مفهوم الطبيعة: - جاء في قاموس روبير Robert ما يلي :
" الطبيعة هي مجموعة الخصائص التي تحدد كائنا، أو شيئا، ملموسا أو مجردا.هي كل ما يوجد على الأرض، خارج الإنسان. و هي أيضا ما هو فطري في الإنسانيمتلكه منذ ولادته. و ما هو خالص، غير صناعي أو مصنع ".
- و جاء في المعجم الفلسفي لجميل صليبا مايلي :
" الطبيعة هي مجموع ما في الأرض و السماء، من كائنات خاضعة لنظم مختلفة، و هي بهذا المعنى مرادفة للكون".
- و جاء في المعجم الفلسفي لأندري لالاند ما يلي:
" الطبيعة سمات خاصة تميز فردا ما، من حيث هي خصائص فطرية".
- و جاء فيه أيضا : " الطبيعة هي ما يوجد فينا بحكم الإرث البيولوجي".
استنتاجات: - يمكن أن نستخرج من الأقوال السابقة مجموعة من التحديدات للطبيعة:
أ-الطبيعة هي الخصائص الثابتة التي تميز كائنا أو شيئا ما بحيث لا يمكنتصوره بدونها، كالاحتراق بالنسبة للنار أو المكر بالنسبة للثعلب.
ب- الطبيعة هي مجموعة الأشياء الخارجية التي لم يتدخل الإنسان في صنعها كالأشجار و الجبال مثلا.
ج- الطبيعة هي مجموعة الخصائص الفطرية و الغريزية التي تولد مع الإنسانو المشتركة بين جميع الناس، كالأكل و النوم. و بهذا المعنى فالطبيعة هيعكس ما هو مكتسب و ثقافي.
د- و تعني الطبيعة أيضا ما هو خالص و غير مصنع، كالعسل الذي لم يضف إليه الإنسان موادا جديدة.
ه- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لجميل صليبا،بأن الطبيعة تعني مجموع القوانين التي تخضع لها الأشياء الموجودة في الكون.
و- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لأندري لالاند،بأن الطبيعة تشير إلى ما هو فطري و موروث و بيولوجي، بخلاف ما هو مكتسب وثقافي.
-II مفهوم الثقافة: - جاء في معجم اللغة الفرنسية ما يلي :
" الثقافة هي مجموعة من المعارف، و أنماط العيش، و التقاليد الاجتماعية".
- و جاء في قاموس Robert ما يلي :
" الثقافة هي تنمية بعض ملكات العقل بتمرينات ذهنية. و تدل أيضا على معارفمكتسبة، علمية أو فلسفية أو عامة. و هي كذلك مجموع المظاهر الفكرية لحضارةمعينة، و للحياة في مجتمع. و تقابل الطبيعة".
- و يقول تايلور:
"الثقافة كل مركب يشتمل على المعرفة، و المعتقدات، و الفنون، و الأخلاق،و القانون، و العرف، و غير ذلك من المقدرات و العادات التي يكتسبهاالإنسان بوصفه عضوا في مجتمع".
استنتاجات: التعريف الأول | التعريف الثاني | التعريف الثالث |
- المعارف : الدين – الفلسفة – العلم - أنماط العيش: العادات و التقاليد - التقاليد الاجتماعية – الأفراح - الأعياد | - التمرينات العقلية - المعارف المكتسبة : علمية – فلسفية - الحضارة | - المعرفة - المعتقدات - الفنون : المسرح السينما... - الأخلاق - القانون - الأعراف - العادات - كل ما هو مكتسب |
تشيرالثقافة إلى ما هومكتسب من معارف، و معتقدات اجتماعية، و أنماط عيشمختلفة. و تختلف الثقافة من مجتمع لآخر. و لذلك فهي ترادف أحيانا مفهومالحضارة.
فكيف يمكن إذا التميز بين ما هو طبيعي و ما هو مكتسب؟
تحليل نص ر.ل.بيلز، ص 73-74:I
- فهم النص 1- نشأة مصطلح الثقافة من أجل التميز بين الإنسان و الحيوان؛ فقد جاء فيالنص أن معظم الحيوانات بما فيها القردة العليا تتبع نفس أنماط السلوك، فيحين أن الإنسان العاقل يتميز بتنوع أنماط السلوك سواء من إنسان لآخر أو منمجتمع لآخر.
2- يؤكد تحديد و تنوع السلوك الإنساني على حرية الإنسان و قدرته علىالتصرف؛ ذلك أن عادات الطعام مثلا تختلف بشكل لانهائي من مجتمع لآخر.
3- إن السلوك الإنساني تتدخل في تحديده عدة عوامل :
- عوامل بيولوجية وراثية.
- عوامل طبيعية ترجع إلى المناخ و التضاريس.
- عوامل ثقافية تعود إلى ما هو سائد في المحيط الاجتماعي؛ من عادات و تقاليد و مؤسسات، و
أنماط في العيش و التنشئة الاجتماعية.
4- ما يمكن فهمه من الجملة، هو أن الثقافة تشير إلى كل ما يكتسبه الإنسانو يتعلمه من أفكار و سلوكات مختلفة. و بهذا المعنى فهي تأتي في مقابل ماهو فطري بيولوجي ووراثي يوجد مع الإنسان منذ الولادة.
خلاصة لفهم النص : - نميز في الإنسان بين جانبين رئيسين أحدهما فطري طبيعي، و هو الذي يشتركفيه الإنسان مع الحيوان، و الآخر مكتسب و ثقافي، و هو الذي يميز الإنسانعن غيره من الكائنات. و يرجع هذا التمييز إلى انفراد الإنسان بميزة العقل،الذي مكنه من تطوير أنماط عيشه و سلوكا ته، و ابتكار عدة تقنيات، و إنتاجمعارف و علوم وفنون. و هذا التنوع هو مظهر من مظاهر الثقافة لدى الإنسان.
II
- الإطار المفاهيمي: 1-
خصائص سلوك الإنسان | خصائص سلوك الحيوان |
- تنوع السلوكات - إبداع سلوكات - التوالد+التنفس - الهروب -الضرورة البيولوجية | - سلوكات نمطية ثابتة - البحث عن الغداء -التوالد + التنفس -الهروب -الضرورة البيولوجية |
نستنتجمن الجدول أن هناك خصائص مشتركة بين الإنسان و الحيوان، و هي الخصائصالطبيعية، بينما هناك خصائص ينفرد بها الإنسان، و هي الخصائص الثقافية.هكذا يمكن القول أن كل ما هو مشترك بين الإنسان و الحيوان فهو طبيعي، و كلمل يتميز به الإنسان عن الحيوان فهو ثقافي.
2-عند ولادة الإنسان و الحيوان نجد تفاوتا في قدرات و قوى جسمية، إلا أنه معذلك فالإنسان يتفوق على الحيوان من الناحية العقلية و الثقافية. و هوالأمر الذي يجعله يطور حياته و نمط عيشه، بينما يظل نمط عيش الحيوانثابتا.
3- يعرف النص الثقافة بأنها مجموعة معتقدات و سلوكات منقولةمن جيل لآخر. و يتم ذلك عن طريق ما يتعلمه الإنسان من المحيط الاجتماعي، وما يلقن له من قبل الآخرين. كما أن الجانب الأكبر من هذا التعلم يتم عنطريق تقليد الطفل للكبار.
- الأنثروبولوجيا = هي العلم الذي يهتم بدراسة ثقافة المجتمعات البدائية
خلاصة الإطار المفاهيمي :
- يشيرمفهوم الثقافة إلى مستويين رئيسين : مستوى الابتكارات و الإنتاجات الماديةللإنسان، مثل : اللباس- أواني الطبخ-العمران-وسائل النقل-الأجهزةالإلكترونية...
ومستوى الإبداعات الروحية و العقلية، مثل : العلم – الفن-الأسطورة...
أما الطبيعة فتتجلى في ما هو وراثي بيولوجي و مشترك بين الإنسان و الحيوان.
III
- الإطار الحجاجي:
- اعتمد صاحب النص على أسلوبين حجاجيين رئيسيين من أجل توضيح أفكاره و الدفاع عنها هما:
- أسلوب المقارنة؛ و يتجلى في المقارنة بين الإنسان من جهة، و الحيوان من جهة أخرى.
و الغرض من ذلك هو تبيان تنوع السلوك الإنساني و ثبات السلوك الحيواني.
- أسلوبالمثال؛ و يتجلى في ذكر النص لجماعات بشرية، و هي الإسكيمو، الباجندا وشعوب غرب إفريقيا. و الغرض من ذلك هو إبراز التنوع الثقافي و اختلافالسلوك من شعب لآخر.
مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة: تحليل نص كلود ليفي ستراوس:-هو مفكر أنثروبولوجي فرنسي معاصر، قام بتحليل الثقافات القديمة غيرالغربية. درس الأساطير و النظم الثقافية و قارن فيما بينها. من أهممؤلفاته : " الأنثروبولوجيا البنيوية" و"البنى الأولية للقرابة".
- فهم النص :
- تتمحورالفكرة الرئيسية للنص حول صعوبة التمييز بين الطبيعة و الثقافة، ذلك أنالإنتقال من الطبيعة إلى الثقافة ظل لغزا صعب الحل، و كل الطرق قد خيبتالآمال بشكل كبير في الحسم فيه.
- لقدجعل كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة و ما هو عام أساسين اعتمد عليهماللتمييز بين الطبيعة و الثقافة، حيث اعتبر أنه حين تظهر القاعدة فنحن علىيقين بأننا على صعيد نظام الثقافة، كما أنه من السهل معرفة أن الكوني أوالعام هو معيار الطبيعة.
- يمكن القول بأن القاعدة تتميز في النص بثلاث خصائص:
- الانفلات مما هو غريزي إذ تعتبر ذات صبغة أخلاقية.
- النسبية: ذلك أنها قد توجد في هذا المجتمع و تغيب في مجتمعات أخرى.
- الخصوصية: إنها ترتبط بالعادات و التقاليد، و القوانين و المؤسسات الخاصة بمجتمع معين.
- مايمكن فهمه من هذه الجملة، هو صعوبة الحسم في تفسير خوف الطفل إما طبيعياأو ثقافيا، ذلك أن هناك تدخل بينهما في تفسير مثل هذه الأفعال .
خلاصة فهم النص :- يطرح مشكل التميز بين الطبيعة و الثقافة عدة صعوبات نظرا للتداخلالموجود بينهما على مستوى السلوك البشري. لكن ستراوس اقترح معيار القاعدةو ما هو عام و كوني من اجل التميز بينهما.
II
- الإطار المفاهيمي للنص :
- يقدمالنص مفهوم الطبيعة و الثقافة باعتبارهما متداخلين، لأننا نجدهما يحضرانمعا في السلوك البشري.فالخوف و التنفس و الأكل و الشرب و النوم هي كلهاخصائص طبيعة، لكن طرق إنجازها تختلف حسب ثقافة كل شخص.
2-
التمفصل | غياب التمفصل |
- الأكل – الخوف – الفن- العنف - النوم | - الصراخ – البكاء – التوالد – الهروب - |
3-لقد اعتمد ستراوس مفهومي القاعدة و ما هو عام للتميز بين الطبيعة والثقافة، لأن مفهوم القاعدة يشير إلى مجموع القوانين أو المبادئ السياسيةو الأخلاقية التي يشرعها الإنسان، و التي تختلف من مجتمع لآخر، و بذلك فهيتمثل ما هو ثقافي. أما مفهوم ما هو عام فإنه يشير إلى مجموع الخصائصالفطرية الطبيعية المشتركة بين جميع الناس.
III - الإطار الحجاجي:اعتمد صاحب النص في توضيح أفكاره على أساليب حجاجية يمكن تقديمها كما يلي :
- أسلوب المثال : و يتجلى في : رفة العين – يد الفارس الممسكة بالعنان , موقف الأم تجاه طفلها، الانفعالات المعقدة لمشاهد عرض عسكري.
- أسلوب الحجة بالسلطة : و يتجلى في الاستشهاد بما قاله الفيلسوف الانجليزي جون لوك.
خلاصة عامة للمحور: يثير هذا المحور إشكالية رئيسية تتعلق بمعيار التمييز بين ما هو طبيعي و ما هو ثقافي. فكيف يمكن التمييز بينهما ؟
إن مفهوم الطبيعة يشير أساسا إلى هو غريزي و بيولوجي و مشترك بينالإنسان و الحيوان، في حين يدل مفهوم الثقافة على ما هو مكتسب من معارف ومعتقدات و أنماط عيش مختلفة. غير أن السلوك الإنساني يتدخل فيه ما هوطبيعي و فطري مع ما هو ثقافي و مكتسب، و هو الأمر الذي يستلزم ضرورة وضعمعيار للتمييز بينهما. و في هذا الإطار اقترح كلود ليفي ستراوس معيارالقاعدة و ما هو عام من أجل التميز بين ما هو طبيعي و ما هو ثقافي؛ هكذافحضور القاعدة يجعلنا نكون أمام ماهو ثقافي، أما ما هو عام فيشير إلىالضروري و الكوني.