أجد فرصة الكتابة في معظلة عزوف الجماهير عن الميادين و قد تكلمنا في
الموظوع مرارا و تكرارا بإلقاء اللوم عليهم دون إلقاء نظرة عن الأسباب التي
قد تكون لها الحظ الأوفر في مكوثهم في البيوت و المقاهي و قد تجمع هذه
الأسباب بين جميع مناصري الفرق الوطنية علما بإن فرقا لا تتوفر أصلا على
مناصرين و ألفت اللعب في ميادين شبه فارغة. و قد ينطبق كلامي هذا على فرق
الصفوة لذا سأعمم دون أختص بفرق عن أخرى.
- ملاعبنا لا تتوفر على أدنى
المتطلبات لهذا الزائر. تنعدم فيه الضروريات من أمن و طعام و ترفيه بل و
حتى مراحض فتمر سويعات على صاحبها كأنه داخل جدران السجون.
- يختلط
فيه الحابل بالنابل فيجعل من يريد ان يصطحب معه صغاره و أهله يصرف النظر
لما يتفوه به البعض من كلام و يصدر منهم من ألفاظ نستحيي ذكرها.
- انعدام المواصلات قبل و بعد اجراء اللقاءات يجعل من ليس لديهم امكانية التنقل الخاص يعيش إكراهاتٍ فتكد نفسه بعد طول العناء.
- التنظيم الكارثي لولوج الملاعب حتى لأصحاب البطائق. فمنهم من يتخذ من الحالة مصدر رزق و عيش على حساب مدخول الفريق.
- التذاكر ليست في متناول الجميع بالإضافة الى تكاليف التنقل و الأكل تثقل كاهل المتفرج
- انشقاقات في الفصائل حولت الملاعب الى دوائر حروب و نرى بأعيننا الفراغ
المهول للجزء المخصص لكل فصيلة على حدى. فعوض القيام بالتشجيع و التنشيط كل
يدعي وصلا بليلاه و قد أجزم ان هذا المنعطف قد يكون بداية لنهاية. كثرت
التجمعات و التحزبات فتميزت هذه الفصائل في الفصل بين الجماهير. و قد فقدوا
شعبيتهم بسبب التطاحنات التي تظهر على السطح و ما خفي أعظم. و قد تفننوا
في ولوج الملاعب على حساب مسميات و اصبحوا يكلفون بدل يساهمون في انتعاش
ميزانية الفريق. ما يجب علمه انهم جزء من الجمهور و ليسوا استثناءات. بل قد
تكون معانات غيرهم اكثر مما يدعونه. و الوقوف كثيرا عند هذه المشكلة تمليه
الظروف التي آلت اليه هاته الفصائل فبعد بداية متميزة نراها تتراجع و تخسر
عطف الآخرين. و المسؤولية يتحملها الجميع و لا يمكن إلقاء اللوم على واحدة
دون أخرى. و قد تنفرد مدينة البيضاء لكونها أكثر هذه التجمعات تنقسم بين
الوداد و الرجاء. لا يجب أن تكون لكثرة هذه التحزبات انعكاسات سلبية على
التنشيط و التشجيع كما يبدو جليا في الفترة الأخيرة. حبذا او اتحدت لكون
الهدف أسمى من المسمى.
مع كل هذا و ذاك هن اك من يشد الرحال
سواء في معقل فريقه او خارجه فيصارع الزمن و العقبات تفانيا منه ليقف وراء
فريقه فتحية تقدير و احترام لهؤلاء.
نحن بحاجة لمناصر نعم و لكن يجب
ان تتوفر شروط هذه المناصرة فلا بد من خلق محيط يستأنس به عوض العيش على
أعصابه. هي رؤوس أقلام في عجالة من أمري قد نتفق و قد نختلف فالداء باد
للعيان و دواؤه يستعصي على المختصين لانه وجب أولا تخليق المكونات و تغيير
العقليات.