصدقاء أو الأقرباء .
- التحقير من الشأن : لكونه غريبا عن المنطقة أو لأنه أضعف جسما أولأنه يعاني مرضا اوإعاقة أو السمعة السيئة لأحد أقاربه .
- نعته بألقاب معينة لها علاقة بالجسم كالطول أو القصر أو غير ذلك، أولها علاقة بالأصل ( قرية – قبيلة)
من طالب على الأثاث المدرسي :
- تكسير الشبابيك والأبواب ومقاعد الدراسة
- الحفر على الجدران .
- تمزيق الكتب .
- تكسير وتخريب الحمامات .
- تمزيق الصور والوسائل التعليمية والستائر .
من طالب علي المعلم أو الإدارة المدرسية :
- تحطيم أو تخريب متعلقات خاصة بالمعلم أو المدير .
- التهديد والوعيد .
- الاعتداء المباشر.
- الشتم أو التهديد في غياب المعلم أو المدير .
من المعلم أو المدير على الطلبة :
- العقاب الجماعي ( عندما يقوم المعلم بعقاب جماعي للفصل سواء بالضرب والشتم ، لأن طالب أو مجموعة من الطلبة يثيرون الفوضى  )
- الاستهزاء أو السخرية من طالب أو مجموعة من الطلبة .
- الاضطهاد .
- التفرقة في المعاملة .
- عدم السماح بمخالفته الرأي حتى ولو كان الطلب على صواب .
- التهميش .
- التجهم والنظرة القاسية .
- التهديد المادي أو التهديد بالرسوب .
- إشعارا الطالب بالفشل الدائم .
جدول تأثير العنف على الطلاب في المجال السلوكي، التعليمي، الاجتماعي والانفعالي
المجال السلوكي المجال التعليميالمجال الاجتماعيالمجال الانفعالي
1- عدم المبالاة
2- عصبية زائدة
3- مخاوف غير مبررة
4- مشاكل انضباط
5- عدم قدرة على التركيز
6- تشتت الانتباه
7- سرقات
8- الكذب
9- القيام بسلوكيات ضارة مثل شرب الكحول أو المخدرات
10- محاولات للانتحار
11- تحطيم الأثاث والممتلكات في المدرسة .
12- إشعال نيران .
13- عنف كلامي مبالغ فيه
14- تنكيل بالحيوانات
1- هبوط  في التحصيل التعليمي
2- تأخر عن المدرسة وغيا بات متكررة
3- عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية
4- التسرب من المدرسة بشكل دائم أو متقطع
1- انعزالية عن الناس
2- قطع العلاقات مع الآخرين
3- عدم المشاركة في نشاطات جماعية
4- التعطيل على سير نشاطات الجماعية
5- العدوانية اتجاه الآخرين
1- انخفاض الثقة بالنفس
2- اكتئاب
3- ردود فعل سريعة
4- الهجومية والدفاعية في مواقفه
5- توتر الدائم
6- مازوخية اتجاه الذات
7- شعور بالخوف وعدم الأمان
8- عدم الهدوء والاستقرار النفسي.
كيفية الحد من ظاهرة العنف المدرسي :
1- العمل على الجانب الوقائي بحيث يتم مكافحة العوامل المسببة للعنف والتي من أهمها :
- نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف .
- نشر ثقافة حقوق الإنسان وليكن شعارنا التعلم لحقوق الإنسان وليس تعليم حقوق الإنسان.
- عمل ورشات ولقاءت للأمهات والأباء لبيان أساليب ووسائل التنشئة السليمة التي تركز علي منح الطفل مساحة من حرية التفكير وإبداء الرأي والتركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل واستخدام أساليب التعزيز .
- التشخيص المبكر للأطفال الذين يقعون تحت ظروف الضغط والذين من الممكن ان يطوروا أساليب غير سوية .
- تنمية الجانب القيمي لدى التلاميذ .
- عمل ورشات عمل للمعلمين يتم من خلالها مناقشة الخصائص النمائية لكل مرحلة عمرية والمطالب النفسية والاجتماعية لكل مرحلة .
- التركيز علي استخدام أساليب التعزيز بكافة أنواعها .
- إستخدام مهارات التواصل الفعالة القائمة علي الجانب الإنساني والتي من أهمها حسن الاستماع والإصغاء وإظهار التعاطف والاهتمام .
- إتاحة مساحة من الوقت لجعل الطالب يمارس العديد من الأنشطة الرياضية والهوايات المختلفة .
2- الجانب العلاجي : – إستخدام أساليب تعديل السلوك والبعد عن العقاب والتي منها ( التعزيز السلبي – تكلفة الاستجابة – التصحيح الزائد – كتابة الاتفاقيات السلوكية الاجتماعية – المباريات الصفية .
- إستخدام الأساليب المعرفية و العقلانية الانفعالية السلوكية في تخفيف العنف والتي من أهمها : معرفة أثر النتائج المترتبة على سلوك العنف – تعليم التلاميذ مهارة أسلوب حل المشكلات – المساندة النفسية – تعليم التلاميذ طرق ضبط الذات – توجيه الذات – تقييم الذات – تنمية المهارت الاجتماعية في التعامل – تغير المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عند بعض التلاميذ فيما يتعلق بمفهوم الرجولة .
- الإرشاد بالرابطة الوجدانية والتي تقوم علي إظهار الاهتمام والتوحد الانفعال وتوظيف الإيماءات والتلميحات ولغة الجسم عموما من قبل المعلم لإظهار اهتمامه بالطالب .
- طريقة العلاج القصصي : فالقصص تساعد على التخلص من عوامل الإحباط وتعمل على تطوير القدرات الإدراكية ، ومن خلال القصص يدرك الطفل أن هناك العديد من الأطفال لهم نفس مشكلاته ، وتفجر القصص المشاعر المكبوتة عندما يدخل الطفل في تجربة قوية من خلال تماثله أو رفضه الشديد لتصرفات قامت بها شخصية من الشخصيات مما يخفف الضغط النفسي عنده .
- ضبط السلوك وتحديد عوامله وأسبابه ثم نقوم بضبطة تدريجيا حتى نصل إلي مرحلة ضبط السلوك العنيف وفي نفس الوقت إعطاء السلوك الايجابي البديل .
دور العاملين في مجال التوجية والإرشاد وحقوق الإنسان في الحد من ظاهرة سلوك العنف المدرسي:  يقوم العاملون في هذا المجال بالعديد من الفعاليات والأنشطة للتخفيف من هذا السلوك سواء لدى المعلمين أو الطلبة أو الأهالي تجاه أبنائهم ومن هذه الفعاليات والأنشطة :
1- تنفيذ العديد من الندوات لأولياء الأمور في أساليب التنشئة الاجتماعية المناسبة لكل مرحلة عمرية باعتبار أن الأسرة هي المصدر الأساسي في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال.
2- تنفيذ العديد من الندوات لأولياء الأمور حول حقوق الطفل في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية وحقة في اللعب والمشاركة والتعبير عن الرأي ,وحقه في الشعور بالأمن النفسي والاجتماعي
3- تنفيذ العديد من الندوات واللقاءات مع المعلمين والإدارات المدرسية حول الخصائص النمائية لكل مرحلة عمرية والمشكلات النفسية والاجتماعية المترتبة عليها وخصوصا مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع هذه المشكلات وخصوصا سلوك العنف .
4- تنفيذ العديد من الندوات للمعلمين والإدارات المدرسية حول حقوق الطفل النفسية والاجتماعية والمدنية والسياسية .
5- المشاركة في تشكيل البرلمان الطلابي كتجسيد واقعي لفكرة الديموقراطية والتعبير عن الرأي والمشاركة في صنع القرارات خصوصا التي تتعلق بشؤونهم .
6- عقد دورات للمشرفين التربويين والمديرون والمديرات والمعلمون والمعلمات في حقوق الإنسان والوساطة الطلابية وحل النزاعات ومنحى التواصل الا عنفي
7- تفعيل برنامج الوساطة الطلابية باعتباره وسيلة تربوية في إشراك الطلبة في حل مشكلاتهم دون إحساسهم بضغوط الكبار .
8- الأشراف على برنامج الحكومة المدرسية الذي يهدف في الأساس إلي تعليم مبادئ الديموقراطية والحوار ونبذ الصراعات والدفاع عن الحقوق بأساليب الحوار .
9- الإشراف على برنامج بناء والذي من ضمن أهدافه الكشف عن التلاميذ المتأثرين بالصدمة والتي من ضمن آثارها سلوك العنف حيث يقدم هذا البرنامج العديد من الأنشطة والفعاليات التي تحد من هذا السلوك .
10. تنفيذ العديد من المخيمات الصيفية والأشراف عليها والتي من ضمن أهدافها التفريغ الانفعالي عن طريق الأنشطة الحركية والرسم والتمثيل والفنون الشعبية والتي تسهم في خفض العدوانية بالإضافة إلى أنشطة متنوعة ذات صلة بمفاهيم حقوق الإنسان .
11. تنفيذ العديد من المعارض والمهرجانات والتي تحتوي علي ركن أساسي خاص بحقوق الطفل سواء من حيث الفقرات التي تقدم أو المجسمات والرسومات التي تعبر عن حقوق الطفل وكذلك الفقرات التي تحتوي علي مضمون توجيهي إرشادي لبعض القضايا التي تهم الطفل .
12- التنسيق مع المؤسسات غير الحكومية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان والدعم النفسي الاجتماعي لمساعدة الأطفال في هذا المجال .
13 – توزيع النشرات والملصقات الخاصة بحقوق الطفل  وتوزيع النشرات الخاصة بالآثار المترتبة علي استخدام العقاب والعنف تجاه الطلبة والوسائل البديلة .
14- تنفيذ العديد من المسابقات التي تتناول موضوعات حقوق الطفل والتوجيه والإرشاد
15- القيام بدورات قصيرة للمعلمين الجدد في كيفية التعامل مع الطلبة من خلال منحي التواصل اللاعنفي القائم علي الإرشاد بالرابطة الوجدانية .
16- العمل على الجانب الوقائي للحد من سلوك العنف لدي الطلاب من خلال جلسات التوجيه الجمعي وتوظيف الإذاعة المدرسية والجانب الإعلامي في المدرسة
17- العمل علي الجانب النمائي من خلال تنمية مهارات الاتصال والتواصل الا عنفي لدى المعلمين والطلبة وتدريب الطلبة علي تنمية المهارات الاجتماعية .
18- أما علي المستوى العلاجي فقد نفذ العاملون في قسم التوجيه والإرشاد العديد من البرامج العلاجية للطلبة العدوانيين والذين يتبنون العنف في حل مشكلاتهم والتي تقوم في الأساس على نظريات التوجيه والإرشاد ( السلوكية – المعرفية – العقلانية الانفعالية السلوكية – الإنسانية – السلوكية الحديثة )
19- كما يقوم العاملون بقسم التوجيه والإرشاد بتقديم الدعم والمساندة النفسية للطلبة المتأثرين بالصدمات والأزمات التي تترك في كثير من الأحيان مشاعر عدائية وتولد سلوكا عنيفا وذلك من خلال البرامج الإرشادية التي تقوم في الأساس علي جلسات التفريغ الانفعالي وتقوية مفهوم الذات والشعور بالأمن النفسي والاجتماعي .
20 – إنتاج العديد من المجلات والتي تتضمن الكثير من الموضوعات ذات العلاقة بحقوق الإنسان والتوجيه والإرشاد.
الموضوع الثاني : العنف في المدارس

Maroc العنف المدرسي 3onf2Maroc العنف المدرسي 3onf3
يعتقد على نطاق واسع أن العنف في المدارس  أصبح مشكلة خطيرة في العقود الأخيرة في كثير من البلدان، لا سيما عندما تستخدم الأسلحة مثل المسدسات أو السكاكين. ويشمل العنف المدرسي العنف بين طلاب المدارس، وكذلك اعتداءات الطلاب جسديا على موظفي المدرسة.
ولعل ظاهرة العنف المدرسي لا تخرج عن كونها امتدادا للعنف الذي نعيشه في حياتنا , خصوصا ما يعرفه العالم من صراع ومتغيرات سواء الموضوعية أو غير الموضوعية , فإذا كان العنف كما يقول لالاند « فعل أو كلمة عنيفة » فهو عموما « كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين , قد يكون الأذى جسميا أو نفسيا فالسخرية و الاستهزاء من الفرد و فرض الآراء بالقوة و إسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.
ان ظاهرة العنف المدرسي تعد من بين المشاكل العويصة التي أصبحت تعانيها منظومتنا التربوية، الأمر الذي لطالما أسفر عن ارتكاب مجموعة من الجرائم في حق تلاميذ، وأساتذة أيضا؛ مما يدفعنا إلى التساؤل عن أسباب ظهور هذه الآفة الخطيرة التي لا زالت تهدد مناعة الجسم التربوي الوطني والدولي.
تعريف العنف :  يعرف العنف بأنه سلوك إيذائي قوامه إنكار الآخرين كقيمة مماثلة للأنا أو للنحن ، كقيمة تستحق الحياة والاحترام ، ومرتكزة على استبعاد الآخر ، إما بالحط من قيمته أو تحويله إلى تابع أو بنفيه خارج الساحة أو بتصفيته معنويا أو جسديا .  ويعرف أيضا ب (سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية بهدف إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة ) . إذا فالعنف يتضمن عدم الاعتراف بالآخر ويصاحبه الإيذاء باليد أو باللسان أي بالفعل بالكلمة ، وهو يتضمن ثلاث عناصر ( الكراهية – التهميش – حذف الآخر )والعنف سلوك غير سوي نظرا للقوة المستخدمة فيه والتي تنشر المخاوف والأضرار التي تترك أثرا مؤلما على الأفراد في النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي يصعب علاجها في وقت قصير ، ومن ثم فإنه يدمر أمن الأفراد وآمان المجتمع .
الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال : تجمع أغلب الدراسات النفسية والاجتماعية على أن سلوك العنف على المستوى الفردي أو الجماعي هو عادة مكتسبة متعلمة تتكون لدى الفرد منذ وقت مبكر في حياته من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية المتبادلة ومن خلال أساليب التنشئة الاجتماعية.ويمكن إجمال أهم الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال في العوامل الآتية:
أولا العوامل الأسرية :  ويمكن إجمالها في الأتي :
- أساليب التنشئة الخاطئة مثل ( القسوة – الإهمال – الرفض العاطفي – التفرقة في المعاملة – تمجيد سلوك العنف من خلال استحسانه، القمع الفكري للأطفال من خلال التربية القائمة على العيب والحلال والحرام دون تقديم تفسير لذلك-التمييز في المعاملة بين الأبناء)
- فقدان الحنان نتيجة للطلاق أو فقدان أحد الوالدين
- الشعور بعدم الاستقرار الأسري نتيجة لكثرة المشاجرات الأسرية والتهديد بالطلاق
- عدم إشباع الأسرة لحاجات أبنائها المادية نتيجة لتدني المستوى الاقتصادي
- كثرة عدد أفراد الأسرة فلقد وجد من خلال العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين عدد أفراد الأسرة وسلوك العنف
- بيئة السكن فالأسرة التي يعيش أفرادها في مكان سكن مكتظ يميل أفرادها لتبني سلوك العنف كوسيلة لحل مشكلاتهم
ثانيا أسباب مجتمعية :
1- ثقافة المجتمع : ويقصد بالثقافة هنا جميع المثل والقيم وأساليب الحياة وطرق التفكير في المجتمع فإذا كانت الثقافة السائدة ، ثقافة تكثر فيها الظواهر السلبية والمخاصمات وتمجد العنف فإن الفرد سوف .
2- إن المجتمع يعتبر بمثابة نظام متكامل يؤثر ويتأثر بأنساقه المختلفة في نسق الأسرة يؤثر في نسق التعليم ونسق الإعلام يؤثر الأسرة وهكذا ، فإذا ساد العنف في الأسرة فسوف ينعكس علي المدرسة وهكذا .
3- الهامشية : فالمناطق المهمشة المحرومة من أبسط حقوق الإنسان ونتيجة لشعور ساكنيها بالإحباط عادة ما يميلون إلى تبنى أسلوب العنف بل ويمجدونه .
4- الفقر يعتبر الفقر من الأسباب المهمة في انتشار سلوك العنف نتيجة لإحساس الطبقة الفقيرة بالظلم الواقع عليها خصوصا في غياب فلسفة التكافل الإجتماعى وفي ظل عدم المقدرة علي إشباع الحاجات والإحباطات المستمرة لأفراد هذه الطبقة .
5- مناخ مجتمعي يغلب علية عدم الاطمئنان وعدم توافر العدالة والمساواة في تحقيق الأهداف وشعور الفرد بكونه ضحية للإكراه والقمع .
6- مناخ سياسي مضطرب يغلب علية عدم وضوح الرؤيا للمستقبل
7- الغزو والاحتلال فالعنف يولد العنف .
ثالثا أسباب نفسية :
1- الإحباط فعادة ما يوجه العنف نحو مصدر الإحباط الذي يحول دون تحقيق أهداف الفرد أو الجماعة سواء كانت مادية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية
2- الحرمان ويكون بسبب عدم إشباع الحاجات والدوافع المادية والمعنوية للأفراد مع إحساس الأفراد بعدم العدالة في التوزيع
3- الصدمات النفسية والكوارث والأزمات خصوصا إذا لم يتم الدعم النفسي الاجتماعي للتخفيف من الآثار المترتبة على ما بعد الأزمة أو الصدمة
4- النمذجة فالصغار يتعلمون من الكبار خصوصا إذا كان النموذج صاحب تأثير في حياة الطفل مثل الأب أو المعلم
5- تعرض الشخص للعنف فالعنف يولد العنف بطريقة مباشرة علي مصدر العدوان أو يقوم الشخص المعنف بعملية إزاحة أو نقل على مصدر أخر.
6- تأكيد الذات بأسلوب خاطئ ( تعزيز خاطئ ) من قبل الذات أومن قبل الآخرين
7- حماية الذات عندما يتعرض الشخص للتهديد المادي أو المعنوي
8- حب الظهور في مرحلة المراهقة خصوصا إذا ما كانت البيئة الاجتماعية تقدر السلوك العنيف وتعتبره معيارا للرجولة والهيمنة .
9- وقت الفراغ وعدم وجود الأنشطة والبدائل التي يمكن عن طريقها تصريف الطاقة الزائدة .
10 – شعور الفرد أو الأفراد بالاغتراب داخل الوطن مع ما يصاحبة من مشاعر وأحاسيس نفسية واجتماعية حيث وجد في العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين العنف والاغتراب .
11- غالبا ما يصدر العنف عن الأفراد الذين يتسمون بضعف في السيطرة علي دوافعهم عند تعرضهم للمواقف الصعبة مما يؤدي لسلوك العنف .
رابعا : وسائل الإعلام وألعاب الأطفال :- تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال من خلال ما تعرضه من برامج ومسلسلات على الشاشة لما تحتويه من عناصر الإبهار والسرعة والحركة والجاذبية وبالتالي يقوم الطفل بتمثلها وحفظها في مخزونه الفكري والسيكولوجي ، كما أن مسلسلات الأطفال بما تحتويه من ألفاظ وعبارات لاتتناسبت في كثير من الأحيان مع واقع مجتمعنا الفلسطيني كما نجد أن الألفاظ والمشاهد تكرس مفاهيم القتل والعدوان والسيطرة والقوة

ما هي أشكال وأنواع العنف المدرسي؟
يمكن تصنيف العنف المدرسي إلى مجموعة من الأشكال تختلف خطورتها حسب طبيعتها ومصدرها حيث نجد:
1 . العنف الجسدي: وهو استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد اتجاه الآخرين من اجل إيذائهم وإلحاق أضرار جسمية لهم، وذلك كوسيلة عقاب غير شرعية مما يؤدي إلى الآلام وأوجاع ومعاناة نفسية جراء تلك الأضرار، ويعرض صحة الطفل للأخطار.
.2 العنف النفسي: و يتم من خلال عمل أو الامتناع عن القيام بعمل وهذا وفق مقاييس مجتمعيه ومعرفة علمية للضرر النفسي، وقد تحدث تلك الأفعال على يد شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون القوة والسيطرة لجعل طرف متضرر مما يؤثر على وظائفه السلوكية، الوجدانية، الذهنية، والجسدية، مثل-: رفض وعدم قبول للفرد، إهانة، تخويف، تهديد، عزلة، استغلال، برود عاطفي، صراخ، سلوكيات تلاعبيه وغير واضحة، تذنيب الطفل كمتهم، لامبالاة وعدم الاكتراث بالطفل، كما أن فرض الآراء على الآخرين بالقوة هو أيضا نوع من أنواع العنف النفسي.
3 . الإهمال: عدم تلبية رغبات طفل الأساسية لفترة مستمرة من الزمن، ويصنف الإهمال إلى فئتين: إهمال مقصود، أو إهمال غير مقصود
4 ـ الاستغلال الجنسي: وهو اتصال جنسي بين طفل وبالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة، أو عدم نضج الطفل وقلة وعيه لطبيعة العلاقة الجنسية، ويقصد بالاستغلال الجنسي كشف الأعضاء التناسلية،إزالة الملابس والثياب عن الطفل، ملامسة أو ملاطفة جنسية، التلصص على طفل، تعريضه لصور جنسية، أو أفلام، أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ جنسية، اغتصاب.
5 ـ العنف داخل المدرسة، وهو العنف بين الطلاب أنفسهم،أو العنف بين المعلمين أنفسهم وأحيانا العنف بين المعلمين والطلاب.
6 ـ التخريب المتعمد للممتلكات: وأطلق عليه اسم العنف الفردي، حيث ينبع ذلك من فشل الطالب وصعوبة مواجهة أنظمة المدرسة والتأقلم معها ولكن لا يوجد لها اثر كبير على نظام الإدارة في المدرسة.
هل يمكن الحديث عن عنف مدرسي من خارج المؤسسة؟
نعم هناك عنف من خارج المدرسة وهو يكون أشد خطورة إذ يمكنه أن يستهدف التلميذ والأستاذ معا، ومن أشكاله
أ- بلطجة: هو العنف القائم من خارج المدرسة إلى داخلها على أيدي مجموعة من البالغين ليسوا طلاباً ولا أهالي، حيث يأتون في ساعات الدوام أو في ساعات ما بعد الظهر من اجل الإزعاج أو التخريب وأحياناً يسيطرون على سير الدروس.
ب ـ عنف من قبل الأهالي: عنف أما بشكل فردي أو بشكل جماعي (مجموعة من الأهالي)، ويحدث ذلك عند مجيء الآباء دفاعاً عن أبناءهم فيقومون بالاعتداء على نظام المدرسة والإدارة والمعلمين مستخدمين أشكال العنف المختلفة .
إلى أي حد يمكن للعنف المدرسي أن يؤثر على المجال السلوكي والتعليمي والاجتماعي للتلميذ؟
لقد أثبتت العديد من الأبحاث بأن هناك أثارا سلبية لعملية الاعتداءات على الأطفال على أداءهم الاجتماعي والسلوكي والانفعالي، وأنهم في غالب الأحيان يكونوا مشتتين من الناحية الانفعالية، قلقين، كثيراً منهم يبدو عليهم مميزات الرغبة في أن يفهمهم من يحيط بهم وكأنهم غير مفهومين، يجرحون بسهولة، قليلي الثقة بأنفسهم وأحياناً بشكل حاد ،و مواقفهم النفسية والانفعالية تكون غير مستقرة.
من الملاحظ أن حدة العنف المدرسي ارتفعت وأصبحت بادية للعيان فقد أصبحت الأوضاع الأمنية داخل المؤسسات التعليمية ومحيطها تدعو إلى القلق، ما هي أهم الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الوزارة للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت دائرتها في ارتفاع خطير ؟
فعلا لقد قامت الوزارة باتخاذ عدة تدابير وإجراءات للحد من تنامي هذه الظاهرة الخطيرة والتي يمكن تحديدها على مستويات منها ما هو تشريعي وتنظيمي حيث عملت الوزارة على إصدار مجموعة من النصوص التشريعية والتنظيمية التي لها ارتباط بظاهرة العنف وبأسبابها، أو بأدوار الأطر التربوية والإدارية ومجالس الـمؤسسة في علاقة بها، ومجموعة من الـمذكرات الـمرتبطة مباشرة بظاهرة العنف، وأخرى بقضايا ذات صلة غير مباشرة بالعنف كظاهرة الغش في الامتحانات وظاهرة الاكتظاظ، وتربويا قامت الوزارة بإدراج مادة التربية على الـمواطنة في التعليم الابتدائي والإعدادي، وإدراج قيم التسامح ونبذ العنف، والتضامن، وحقوق الإنسان، والـمحافظة على البيئة… ضمن الـمقررات الدراسية لبعض الـمواد (التربية الإسلامية، الاجتماعيات، اللغات) بالثانوي التأهيلي. أما على مستوى الآليات والبنيات فقد تم إحداث الأندية التربوية ومراكز الاستماع بالـمؤسسات التعليمية،
ونظرا لتفشي ظاهرة العنف بمحيط الـمؤسسات التعليمية مع بروز بعض الأنشطة التجارية غير الـمقننة (بيع السجائر بالتقسيط، بيع الـمأكولات الخفيفة دون مراقبة طبية…)، فضلا عن التحرش الجنسي، يمكن لوزارة الداخلية أن تتدخل من خلال تعزيز الأمن من أجل حماية الـمحيط الـمباشر للـمؤسسة التعليمية ضد كل الـمخاطر الخارجية، خاصة عمليات السطو وإتلاف الوثائق والتجهيزات والاعتداء على تلاميذ وأطر وموظفي هذه الـمؤسسات..وكذا ضرورة إيلاء الـمزيد من العناية والاهتمام بشكايات وتظلـمات نساء ورجال التعليم وتعزيز مشاركة الجماعات الـمحلية في النهوض بالنقل الـمدرسي؛ثم إتاحة إمكانية الاستفادة من الـملاعب الـمتوفرة لدى بعض الجماعات الـمحلية.. ومع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، فلابد من الـمشاركة الفعلية لآباء وأولياء التلاميذ في الحد من ظاهرة العنف الـمدرسي من خلال تكثيف مراقبتهم لأبنائهم وضبط تصرفاتهم وسلوكهم.
هل سبق لكم أن قمتم بدراسات وبحوث ميدانية حول الظاهرة؟
هناك دراسة حول العنف ضد الأطفال بمؤسسات التعليم الابتدائي،أنجزت بتعاون مع منظمة اليونسيف، عرضت نتائجها على الـمصالح الـمركزية والجهوية للوزارة، وعلى النقابات التعليمية؛ وقد بينت الدراسة التي أنجزت بدعم من منظمة اليونسيف أن 87 % من التلاميذ تعرضوا للضرب في الـمدرسة، ويؤكد 73 % من الأساتذة اعتمادهم الضرب كوسيلة لضبط التلاميذ داخل الفصل، و61 % من الأطفال يتعرضون للضرب من طرف آبائهم، وقد تم في الأسابيع الماضية بلورة إستراتيجية مندمجة شاركت فيها مختلف القطاعات للحد من هذه الـمعضلة.
لكن ألا ترون أن المقاربة القانونية والأمنية لا يمكنها وحدها أن تحد من تنامي هذه الظاهرة التي تمس القيم الإنسانية والأخلاقية والتربوية لمؤسساتنا التربوية؟
نعم، الـمدرسة أولا وقبل كل شيء مجال للتربية ورافعة لنشر قيم اللاعنف والتسامح والسلـم والتعاون، مما يفرض عليها أن تضع مجموعة من الآليات والمقاربات الـمساعدة على مواجهة العنف الـمدرسي، من أهمها تهيئة فضاء الـمؤسسة التعليمية من خلال ،تهييء فضاء ملائم وجميل ومجسد لعالـم الطفل والـمراهق، ومتوفر على الوسائل الـمساعدة على تفريغ الطاقة الإبداعية للتلاميذ؛واعتماد الـمقاربة التشاركية في الحفاظ على الـمجال الـمدرسي والانخراط في إعداد شروط الحياة الـمدرسية وفق ما يلي:
* على مستوى الفصل الدراسي:
ـ اعتماد الـمقاربة الحقوقية في الفصل وليس مقاربة الحاجة؛
ـ العمل على إلغاء مظاهر التراتبية بين التلاميذ، شكلا ومضمونا، من خلال خلق فضاء مساعد على تمثل قيم التعاون والاحترام: جلوس البعض أمام البعض والالتزام بالسلوكات الـمدنية؛
ـ وضع قانون داخلي للفصل يشكل ميثاق شرف يلتزم به التلاميذ طيلة السنة الدراسية؛
ـ الابتعاد عن النظام العقابي الزجري، وتعويضه بالنظام التحفيزي، في حالة ارتكاب خطأ ما، وتغيير مفهوم السلطة من السلطة علىح إلى السلطة معح.
* على مستوى الآليات التنظيمية:
ـ خلق خلية يقظة لتتبع ورصد الظاهرة، وتوفير قاعدة معطيات لإعداد تقرير دوري حول درجة تصاعد الظاهرة؛
ـ تنظيم أنشطة وتظاهرات للتحسيس بحدة الظاهرة؛
ـ إدماج وحدة خالعنف الـمدرسيح في اللقاءات التربوية للـمدرسين، وإثارة النقاش حولها أثناء زيارات الإشراف.
* على مستوى البرامج والـمناهج:
ـ تعزيز إدماج قيم حقوق الإنسان والـمواطنة وخاصة ما له علاقة بالتسامح والحوار وقبوا الاختلاف في البرامج الـمدرسية، وتنقيتها من الصور التمييزية الـمولدة للعنف، وإدماجها في تكوين الأطر التربوية.
Maroc العنف المدرسي 3795580472 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 16:18

Maroc العنف المدرسي 1356873756

Maroc العنف المدرسي 130307092941

Maroc العنف المدرسي FilemanagerMaroc العنف المدرسي Filemanager

Maroc العنف المدرسي Images?q=tbn:ANd9GcSsY-sXiTLjh4WVHF1KGMlDiNsso1egiYlK45K9vx3iw5q0QvwZKpTzSnigMaroc العنف المدرسي Images?q=tbn:ANd9GcSsY-sXiTLjh4WVHF1KGMlDiNsso1egiYlK45K9vx3iw5q0QvwZKpTzSnigMaroc العنف المدرسي Images?q=tbn:ANd9GcSsY-sXiTLjh4WVHF1KGMlDiNsso1egiYlK45K9vx3iw5q0QvwZKpTzSnigMaroc العنف المدرسي Images?q=tbn:ANd9GcSsY-sXiTLjh4WVHF1KGMlDiNsso1egiYlK45K9vx3iw5q0QvwZKpTzSnig

Maroc العنف المدرسي 3onf3

Maroc العنف المدرسي 1327452696mohajirin-maroc-espana

Maroc العنف المدرسي E5830a3ab2b3f753ba4a8480ecb55e57_350

Maroc العنف المدرسي 1361877533
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
abdelhalim berri
المدير العام
المدير العام
abdelhalim berri


الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI
البلد : Royaume du Maroc

عدد المساهمات : 17537
التنقيط : 96692
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
الجنس : ذكر

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأربعاء 21 أغسطس 2013, 16:22

استئصال العنف المدرسي ضرورة تربوية أخلاقية .. ؟؟

Maroc العنف المدرسي Images?q=tbn:ANd9GcRbxNPOAuE4VE9ghy3rXuVmFDx80hFRSZrtN3IcmoBl6GaVcYxh
: تشير الدراسات الاجتماعية المختصة إلى حدة الطبائع التي تميّز معظم المجتمعات العربية والإسلامية، حتى في مراحل منظورة من التأريخ، وتعزى الأسباب إلى جملة من الظروف البيئية وغيرها، وقد انعكست هذه الطبائع على طرائق العيش وسبل التعامل بين أفراد وجماعات المجتمعات المذكورة.
ولكن تبقى حدة الطبع والتعامل العنيف حلقة من حلقات النهج البشري في مراحل تكوينه الأولى، حيث كان قانون الغاب يتسيّد مشهد الحياة آنذاك، لكن الشعوب والأمم أخذت تهذب من ذاتها وتغادر رويدا حالات العنف والصراع إلى رحبة السلام والإبداع الإنساني، متخلية عن مظاهر العنف والتطرف، لصالح التعايش والانشغال بتطوير وسائل وآليات التثقيف والإنتاج الأفضل في المجالات كافة.
ومن ظواهر العنف السائدة في مجتمعاتنا هي ظاهرة العنف المدرسي، ويمكن إيجازها باستخدام القسر والقهر مع الطلبة بوسائل وطرق مختلفة، الأمر الذي يثير الاستغراب والعجب، ويتقاطع كليا مع الأهداف التربوية التي ينبغي أن تنهض بها المدرسة، وعنصرها الأول (المعلم) الذي قال فيه الشاعر بيتا شعريا خالدا: قف للمعلم وفٍّه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا
ولا يخفى على الجميع أن العنف المدرسي لن يأتي بنتائج مأمولة في معظم الأحيان، بل يشكل في الغالب خطوات سريعة نحو التراجع العلمي والأخلاقي في آن.
ويؤكد المختصون أن لجوء المعلم إلى استخدام الضرب ووسائل الإكراه الأخرى مع طلابه ينم عن ضعف في شخصية المعلم ذاته، ناهيك عن عدم قدرته على توصيل المعلومات لطلابه كما يجب، فيضطر إلى اللجوء لوسائل حماية بديلة يعتقد بأنها تساعده على الإمساك بزمام الأمور وتحفظ له هيبته ورصانته أمام الطلاب، وهو تفكير قاصر في جميع الأحوال.
والمشكلة الكبيرة التي يكاد أن لا يفهمها المعلمون او يتغاضون عنها، أن العنف المدرسي الذي يتعرض له الطلبة الصغار إنما يؤسس لطريقة حياة خاطئة، بل كارثية، لأنها تساعد على انتشار وتنمية معظم أنواع العنف الأخرى في المجتمع، فالغرس الجديد المتمثل بالطلبة الصغار حينما يتم التعامل معهم بوسائل العنف لابد أن ذلك سينعكس على حياتهم المقبلة في المجالات العملية المختلفة.
فإذا تسنم احدهم أي منصب مهما كان نوعه، فإنه لابد أن يلجأ الى وسائل القسر التي عُومِل بها من لدن معلميه وهو صغير، لأنه نشأ فيها حين فتح عينيه ووعيه، فتعوَّد الضرب والتجاوز والإكراه في التعامل مع العلم والتعليم وغيره، وهكذا تصبح معظم مؤسسات المجتمع الإنتاجية والإدارية والعلمية والتعليمية والأسرية وغيرها عرضة لمثل هذا النظام القهري الخطير الذي تم زرعه في نفوس الصغار في مراحل التعليم الأولى، وليس في هذا الرأي محاولة لتضخيم العواقب.
وإذا كان المعلم نتيجة لعجزه لا يجد سبيلا آخر غير العنف كي يتعامل به مع طلابه، فإن المفارقة الغريبة تكمن في القصور المضاعف لدى أولياء الطلبة وآبائهم حيث يتفق هؤلاء مع أساليب العنف ويطالبون باستخدامها مع أولادهم!!
فليس من الغريب أن ترى أو تسمع أحد الآباء وهو يطالب المعلمين بضرب ابنه وتأديبه ودفعه إلى هضم الدروس حتى لو تمّ ذلك بوسائل القسر المتعددة، وقد كان احد الآباء يكرر إحدى الجمل التي كان يتفوه بها أمام الجميع حين يقول للمعلم (هذا ابني لكنك حرّ في طريقة تعليمه، فتعامل معه كما تشاء، لك اللحم ولي العظم)! بمعني اضربه كما شئت حتى لو أدميته ولكن لا تكسر له عظما!
فإذا كان الآباء يتعاملون مع العنف بهذه الطريقة إزاء أبنائهم، فكيف سيتعامل المعلمون مع هؤلاء الصغار خاصة أنهم حين يعجزون لسبب أو لآخر في توصيل المعلومة، فإنهم لن يترددوا آنذاك باستخدام الوسائل القهرية التي يظنون بأنها كفيلة بزيادة ذكاء الطالب واستيعابه، وهو تصوّر خاطئ بطبيعة الحال.
فقد ذكر أحد المسنين الذي ناهز عمره السبعين، بأنه كان يمقت درس اللغة الانكليزية ويستشيط منها خوفا وغضبا في آن، ولكن بعد أن تغيّر معلم هذه المادة وحل محله معلم آخر تمكن أن يحبب هذه المادة للرجل المسن الذي كان طالبا صغيرا آنذاك واصبح بعد مقته للغة الانكليزية احد أهم مدرسي هذه المادة حتى وصل الامر به الى درجة التعلق الشديد بها، وينطبق هذا مع الدروس الأخرى بطبيعة الحال.
وهكذا فإن أسلوب التعليم له دوره في هذا الصدد، مضافا الى ذلك العناصر الأخرى المساعدة لإنجاح العملية التربوية كحداثة المناهج وتوفير وسائل الإيضاح وما شابه، لكن تبقى ظاهرة العنف هي الأخطر في تهديد العملية التربوية برمتها، الأمر الذي يتطلب سلسلة من حملات التوعية والتطوير التربوي من لدن الجهات الرسمية والمنظمات الأهلية للقيام بهذا الهدف التطويري الهام، ولعلنا لاحظنا انتشار المدارس الأهلية التي يقل فيها العنف ويزداد فيها النظام والتعليم الذي يعتمد الشروط الصحيحة التي ينبغي أن يتحلى بها التدريسي لاسيما معلم المرحلة الابتدائية الذي تقع على عاتقه مسؤولية زرع التوازن والانسجام في شخصية التلميذ الصغير كونه اللبنة الأصغر للمجتمع، لكي نضمن ضمور العنف ليس في مجال التعليم والتربية فحسب وإنما في عموم مجالات الحياة المتنوعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halimb.yoo7.com
hafsa 3/3
عضو متّألق
عضو متّألق
hafsa 3/3


الإسم الحقيقي : Hafsa IDBAKASS
البلد : MAROC

عدد المساهمات : 335
التنقيط : 41205
العمر : 24
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
الجنس : انثى

Maroc العنف المدرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: Maroc العنف المدرسي   Maroc العنف المدرسي I_icon_minitimeالأحد 02 مارس 2014, 18:11

Maroc العنف المدرسي 2407713364  Maroc العنف المدرسي 2407713364  Maroc العنف المدرسي 2407713364  Maroc العنف المدرسي 2407713364  Maroc العنف المدرسي 2407713364  Maroc العنف المدرسي 2407713364
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
Maroc العنف المدرسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدخول المدرسي 2011/2012 AU MAROC
» بلاغ صحفي حول الدخول المدرسي 2012-2011 : صدور مقرر تنظيم السنة الدراسية2012-2011 بقطاع التعليم المدرسي
» cours math et physique, chimie baccalauriat maroc : svt, pc, sm A et B Maroc
» العنف و الانسان
» العنف الأسري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات مختلفة... DIVERS :: مواضيع عامة :: مواضيع باللغة العربية-
انتقل الى: