اسباب تشرد الأطفال
لايمكن للدارس إرجاع انتشار ظاهرة الأطفال المشردين إلى سبب معين، وذلك لكون هذه الظاهرة لا تختص ببلد أو قارة معينة، بل تشمل مجموعة من البلدان، تختلف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية، وتتباين ثقافاتها وأنماط عيشها.
ولذلك يبدو لنا أن تفسير انتشار هذه الظاهرة يعود إلى تفاعل جملة من العوامل، ينتسب بعضها إلى مجالات الاقتصاد والتنمية، وبعضها الآخر إلى ظروف السلم والحرب والأمن، وبعضها الثالث إلى مشكلات الممارسة اليومية للحياة في مجالات البيئة والثقافة والسلوك.
وهكذا يمكن تجاوز التصنيف التقليدي للأسباب المحتملة لتفسير انتشار ظاهرة الأطفال المشردين بالتركيز على التفسيرات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية بشكل معزول، باعتماد مقاربة تكاملية تبرز التفاعلات الممكنة بين مجموعة من العناصر تندرج كلها ضمن صنفين كبيرين: عوامل موضوعية وعوامل ذاتية.