{ فضل حفظ القران }
1- حفظ القران هو الأصل في تلقيه:
لقد وصف الله تبارك وتعالى هذا القرآن بقوله : (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ومايجحد بآياتنا إلا الظالمون ) . وقال تبارك وتعالى في الحديث القدسي لنيه صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك , وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء, تقرأه نائما ويقظانا ) . رواه مسلم.
قال النووي : (فمعناه : محفوظ في الصدور لايتطرق اليه الذهاب بل يبقى على مر الزمن )
ومن لطائف الاستدلال في ذلك ما استدل به ابو الفضل الرازي حين فال: ( ومنها أن الله عزوجل لم ينزله جملة كغيره من الكتب , بل نجوما متفرقة مرتلة ما بين الآية والآيتين والآيات والسورة والقصة , في مدة زادت على عشرين سنة ,إلا ليتلقوه حفظا , ويستوي في تلقفه في هذه الصورة الكليل والفطن, والبليد والذكي, والفارغ والمشغول ,والأمي وغير الأمي, فيكون لمن بعدهم فيهم أسوة في نقل كتاب الله حفظا ولفظا , قرنا بعد قرن وخلفا بعد سلف ) .
2- حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة:
صرح بعض أهل العلم ان حفظ القرآن الكريم واجب على الأمة فإن قام بذلك قوم سقط الإثم عن الباقين .قال بدر الدين الزركشي : قال أصحابنا تعلم القرآن فرض كفاية , وكذلك حفظه.
3- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم:
لقد جعل الله تبارك وتعالى للأمة في محمد صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) وحفظ كتاب الله وتلاوته فيه من التأسي به صلى الله عليه وسلم إذ كان صلى الله عليه وسلم يحفظه ويديم تلاوته ومعارضة جبريل به.
4- حملة القرآن هم أهل الله وخاصته :
إن من تمام إكرام الله تبارك وتعالى لحملة كتابه أن جعلهم من أهله وخاصته ,وهووصف وشرف يهون دونه أي شرف يسعى إليه الناس في الدنيا , إذ يصبح العبد الفقير الضعيف من أهل الله وخاصته وأهله وخاصته هم أولى الخلق بالرحمة والعفو والمحبة والزلفى منه تبارك وتعالى . فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن لله أهلين من الناس , قالوا : يارسول الله من هم ؟ قال: ( هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ). رواه ابن ماجه والنسائي وصححه الالباني.
5- تكريم حامل القرآن من إجلال الله :
إكرام حافظ القرآن الكريم من إجلا ل الله سبحانه , فعن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إن من إجلال الله إكرام ذي الشببة المسلم, وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه , وإكرام ذي السلطان المقسط ) وهذا دليل على علو منزلته وعظم شأنه . رواه ابو داود وحسنه الالباني.
6- حافظ القرآن أولى أن يغبط :
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لاحسد إلا على اثنتين : رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل , ورجل اعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار). رواه البخاري ومسلم .
7- حفظه وتعلمه خير من متاع الدنيا :
حين يفرح الناس بالدينار والدرهم , ويحوزونها إلى رحالهم فإن حافظ القرآن وقارئه يظفر بخير من ذلك وأبقى .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان ؟ قلنا : نعم, فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان ). رواه مسلم .
8- حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة :
من يقدم للصلاة لأن يؤم الناس فيها؟ إنه حامل القرآن فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم , وأحقهم بالامامة أقرؤهم ). رواه مسلم .
9- حافظ القرآن يقدم في قبره:
وكما أعلى الله شان حامله في الدنيا فقد أعلى شانه في الآخرة , فهو أولى الناس بالتقديم حتى بعد موته , فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : (أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ ) فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد , وقال : ( أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ), وأمر بدفنهم في دمائهم , ولم يغسلوا ولم يصل عليهم . رواه البخاري .
10- شفاعة القرآن لحامله :
عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (القرآن شافع مشفع , وماحل مصدق , من جعله أمامه قاده إلى الجنة , ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار). رواه ابن حبان والبيهقي وصححه الالباني.
11- حفظ القرآن سبب للنجاة من النار:
إن من أهم مايسعى إليه المسلم في هذه الحياة أن ينجيه الله من النار , وقد كتب الله تبارك وتعالى لمن حفظ القرآن ألا تحرقه النار , فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار ). رواه البيهقي والطبراني واحمد وحسنه الالباني .
وقد فسره بعض أهل العلم بأن المقصود بذلك حافظ القرآن إن ألقي فيها بسبب ذنوبه لم تحرقه النار.
12- رفعة الدرجات في الجنة :
حين يدخل المؤمنون الجنة فإن حافظ القرآن يعلو غيره بدرجاته لتعلو منزلته وترتفع درجته في الآخرة كما ارتفعت في الدنيا , فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( يقال لصاحب القرآن اقرا وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا , فان منزلتك عند أخر آية تقرأ بها ) . رواه ابوداود والترمذي والنسائي واحمد وصححه الالباني .
13- حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة:
فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل الذي يقرا القرآن وهوحافظ له مع السفرة الكرام البررة , ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران ). رواه البخاري .
14- حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله :
حافظ القرآن هو الذي يقدر ان يقرأ في كل حال , فهو يقرا ماشيا , ويقرأ حين يقود السيارة في السفر او في الحضر ويقرا حين ينتظر احدا , يقرأ مضطجعا وقاعدا وقائما, أما غيره فلا يقرأ إلا حين يتهيأ ويتطهر , ويمسك مصحفه , وله أسوة بنبيه صلى الله عليه وسلم إذ دخل مكة وهو على دابته يقرأ القرآن