[c]المداهنة و المداراة
مما يشكل و يلتبس على كثير من الدعاة في شأن الأمر بالمعروف و النهي
عن المنكر خصوصا من لم يجالس رجال التزكية للنفوس أمر التمييز بين
المداهنة المنهي عنها و المدارة المشروعة في التعامل مع المدوعين .
هذا إيضاح وافي و شافي للفرق بين المداهنة و المداراة من كلام السيد الداعية الى الله علي زين العابدين الجفري .
من دروس الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
للسيد الداعية الى الله علي زين العابدين الجفري[/c]
فالمداهنة والمدارة في التعامل الظاهر متشابهة والفرق بينهما في المقصد وهذا بعض بيان التميز بينهما :
فالمداهنة : هي أن يرضي الداعي بنقص دينه أو تضيع واجب ا ووقوع في محرم من
أجل دنياه ومصالحه, أو أن يسكت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن
قول الحق وكلمة العدل طمعا في الناس , وتوقعا لما يحصل منهم من جاه أو مال
أو حظ من حظوظ الدنيا فقلما فعل ذلك أحد إلا أذله الله وأهانه وسلط عليه
الناس وحرمه ما يرجوه مما في أيديهم.
أما المدارة : أن يرضى بنقص وفوات أغراضه ودنياه مقابل حفظ الدين ...أو
السكوت عن بعض المخالفات وعدم التصريح بقصد إصلاحها في وقت أو حال أنسب
بشرط أن لا يضر ذلك بدينه
ضوابط المدارة وما يجب فيه البيان
إن مما يقع كثيرا للمتوجهين في هذه الدعوة والوظيفة الكريمة التردد عند
رؤية المنكر أو العلم به, هل أبين وأصرح أو أسكت وأداري ,فربما إذا صرحت
خسرت هذا الشخص وصعب التأثير عليه , ومن جهة أخرى أخاف ان سكت الإثم في
السكوت على المنكر,فيبقى الكثير رهن هذا التردد.
ثم ينقسم الدعاة الى ثلاثة أقسام :
أحدهم متهور مقتحم غابت عنه كثير من مقاصد الدعوة وآدابها, وربما فاته كثير من آداب الخطاب .
والآخر متردد مسوف لا يكاد يبين ويصرح حتى فيما يجب عليه فيه البيان والتصريح
والثالث يحسن القياس ,فيبين حيث ينفع ويجب البيان,ويسكت ويداري حيث ينفع السكوت والمدارة.
ويمكنك إدراك كيفية التصرف في هذه الحالات بالتبصر والتدبر في هذه الضوابط
...وهي متعلقة بالشخص نفسه ونوع المنكر والخطأ الذي يرتكبه :
أولا ً: ما يترجح فيه البيان والتصريح غالبا ً :
1- إن كان المنكر مما هو مجمع على تحريمه فيترجح غالبا التصءيح مع اللين واللطف
2- إذا كان معتد الى الغير فيترجح فيه التصريح والتعجيل
3- إذا كان الشخص عنده نسبه من الاستجابة .
4- إذا لم يؤدي التصريح إلى زيادة في التمادي في المنكر .
5-إذا كان في المنكر الذي شاهده جهالة عند حاضرين بحرمته
6- إذا وقع المنكر بحضورك فخشيت أن يكون سكوتك إقرار له يضر بالعامة .
ثانياً : ما يترجح فيه السكوت والمدارة :
1 - إذا كان العلم موجود عند الحاضرين والاستجابة غير متوقعة من
الشخص فالافضل تأخير البيان ,لكن بشرط أن يكون تأخير البيان مربوط
برجاء نهيه عنه بطريقة أخرى أو حيلولة بينه وبين منكر آخر.
2 - اذا علمت أنه بالبيان له سوف يتجرأ على أمور أشد ... بشرط أن لاتفوت فيه وسيلة شرعية بحيث لا يتحدث أنه أقره فلان .
3 - غالبا تكون المداراة في الفرعيات والمختلف فيه .
واعلم أنه يجب في التصريح أن يكون في خلوة غالبا, الا من أجل اعلام من يمكن تضرره بهذا المنكر اذا سكت عنه .
مراحل التصريح :
1- بالتعريف والنهى بلطف ورفق وشفقة .......
2- بالوعظ والتخويف والغلظه بالقول والتعنيف .
3- بالمنع والقهر باليد وغيرها, ولا يستطيع ذلك في الغالب الا من بذل
نفسه لله وجاهد بماله ونفسه في سبيل الله وصار لا يخاف في الله لومة لائم
,أو كان مأذونا له في تغير المنكر من جهة السلطان.
شروط المداراة والسكوت :
1- أن يكون خال من المداهنة المذمومة
2- أن يكون مربوط برجاء التأثير عليه في وقت وحال أنسب .
3- أن يكون حال رؤيته المنكر كارها له ناوٍ تغييره.
4- أن لاتفوت معه وسيله شرعيه .
والأساس في هذا الأمر ما سمعت من شيخنا قال :[ النظر الى هذه الملابسات ثم حسن المقايسات بينها يتبين به الأمر ]