بالنسـبة لاسـم الفاعل والمفعـول ، هذا الموضوع في النحـو من أسـهل المواضيع ، المهم أولاً أن تكون لديك القـدرة للتعرُّف عليهما ، وإذا اسـتطعتَ أن تقتنصهما في الجملة ، فيصبح عملُهما واضحـًا .
وأرَى أن أكتفـي هذه المـرَّة بالفعل الثلاثـي
فإذا قلنا :
سَـرَقَ اللِّصُّ المَتـاع . فاللّصُّ سَارِقٌ .
غَرَسَ البُسـتْانيُّ الشَّجر. فالبستانيُّ غارِسٌ .
صَدَقَ الطالبُ . فالطالبُ صادِقٌ .
ونقول :
سَمِعَ فهو سَامعٌ ، كَتَبَ فهو كاتبٌ ، قَدِمَ فهو قادِمٌ .
نَجَحَ فهو ناجِحٌ ، جَلَسَ فهو جالِسٌ
انظر إلى الأفعال في الأمثلة السابقة وهي ( سَرَقَ , غَرَس ، صَدَقَ , سَمِعَ , كَتَبَ , قَدِمَ , جَلَسَ , نَجَحَ ) تجدها أفعالاً ثلاثيـة .
تأمل في الأمثلة السابقة الكلمات : سَارِقٌ , غارِسٌ , صادِقٌ , سامِعٌ , كاتِبٌ , قادِمٌ , ناجِحٌ , جالِسٌ .
تجد كلاَ منها يدل على عامل الفعل أو فاعل الفعل .
فصادق يدل على فاعل الصدق .
وكاتب يدل على فاعل الكتابة .
وسارق يدل على فاعل السرقة .... وهكذا .
وتُسمى كل كلمة من هذه الكلمات اسم فاعل .
وإذا تأملت اسم الفاعل المأخوذ من الثلاثي وجدته على صورة " فاعل " في عدد الحروف والشكل .
وإذا كان الفعل ناقصًا ( آخره حرف علة ) فإن اسم الفاعل يحذف منه الياء الأخيرة في حالتي الرفع والجر ، وتبقى في حالة النصب .
نقول : رعَى : راعٍ ، رضيَ : راضٍ ، مشى : ماشٍ ، وعى : واعٍ .
أما في النصب فنقول : شاهدت راعيـًا .
وبهـذا تسـتطيع الآن أن تعرف كيف يُصـاغ اسـم الفاعل من الفعل الثلاثي .
فهو يُشـتق من الأَفعال الثلاثية على وزن فاعل مثل : ناصر، عالم ، قائل ، بائع ، واعد ، رامٍ ، قاض ، سـاعٍ ، ماشٍ ، واشٍ ، وهكذا .
فإذا انتهينا من هذه المرحلة ، وصار أمرُ اكتشـافه سَـهلاً ، نسـتطيع أن نتعلَّم عملَه ، ومـدَى تأثـيره في الجملة .
يقولون : يعمل اسـم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم .
فالجملة : " أَيـزورُ أَخـوك رفيقَـه " ، الفعل المضارع "يزور " ، والماضي منه " زار ، فاسم الفاعل : زائـر ، أليس كذلك ؟
فنقول " أَزائـرٌ أخوك رفيقَـه "
ونقول : " هل زيـدٌ قـادمٌ أخـوه ؟ " ، اسم الفعل : قادم
ونقول " الحافِظُ درسَـهُ مسـرورٌ " ، اسم الفاعل : حافظ
فتجد في الأمثلة السـابقة أنَّ اسمَ الفاعل : " زائـر ، قادم " كان منوَّنـًا ، وأما " الحافظ " فهو مُعـرَّف بـ"أل" ، فإذا رأيته منوَّنـًا أو معـرَّفـًا بـ"أل" ، فاعلم أنَّ له عملاً في الجملة إذا كان فعله متعـدِّيـًا .
يقولون : إنَّ اسـمَ الفاعل لا يضاف إلى فاعله ألبتَّـة ، ويعمـل في حالين
:
1- إِذا تحلَّـى بـ"أل" عمل دون شرط : نحو : " مررتُ بالزائـرِ صديقَـهُ " .
فكلمة " صديقَ " مفعول به لاسم الفاعل " زائر " ، فكأنَّك قلتَ : " مررتُ بالذي يزورُ صديقَه " ، أليست " صديقَ " مفعولاً به للفعل " يزور " ؟ ، وهي كذلك لاسم الفاعل " زائر " .
2- إِذا خلا من "أ ل " ، فلا بـدَّ لعمله من شـرطين :
- أَن يكون للحال أَو للاسـتقبال . نحو : " هذا ضاربٌ زيـدًا غـدًا " .
- أَن يسـبق بنفي أو اسـتفهام ، نحو : " ما ناصـرٌ زيـدٌ أخـاه " ، تقدير الجملة : " ما ينصرُ زيدٌ أخاه " فكلمة " أخاه " مفعول به لاسم الفاعل : " ناصر " ,
" هل ذاهبٌ أَنت معي " . التقدير : هل تذهبُ معي ؟ " فالفاعل " أنت " ، وكذلك " أنتَ " في مثالنا ضمير منفصل في محل فاعل لاسم الفاعل " ذاهب " .
- أو اسم يكون اسم الفاعل خبرًا له ، نحو قوله تعالى : (( إنَّ اللهَ بالـغٌ أمـرَهُ )) في قراءةِ مَن نـوَّن ، فكيف تُعرب " أمرَه " ، قل : هي مفعول به لاسم الفاعل " بالغ " ، لأن تقدير الكلام : " يبلغُ أمرَه " .
ونحو " أخوك قارئٌ درسَـه " .
- أَو صفة ، نحو : " مررت برجـلٍ حـازمٍ أَمتعتَـه " ، وقد يحذف الموصوف إِذا عُلـم تقول : " مررت بحـازمٍ أَمتعتَه " . اسم الفاعل : حازم من الفعل " حَـزمَ " ، وكلمة " أمتعتَـه " مفعول به لاسم الفاعل ، فكأنك قلتَ : " مررتُ بمَن يحزمُ أمتعتَـه " ، فكلمة " أمتعتَـهُ " مفعول به لاسم الفاعل : حازم .
- أَو حالاً ، نحو " رأَيت أَخـاك رافعـًا يـدَه " ، اسم الفاعل " رافعًا " ، يدَه : مفعول به ، فكأنك قلتَ : رأيتُ أخاك يرفعُ يدَه " ، فكلمة " يده " مفعول به لاسم الفاعل : " رافعًا " .
وأخـيرًا قد يضاف اسم الفاعل إلى مفعوله بالمعنى نحو : " أَأَخـوك زائـرُ رفيقِـهِ ؟ " ، فكلمة " رفيقِ " مضاف إليه لفظـًا وهو المفعول به معنى .