هذه الذكرى الوطنية المحبوبة والراسخة في قلوب الوطنيين المغاربة تتجدد باستمرار ليستشرف بها المغرب تطورا وازدهارا وتجديدا للعهد الوثيق بين الملك والشعب ونضع بعد ارسامات الصحافة للهذه الذكرى الوطنية=
الرباط - 18- 11-2009- أكدت الصحف الوطنية الصادرة اليوم الأربعاء أن تخليد الذكرى ال`54 لعيد الاستقلال المجيد يمثل مناسبة لإبراز مدى تعلق الشعب المغربي بالعرش العلوي المجيد وعزمه المستميت على الدفاع عن مقدساته وطنه وثوابته ووحدته الترابية، وتشبثه بمواصلة بناء مغرب حداثي ديمقراطي.
وأضافت اليوميات الوطنية أن ذكرى عيد الاستقلال ستظل معلمة وضاءة في المسيرة المغربية لاستقراء الأمجاد الوطنية والملاحم البطولية ومواصلة السير لإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي وتحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة وإنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وهكذا، أبرزت جريدة (بيان اليوم) أن ذكرى عيد الاستقلال، التي تعتبر إحدى المحطات الخالدة في تاريخ المغرب الحديث، تحل متزامنة مع المسيرة المتواصلة لاستكمال الوحدة الترابية، رغم المناورات اليائسة لخصوم المغرب وأعدائه، والذين يعود للمغرب الفضل الكبير في مساندتهم وتقديم الدعم لهم للتحرر والاستقلال.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن الخطاب الملكي السامي ليوم سادس نونبر الجاري في ذكرى المسيرة الخضراء جدد التأكيد على التصدي لتآمر الخصوم على مغربية الصحراء بحكمة وثبات، وإقدام على المبادرات البناءة، حتى يتحقق للأقاليم الجنوبية للمملكة ما تتوخاه من تنمية وتقدم ووحدة.
من جهتها، كتبت جريدة (رسالة الأمة) أن "للذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاستقلال، التي يحتفل الشعب المغربي اليوم بحلولها، طعم خاص ودلالة جديدة في الكفاح الوطني المغربي من أجل التحرير والوحدة والبناء، لأنها تأتي في سياق متغيرات دولية تكرس عدالة وشرعية قضية وحدتنا الترابية".
وأضافت أنها "تلقم حجرا لأعداء الوطن من ورثة الاستعمار ومخططاته التفتيتية لترابنا الوطني"، مشيرة إلى أن هذه الذكرى "تضع على الأمة، من شمال المملكة إلى جنوبها، مسؤولية مواصلة الوفاء لأرواح شهداء التحرير والوحدة، من خلال الثبات على المبادئ والقيم النبيلة التي سقتها الدماء الزكية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
ومن جانبها، أفردت يومية (الصحراء المغربية) ملفا خاصا لهذا الحدث، أشارت فيه إلى أن ذكرى الحرية، التي أعقبت عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وأسرته الشريفة من المنفى السحيق إلى أرض الوطن، مثلت إعلان نهاية معركة الجهاد الأصغر وبداية معركة الجهاد الأكبر، الذي تمثل في بناء الدولة المغربية الحديثة على عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه.
كما تمثل ذلك، تضيف الجريدة، في تثبيت دعائم هذه الدولة، بإطلاق مجموعة من الأوراش الإصلاحية، وصيانة الوحدة الترابية، مشيرة إلى أن الشعب المغربي يعيش عهدا جديدا بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يسير بشعبه نحو مدارج التقدم والحداثة مواصلا مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمملكة وتحصين الانتقال الديمقراطي.
وجاء في "كلمة العدد" ليومية (الاتحاد الاشتراكي) "نخلد اليوم ذكرى استقلال المغرب ونحن في أمس الحاجة إلى دروسها ومعانيها، وفي أمس الحاجة إلى استحضار بنائها الرمزي، ولعل أول ما نستحضره هو ذلك التعاقد القوي بين ملك وطني وشعب وفي، بين حركة وطنية قوية ومتجذرة وعرش رفض الإغراءات المرتبطة بالسلطة، وارتمى بكل سيادة وقوة في أحضان البلد".
وبعد أن ذكرت الجريدة بأن هذا الإرث الوطني هو الذي مهد "للتعددية وصناعة الوعي الوطني لدى الأفراد والجماعات، وهو الذي صهر المغاربة في كيان واحد متميز بالرغم من تعدد انتمائه وتراثه"، خلصت إلى أنه "ونحن اليوم نستحضر كل بناة الاستقلال، الوطنيين الكبار الذين يشكلون تراثنا الحي والدائم، ننحني بكل إجلال أمام أرواحهم الطاهرة".*نقلا عن وكالة المغرب العربي للانباء*.
[b]وإن عظمة هذه الذكرى تستوجب وقفة تأمل في تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل الذود عن المقدسات، وتشكل من جهة أخرى، برهانا على إجماع كل المغاربة وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز المحن.
أجل الذود عن المقدسات، وتشكل من جهة أخرى، برهانا على إجماع كل المغاربة وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز المحن.
وتبقى الميزة الأساسية لهذا الكفاح البطولي كامنة في ذلك الإجماع الوثيق على التشبث بمقدسات الوطن الذي أبان عنه المغاربة سواء منهم من كانوا في المنطقة الخاضعة للاستعمار الفرنسي أو الذين كانوا بالأقاليم الجنوبية الرازحة آنذاك تحت نير الاستعمار الإسباني.
والمتتبع لتاريخ المغرب، يلاحظ انه رغم المخططات والمناورات التي نفذتها القوى الاستعمارية الفرنسية والإسبانية مستعملة قوة الحديد والنار في محاولة تقطيع وحدة المغرب وتمزيقها بهدف الهيمنة وطمس الهوية، استطاع المغرب أن يقف وقفة رجل واحد في وجه الاستعمار الأجنبي معلنا التحدي بقيادة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس الذي اعتقدت السلطات الاستعمارية أن نفيه رفقة أسرته إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر سيوقف الانتفاضة العارمة التي تفجرت في كل المدن والقرى المغربية.
إن جل المخططات التي نفذها الاستعمار بدءا بالظهير البربري الذي أصدرته الحماية الفرنسية في 16 ماي1930 بهدف التفريق بين أبناء الشعب انطلاقا من مبدإ "فرق تسد" وانتهاء بالإقدام على نفي محمد الخامس وأسرته الشريفة يوم20 غشت1953 إلى كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر، كان مآلها الفشل الذريع وعجلت برحيل سلطات الحماية.
وكانت عملية النفي هذه بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس ووحدت الصفوف في انتفاضة شعبية عارمة شكلت أروع صور التلاحم والالتفاف حول رمز الوحدة. فلم يكن التلاحم بين العرش والشعب وذلك الكفاح المرير والبطولي ليذهب سدى بحيث رضخت سلطات المستعمر لمطالبها واستسلمت خانعة لإرادتها، فعاد جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته إلى البلاد عودة مظفرة، ليكون يوم16 نونبر1955 مشهودا في تاريخ المغرب وصفحة خالدة في سجل شعبه.
ويعد يوم18 نونبر1955 دليلا قاطعا على أن المغرب ، بما امتاز به من تلاحم دائم بين العرش والشعب وبإيمانه الراسخ بعدالة قضيته ، استطاع أن يقهر قوى الاستعمار رغم ضخامة إمكانياتها ويرغمها على الاعتراف بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها عودة محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى والحصول على الاستقلال.
ويشهد التاريخ أن أبناء الأقاليم الجنوبية على غرار إخوانهم في شمال المغرب لم يتوانوا في تلبية نداء الوطن والتشبث برمز الوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس، وفاء منهم لروابط البيعة التي جمعت أجدادهم بالعرش العلوي على مر العصور.
وإذا كان المغاربة يستحضرون بإجلال وخشوع الكفاح الوطني لآبائهم، فمن حقهم أيضا بعد51 سنة من الاستقلال أن يعتزوا بالمفاخر التي حققوها على درب البناء والتشييد والوحدة عملا بالمقولة الشهيرة لجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه "لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"، حيث تواصلت معركة التحرير واستكمال الوحدة الترابية.
وهكذا، وجه جلالته عناية خاصة لتحرير الصحراء المغربية ووفر الدعم الكامل لتكوين جيش التحرير بالجنوب المغربي، وهو الكفاح الذي توج باسترجاع منطقة طرفاية سنة1958 .
وسيرا على نهج والده المنعم، واصل جلالة المغفور له الحسن الثاني رحمه الله معركة استكمال الوحدة الترابية، فتم في عهده استرجاع سيدي ايفني سنة1969 وفي سنة 1975 تم استرجاع الصحراء المغربية بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، وفي14 غشت سنة 1979 تعزز استكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب.
واستكمالا لمسيرة البناء التي نهجها محمد الخامس ومن بعده الحسن الثاني طيب الله ثراهما، يشهد المغرب حاليا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس العديد من الإصلاحات في جميع المجالات حيث تم التركيز على العديد من المشاريع التي همت على الخصوص توفير السكن اللائق والتعليم والتشغيل وتحفيز الاستثمار وتشجيع المبادرات المدرة للثروة وتقوية التماسك الاجتماعي بتفعيل التضامن.
إن تخليد ذكرى الاستقلال المجيدة تعد مناسبة وطنية أخرى لاستلهام ما تنطوي عليه من قيم سامية وغايات نبيلة لإذكاء التعبئة الشاملة وزرع روح المواطنة وربط الماضي التليد بالحاضر المتطلع إلى آفاق أرحب ومستقبل أرغد خدمة لقضايا الوطن وإعلاء صروحه وصيانة وحدته والحفاظ على هويته ومقوماته والدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل باعث النهضة المغربية صاحب الجلالة الملك محمد السادس . نقلا عن صاحب موقع صحراوي وافتخر. ان للهذه الذكرى الوطنية للمعزة في قلوبنا وبذلك نهنئ صاحب الجلالة والمهابة نصره الله وافراد الاسرة العلوية حفظهم الله وكافة الشعب المغربي الاصيل من طنجة الى الكويرة بهذه الذكر الوطنية وادام الله لنا ولكم الافراح والمسرات.