alaa eddine عضو متّألق
الإسم الحقيقي : ALAA EDDINE KENNOU البلد : MAROC
عدد المساهمات : 9594 التنقيط : 74813 العمر : 28 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 الجنس :
| موضوع: زمن البحث عن الدعوة والدعاة الأربعاء 28 ديسمبر 2011, 22:43 | |
| زمن البحث عن الدعوة والدعاة
الدعوة إلى الله تعالى امتداد للنبوّة، والدعاة ورثة الأنبياء، فهم نفرٌ من الخطباء والوعّاظ والمفكرين والكتّاب والنشطاء يتولّون أمور الدين فيعلّمون مَن جهل ويذكّرون مَن نسي ويدعون المدبر ويثبّتون التائب، يبلّغون آيات الله ويفقّهون الناس بأحاديث الرسول _صلّى الله عليه وسلّم_، سلاحهم الحجّة العقليّة وترقيق القلوب ولفت الأنظار إلى الآيات الربانية في الكون والأنفس، بجهودهم بقي الإسلام غضّاً طريّاً سالما معافَى، قد يخسر أتباعُه معركة عسكريّةً هنا لكنّهم يكسبون _بفضل الدعوة والدعاة_ قلوباً وعقولاً ويفتحون قرىً ومدناً وأقطاراً هنا وهناك، هؤلاء هم الّذين حقّقوا معجزة تحوّل التتار الهمج المتوحّشين إلى الإسلام بعد أن تغلّبوا على أهله وخرّبوا بلدانه وقتلوا خليفة المسلمين... أجل ،هزم التتار المسلمين بالسيف لكنّ المسلمين احتووهم بالدعوة، كما أنّ كثيراً من أصقاع الدنيا لم تفتحها الجيوش الإسلامية وإنّما فتحها الدعاة الذين كان يحدوهم حديث " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم "، وها هي أوروبا وأمريكا تشهدان في الأزمنة الأخيرة موجات ملحوظة من الإقبال على الإسلام كان محرّكوها رجالا ونساءً من الربانيين والربانيات يخاطبون الأذهان بالحجّة الواضحة القوية ويحرّكون القلوب بلمسة الفطرة السليمة ويردّون على الشبهات بالأدلّة المناسبة فيحبّبون هذا الدين للناس ويبغّضون لهم الكفر والفسوق والعصيان، وكان يمكن للعمل الدعوي أن يكتسح الدنيا وينشر نور الله لولا المثبّطات التي تضخّمت منذ نحو عشرين عاماً فأصبحت كوابح تعرقل النشاط الدعوي وتكاد تلغيه في بعض الأحيان ،حتى غدونا نعيش في زمن البحث عن الدعوة والدعاة ليستمرّ صمود الإسلام وتمتدّ حركة البعث الإسلامي في الزمان والمكان.
ولئن كانت المثبّطات كثيرة فإنّ أخطرَها يتمثّل في خيار العمل المسلّح بدل العمل الدعوي من جهة ،والمبالغة في العمل السياسي من جهة ثانية، ولا يمكن لمنصف أن ينكر أنّ الخيارين أصبحا من القواصم المهلكة في ساحة النشاط الإسلامي، أمّا ما عمدت إليه بعض الفصائل المنتسبة للإسلام من حمل للسلاح في وجه المجتمع المحلي والدولي معاً فهو نقيض العمل الدعوي بداهة لأنّ الدعوة هي _ ابتداء _ طيبة قلب ورفق في الخطاب والمعاملة، قال تعالى: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك" سورة آل عمران 159، وقال: "ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن"سورة النحل 125 ، فيخرج من مجال الدعوة تكفير المسلمين وشهر السلاح في وجوههم، وقد انخرط في هذه الفصائل شباب كان يمكن أن يكونوا من الدعاة الهداة لكنّهم اختاروا أن يكونوا قضاة يُصدرون الأحكام وجنودا ينفّذونها بغير سلطان من الله مبين، فخسرتهم الدعوة مرّتين: مرّة عندما برحوا ثغورا يؤتى منها الإسلام، وثانية حين انقلبوا إلى معول يهدم المجتمع بفتاوى التكفير وسفك الدماء بمجرّد الشبهة.
إنّ ترك الساحة الإسلامية والعالمية بلا دعوة تفريطٌ كبير في حقّ الإسلام وحقّ واحد من أكبر من فروض الكفاية، فكيف إذا كان ذلك في زمن تكالب العلمانية على الإسلام وهي تجلب عليه بخيلها ورَجلها، بوسائل الإعلام والإغراء والإنترنت، تثير الشبهات وتزيّن الشهوات، وتستهدف الصغار والكبار، وتقصف العقائد والشرائع والشعائر والأخلاق... والمسلمون حيارى ينتظرون من يشد أزرهم ويقوّي عزائمهم ويثبّتهم ويحرّرهم وينصر دينهم.
لقد آن أوان العودة إلى الحلقات المسجدية لتعليم الناس دين الله من مصادره غير المكدّرة لينعموا بالمجالس الّتي تحفّها الملائكة وتغشاها الرحمة، وإنّي أعيش في بلد لم يعد فيه تضييق على النشاط المسجدي لكن الدعاة تواروا أو استقالوا وتركوا بيوت الله للفراغ أو لأدعياء ضررُهم أكبر من نفعهم.
وآن أوان إقامة المحاضرات والندوات الكبرى لتأصيل الانتماء ونشر الوعي ومواجهة رياح التغريب وعدم ترك الساحة لأصحاب الخطاب الإسلامي المبدّل الّذين يبيعون دينهم بدنياهم فلم تَعُد لهم مصداقية عند الجماهير المتعطّشة للخطاب المنزّل الّذي ينير العقول ويرقّق القلوب وينشّط المؤمنين ويَقيهم أنواع الزيغ والتعثّر.
وآن أوان إحياء سنّة المخيّمات الشبابية والملتقيات الإيمانية لتوطيد أواصر الأخوّة وإرساء قواعد الوحدة وتحريك معاني الإيثار والمحبّة والصدق والتراحم والتعاون ليكون ذلك سنداً قويّا لمواجهة التحديات الضخمة وإكراهات الواقع المنحرف.
وآن أوان رجوع الفتاة المسلمة إلى سلك الالتزام والدعوة، فكم خسرت منذ خمدت جذوة الدعوة وغاب الدعاة، حتّى أنّها تخلّت نهائيا _ أو تكاد _ عن اللباس الشرعي لتتبرّج تبرج الجاهلية الأولى وهي تضع على رأسها غطاءً هو أقرب إلى شاهد زور !!!
هذا فضلاً عن غيابها عن ساحات العمل الإسلامي والدعوة والمرابطة على ثغور الإسلام، ليتخطّفها دعاة الموضة والمساحيق والميوعة بعد أن كانت إبّان الصحوة المباركة علامة على القوة والفضيلة والالتزام.
وآن أوان الرجوع إلى عهد المأثورات والأوراد اليومية والقراءات الواعية والكتابات الملتزمة ومزاحمة العلماء بالرُّكب في حلقات التلاوة والتحصيل العلمي وتزكية الأنفس، بعد أن طال بنا أمد التيه والتخبّط وكأنّما نحن المخاطبون بقول الله تعالى: "ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون" سورة الحديد 16 | |
|
عبدالله ناجح عضو متّألق
الإسم الحقيقي : ABDALLAH NAJIH البلد : ROYAUME DU MAROC
عدد المساهمات : 12530 التنقيط : 79398 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 16/09/2010 الجنس :
| موضوع: رد: زمن البحث عن الدعوة والدعاة الإثنين 02 يناير 2012, 10:41 | |
| | |
|