بسم الله الرحمن الرحيم
إنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا
مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له
وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ
ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...
الغرض من هذه الزوبعة المثارة حول الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو مجرد "الإساءة" للرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى إيقاع الضرر به .. فهو صلى الله عليه وسلم لا يضره استهزاء المستهزئين ولا ينقص من قدره سخرية الساخرين ولا تهكم المتهكمين .. فجناب الرسول صلى الله عليه وسلم محفوظ بحفظ الله .. قال تعالى: (( إنا كفيناك المستهزئين)).. وقال تعالى: ((ورفعنا لك ذكرك))..
ولكن الغرض الحقيقي المراد من وراء هذه الزوبعة يا شباب هي أن يدفعوك دفعا إلى مشاهدة هذا الفيلم !!!
فإذا شاهدت الفيلم أو بعضه وقعت في الفخ ..
وما هو الفخ؟
الفخ هو هذا الضرر الذي سيصيبك إن شاهدت الفيلم أو بعضا منه..
الفخ.. أن يجعلوك ترى بعينيك الشيء "المقدس" عندك الذي لم تراه من قبل ولم يتكون لديك انطباع سيء عنه.. أن تراه مهان وسيء ومشوه و"غير مقدس"!!
بمعنى نوع من التأثير النفسي بتلطيخ الشيء المقدس .. وإبرازه بصورة حقيرة قبيحة.. مما قــد يؤدي لانفضاح بعض "النكات السوداء" أو "الشبهات" في القلب .. كما جاء في الحديث (*).. أي تلويثه ببعض النقاط أو البقع السوداء وبعض الانطباعات النفسية الخاطئة عن الأشخاص المعنيين .. أو تمرير بعض الرسائل السلبية من وراء المواقف "المشوهة" في هذا الفيلم ..
والتي يهدف الفيلم في النهاية أن يوصلها إلى قلبك بكل قوة في التأثير!!
نعم .. الهدف الأول من هذه الضجة وهذه الزوبعة هي إثارة الفضول لدى المسلمين لمشاهدة هذا الفيلم التافه.. لعلمهم بمدى تأثير "الصورة الملونة" و"الكلمة المسموعة" على القلب أكثر من ألف كتاب وكتاب..
فما بالك وأغلب المسلمين لم يقرأوا كتابا واحدا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
فقلوبهم خاوية من أي سلاح يصد هذا الهجوم الفكري والعقدي على العقيدة والإيمان!
مما يعني خلو القلب من "العلم" الذي يحميه من احتمالية أن يصاب هذا القلب بسهام "الشبهات" و"تشويه المقدس" و"محاولات التشكيك في الإسلام"..
وهذا هو المقصود الأول والأخير من هذه الزوبعة وهذه الضجة!!
إذا أردت فعلا أن تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرأ سيرته وتعلم سنته وأحاديثه واعمل بها وحدّث الناس عنها بسلوكك وقولك وعملك..
إذا أردت أن تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تشاهد هذا الفيلم ولا تنظر إليه نظرة واحدة..
لأن هدف هؤلاء الخبثاء هو هذه "النظرة" التي يرجون أن تقع فيها أنت.. لما لها من أثر كأثر السم في البدن .. أثر في تسميم القلب والفكر وتشويه المقدس في النفس وفتح الباب للخيالات الباطلة والشبهات في العقيدة ووسوسة الشياطين..
وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله!!
____________
(*) الحديث المقصود ما جاء عن حذيفة بن اليمان في صحيح مسلم:
كنا عند عمر . فقال : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن ؟ فقال قوم : نحن سمعناه . فقال : لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره ؟ قالوا : أجل . قال : تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة . ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر . قال حذيفة : فأسكت القوم . فقلت : أنا . قال : أنت ، لله أبوك ! قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا . فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء . وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء . حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا . فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض . والآخر أسود مرابدا ، كالكوز مخيزا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا . إلا ما أشرب من هواه "
رواه مسلم