إن موضوع هذا البحث على جانب كبير من الأهمية
لأنه يتناول قضية هامة ألا وهي العلاقة الإنسانية في المحيط المدرسي متمثلة
في الهيئة الإدارية والمعلم والطالب
فالعلاقة الإنسانية
: هي التي تربط بين الإنسان ومجموعة من الناس سواء كان ذلك فريق عمل أو
مجموعة أو هيئة وتضم رئيس ومرؤوسين وهي العامل الأساس في عملية التكيف
ونجاح العمل
وزيادة الإنتاج ويرجع السبب في ذلك إلى أنه كلما كانت العلاقة طيبة بين
المجموعة وبين قيادتها أحبوا عملهم وأنجزوه بإخلاص وبسرعة وزادوا من
إنتاجيته ....
والعلاقة الإنسانية الطيبة لها مفعول طيب في إنجاز الأعمال وتقبل الأعذار والظروف ومراعاة ذلك جيداً.
عوامل توطيد العلاقة الإنسانية
هناك عوامل عديدة تزيد من العلاقة الإنسانية ومنها على سبيل المثال :
1- مراعاة الظروف الخاصة لكل إنسان بشرط أن لا تكون الظروف سبباً في تعطيل العمل وكثرة الغياب والتأخير اليومي ولكن إذا كان
الغياب مفاجئاً والسبب قهري أو كان التأخير اضـطراريا فيقبله الرئيـــس مما يدفع المرؤوس إلى التفاني في عمله والإخلاص والانضباط .
2- تقبل النقد بشـــرط أن يكون نقداً بناء وليس نقداً هداماً وأن يكون النقد الهدف منه تعديل سلوك أو خطأ متكرر .
3- العقاب وتقبله لأن مجرد العقاب في حد ذاته دليل على الاحترام والحب والتقدير والإبقاء على المودة والصداقة ويشترط أن لا نكثر من العقاب
حتى لا يصبح لوماً أو تأنيباً .
4- المصارحة الدائمة بما لا يدع مجالاً للمتطفلين وأصحاب النفوس الضعيفة للدخول وممارسة هوايتهم في إفساد العلاقة وإساءة التصرف .
5- الاعتذار عند حدوث ما يستوجب ذلك لأنه ليس عيباً أن نعترف بالخطأ ونعتذر ولكن العيب كل العيب أن نركب رؤسنا ولا نعتذر ولا نعترف بالخطأ .
6- السماح للأصدقاء بالتدخل
في حالة حدوث مشكلة يتسبب فيها توقف علاقة بين أشخاص أو انقطاع هذه
العلاقة ويكون تدخل الأصدقاء لإصلاح ذات البين قبل أن
يستفحل الانقطاع ويظهر فريق الظلام ليعمل في الخفاء ويزين الهجاء والتحدث
مع الآخرين عن العيوب والأخطاء مما يزيد المشكلة تعقيداً ففي مثل هذه
الحالات يكون التدخل السريع ذات نتيجة طبيعة لزيادة
وتوطيد العلاقات الإنسانية .
وتأتي العلاقة بين المعلم والطالب وإيجابياتها
على الاثنين لأنها أساس العملية التعليمية وتتحدث عن المعلم ودوره البارز
في التعليم . فنلاحظ أن أول كلمة في دستور الإسلام كانت " اقرأ
" لأن الإسلام دين العلم والفكر والهدى ، وقد تكررت الدعوة إلى العلم في
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويكفي أن نعلم أن الرسول صلى الله عليه
وسلم عرض على كل أسير من أسرى بدر يجيد القراءة
والكتابة ولا يستطيع أن يفدي نفسه أن يعلم عشرة من أولاد المسلمين القراءة
والكتابة ويتضح من هذا العرض البسيط عن سيد الخلق أجمعين أنه لا يوجد تعليم
بدون معلم ووظيفة المعلم من أخطر الوظائف لأنها
تبني العقول الناشئة وبناء العقول أصعب من بناء المصانع .
ونعرض فيما يلي أهم صفات المعلم المتميز :
1. أن يكون على بصيرة وإيمان بأهمية التعليم بحيث يصبح هذا الإيمان جزءاً من عقيدته وموجها لسلوكه وحافزاً له على التحمس لعمله .
2. الإخلاص
المعلم المتميز يكون مخلصاً ويحرر نيته ويخلص لله في كل عملاً تربوي يقوم
به سواء أكان هذا العمل أمراًُ أو نهياً أو ملاحظة أو نصح .
3. الحلم لان الحلم من أعظم الفضائل النفسية والخلقية التي تجعل الإنسان في قيمة الأدب وفي ذروة الكمال ،4. وفي أعلى مراقب الأخلاق .
5. القدوة الحسنة : يجب أن يكون قدوة حسنة لطلابه قد روى الجاحظ أن عتبة بن أبي سفيان لما دفع ولده إلى المؤدب قال له " ليكن أول ما تبدأ به
من إصلاح بَنِيَّ إصلاح نفسك فإن أعينهم معقودة بعينيك ،6. فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت .
7. العلم فعلى المعلم أن يتزود بالعلوم النافعة والمناهج التربوية الصالحة .
8. الرفق والرحمة على المربيين أن يتحلوا بالحلم والرفق والأناة إن أرادوا للأمة إصلاحها وللجيل هدايته وللأولاد تربيتهم .
ويجب أن يكون هناك ضبط دونما غضب و لا إنفعال
في تقويم الاعوجاج وإصلاح الأخلاق وإذا رأى في المصلحة معاقبته بعقوبة
التوبيخ أو التأنيب أو الضرب الخفيف فلا يتأخر حتى ينصلح أمره وتستقيم
أخلاقه بشرط أن يكون في حدود المعقول حتى لا يترك أثراً سلبيا في نفسية
المتعلم .