النحلة مخلوق طيب يأكل طيباً ويخرج طيباً، وقال الحكماء: لكي تجني العسل لا تحطم خلية النحل.
تعيش النحلة معيشة اجتماعية على درجة عظيمة من التنظيم، وأنواعها تبلغ الألوف عدداً، وتختلف عاداتها اختلافاً كبيراً، والجناحان الأماميان والخلفيان متصلان ببعضهما، تعيش أنواع كثيرة منها في مستعمرات كبيرة تتكون من ثلاثة طبقات هي:
الشغالة، والذكور، والملكات، وتتكون مستعمرة النحل من عدة ألوف من الشغالات، ومئات من الذكور، وأنثى واحدة تضع البيض هي الملكة، وتغادر الملكة الخلية وتطير حيث يلقحها أحد الذكور ثم تقضي معظم حياتها تصنع البيض، وحين تفقس البيضة تخرج منها يرقة ليست لها أرجل، وفي مملكة النحل يعتني بهذه الصغار عناية كبيرة.
وأعظم فائدة يجنيها الإنسان من النحلة هي أنها تقوم بتلقيح أشجاره ومحاصيله إذ تحمل حبوب اللقاح فوق جسمها المغطي بالشعر فتنقلها من زهرة إلى زهرة.
تبنى خلايا النحل من الشمع، وعسل النحل ذو أهمية للإنسان، ولكي تصنعه الشغالة تجمع حبوب اللقاح والرحيق من الأزهار وتصنع من حبوب اللقاح خبز النحل الذي تغذى به اليرقات أما الرحيق فيتحول إلى عسل يختزن لكي يستعمل في فصل الشتاء.
تقوم النحلات الشغالة بكل الشغل في الخلية، ويعتبر نحل العسل أنشط الكائنات، وتدافع النحلة عن نفسها بأسلوبها الذي اشتهرت به وهو اللذع.
لكنها عندما تلدغ تنتهي حياتها فالجزء المتصل بضحيتها يكون متصلاً بغدة السموم التي في جسمها، وعندما تحاول تخليص نفسها يتم** ذلك الجزء وتموت من فورها، ورغم أن اللذع سلاح رادع إلا أن نحلة العسل لها أعداء كثيرون فالطيور الجميلة آكلات النحل، تأكل كميات كبيرة من النحل، وكذلك الدبابير التي تظل تحوم حول مداخل الخلية ثم تنقض على الشغالات لدى عودتها وتعود بها إلى أعشاشها لتأكلها، وغالباً ما يحدث هذا الهجوم عندما تكون النحلة محلقة فوق زهرة تتأهب لامتصاص رحيقها، ومهما كانت نحلات العسل وأينما كانت فالملكة هي محور نشاط الخلية، وتظل مهيمنة عليها حتى تكبر وتقل قدرتها على إفراز المادة المتميزة لها، عندئذ تغادر الملكة الخلية مصحوبة بسرب من النحل وتحتل مكانها أول ملكة تظهر بعدها.
عندما تلدغ النحلة إنساناً أو حيواناً فإن غدة السموم التي تغرس في بدن الضحية تظل تضخ السم حتى بعد أن تنفصل عن جسم النحلة.
توجد في الم**يك وأمريكا أكثر من عشرة ملايين خلية نحل، والشكل السداسي الذي تتخذه خلية النحل يعطي أعلى قدرة تخزين لأدنى طاقة عمل.
العلم الحديث أثبت أن الملكة هي المشرف والقائد للخلية، بينما ظل الأوروبيون حتى القرن الثامن عشر يعتقدون أن الخلية يحكمها ملك وليس ملكة.