تحظى الزيارة التي بقوم بها وزير الخارجية والتعاون المغربي السيد سعد الدين العثماني للجمهورية الجزائرية بمتابعة اعلامية واسعة وذلك نظرا للقطيعة التي دامت طويلا بين البلدين ،وإن كان المسؤولون الجزائريون يصرحون دائما بأن العلاقات التي تجمعهم مع المغرب أخوية ، لكن المتتبع لوسائل الاعلام بالبلدين يلاحظ بجلاء مدى توثر هذه العلاقة وإن كانت تختلف حدة هذا التوثر حسب خصوصية كل مرحلة ….
وإذا كانت الجزائر توظف ملف الصحراء المغربية للضغط على الرباط ،فإن هذه الأخيرة مافتئت بدورها تخرج ورقة المغاربة المطرودين ستة 1975 من الجزائر أو ملف الحدود بين البلدين الذي ورثاها إبان الاستعمار الفرنسي …وكثيرا ما كان البلدين وفي عدة محافل الدولية يتصارعان كما تتصارع الديكة بتسخير مخابراتهما لكسب الملفات والزيادة في الضغط على بعضهما البعض .
لقد نسي المسؤولون في البلدين الشقيقين أن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم , فوشائج الأخوة واللغة والدين والهوية الأمازيغية والمصير الواحد ،كلها كافية للتغلب على الأنانية وتحقيق تقارب الشعبين , ولو تركت الأمور لهذين الأخيرين لتم القضاء على كل المشاكل والعراقيل الواهية بجرة قلم.
والآن وبعد هذه الزيارة تطرح العديد من الأسئلة حول امكانية البلدين من تجاوز الصعوبات وتدويب الجليد الذي خيم على هذه العلاقة وذلك بخلخلة كل المشاكل، والمكاشفة الصريحة والبناءة ، وإلا فإن هذه الزيارة لن تخرج عن سابقاتها التي ساد فيها النفاق السياسي والأنانية المفرطة …. فالعديد من الملاحظين غير متفائلين مادام موقف الجزائر من قضية الصحراء المغربية لم يتزحزح قيد أنملة رغم بعض المبادرات التي بدأت السنة الماضية والتي انتهت بابرام اتفاقيات طاقية وفلاحية بين البلدين.
لاشك أنه سيطلع الوزيرين ببلاغين متفائلين وبتصريحات مطمئنة ,إلا أن الشعبين الشقيقين ينتظران اشارات قوية كفتح الحدود المغلقة بينهما منذ مدة طويلةحتىيتسنى للشعبين صلة الرحم وجمع شتات الأسر المكلومة خصوصا بالمناطق الشرقية للبلدين . فهل من مجيب؟