بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات :
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً (2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3) هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (7) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (10) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (11) بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً (12) وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (14) سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً (15) قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً (17) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً (20) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (21) وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (23)وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (24) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (26) لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (28) مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29)
التمهيد :
أ- هي سورة مدنية نزلت في السنة السادسة من الهجرة في الطريق عند انصراف المسلمين من الحديبية.
ب- في السورة الكريمة بيان لصلح الحديبية الذي تم بين رسول الله والمشركين وقد اشتمل ذلك الصلح على خير عميم المسلمين لما اعقبه من فتح عظيم.
جـ- وقد جاء في السورة ايضا ذكر بيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ على الجهاد في سبيل الله حتى الموت.
د- كذلك جاء في السورة ذكر المتخلفين عن الخروج مع رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من الاعراب الذين في قلوبهم مرض ، وقد كشف الله سرائرهم وسوء ظنهم.
هـ- وكذلك اشتملت السورة على ذكر الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بشرى للمسلمين بدخول المسجد الحرام آمنين مطمئنين ، وقد حقق الله لهم ذلك بعد صلح الحديبية.
و- وقد ختم الله السورة بالثناء على رسوله والمؤمنين ، وقد وعدهم الله من فضله مغفرة وأجرا عظيما.
سبب نزول سورة الفتح :
نزلت سورة الفتح بعد صلح الحديبية في ذي العقدة السنة السادسة من الهجرة ، وكان نزولها بشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح مكة الي تم سنة 8 للهجرة وقد غمرت قلبه الفرحة والاستبشار بهذا الرضا الغامر والتاييد الظافر والفتح المبين لذلك عد كثيير من الصحابة صلح الحديبية هو فتح.
فقد روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :" تعدون انتم فتح مكة ، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية".
وقد روى الامام احمد بمسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" نزل علي البارحة سورة هي احب الي من الدنيا وما فيها : انا فتحنا لك فتحا مبينا . ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر".
كيف كان صلح الحديبية فتحا مبينا ؟
يقول الشعبي : نزلت "انا فتحنا لك فتحا مبينا" في وقت الحديبية اصاب فيها رسول مالم يصب في غيرها ، بويع بيعة الرضوان واطعموا نخل خيبر ، وظهرت الروم على فارس تصديقا لخبره ، وبلغ الهدي محله وقذف الله الرعب في قلوب المشركين بعد ان علموا ببيعة المسلمين تحت الشجرة على الموت فكانوا اول من صالحه معتذرين عما بدر من سفائهم ثم ارتضوا ان يعود المسلمين العام القادم ويدخلون المسجد الحرام آمنين معتمرين ، وقد امن المسلمون على انفسهم في ظل هذا الصلح ، وخلي بينهم وبين الناس ، يبلغونهم دعوة الله ، فدخل الناس افواجا في دين الله . وكانت بيعة الرضوان وحدها ربحا عظيما ، كشف عن عمق الايمان ، وتقديم النفوس عن طواعية فداء لله ورسوله ، كما كان هذا الصلح تمهيدا طبيعيا لفتح مكة بسبب نقض قريش للعهد ، وقد جعل الصلح المسلمين اندادا لقريش فقد اعترفوا بقوة الرسول واتباعه ، بع\ ان كانو لا يقرون بذلك . خلص الله المسلمين من بقايا الاخطبوط اليهودي فطهر الرسول ارض خيبر ، وعادت المسلمين بغنائم كبيرة .
فضل الله على رسوله :
من حق الرسول صلى الله عليه وسلم ان يفرح بتلك السورة فرحا عظيما ، جسد احساسه بفضل الله عليه وعلى المؤمنين ، ورآها هدية من ربه هي أحب اليه من الدنيا وما فيها ، فلد اكر الله رسوله ، وزاده شرفا وتعظيما ، حين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر .
وحاشا لمحمد ان يكون من المذنبين ، وهو القائل عن نفسه ، "اما والله اني لاخشاكم لله واتفاقكم له" بل انه اعظم خلق الله طاعة ، واكملهم خشية ، وانما اراد ان يزيده تكريما ورفعة ، ويخصه بمالم يخص به احدا من رسله وخلقه . وقد يكون المراد ان يغفر له جميع ما وقع منه او سيقع مما ليس بذنب ، وانما من باب ترك الاولى ، ، كقبوله الفداء من اسرى بدر . كما بشره بأنه سيتم عليه النعمة في الدنيا بالفتح والنصر وانشار الاسلام ، ويهديه ويرشده الى الطريق المستقيم ، والشرع العظيم الذي يصلح امر البلاد والعباد ، ويؤدي في الآخرة الى اعلى منازل الجنان ، ومما وعده به كذلك ان ينصره ذلك النصر القوي المنيع على اعدائه بحيث يحقق له به عز الدنيا والآخرة .
فضل الله على المؤمنين :
ولقد من الله على المؤمنين بان ملأ فلوبهم طمانينة وثباتا ، وراحة واستقرارا ، في جو كانت ظروفه تثير الاعصاب ، وتدعو الى القلق الشديد ، والضيق بعنت قريش وتقلبها ، ومفاجاتهم وقد جاءوا معتمرين غير مسلحين بموقع البيعة على الموت ، ثم احماد هذه الحماسة العارمة بقبول الشروط الجائرة التي تفرضها قريش . كل هذه الاحداث كانت تتفاعل عنيفة النفوس.
_________________
Bo3WaaS
صاحب فعال
عدد الرسائل: 101
العمر: 20
المكان: الكويت
تاريخ التسجيل: 29/05/2007
رد: تفسير سورة الفتح
من طرف Bo3WaaS في 01.04.08 17:13
معاني الكلمات :
الكلمة معناها
فَتْحاً مُّبِيناً فتحا بينا ظاهرا
مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ جميع ما فرط منك او يفرط مما هو في خلاف الاولى
وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ يكمل نعمته عليك باعزاز الدين ، والنصر المبين والفتح
وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً يرشدك الى الطريق القويم ويثبتك عليه
نَصْراً عَزِيزاً منعا قويا عزيزا فيه عزة ومنعة
السَّكِينَةَ الطمأنينة والثبات والراحة اولاستقرار
لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ ليزادودا يقينا وثقة بالله ، وثباتا على الحق
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ الظانين بالله اسوا الظنون باعتقادهم ان الله سيتخلى عن رسوله والمؤمنون ولن ينصرهم
عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ دعاء عليهم بالهلاك الدمار الذي يتوقعونه للمؤمنين
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ سخط عليهم ، وطردهم من رحمته
وَسَاءتْ مَصِيراً قبحت مرجعا ومالا ومنقلبا
شَاهِداً تشهد على امتك بانك بلغتهم رسالة الله وبينتها لهم خير بيان
وَتُعَزِّرُوهُ تقووه وتنصروه بنصرة دينه وشرعه
وَتُوَقِّرُوهُ وتعظموه وتحسوا جلال ربوبيته
وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وتنزهوا ربكم عما لا يليق بجماله وجلاله صباحا ومساء
يُبَايِعُونَكَ يعاهدونك
نَّكَثَ نقض العهد
يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ يعود وبال النض والخيانة عليه
وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ من وفى بالتزامه واستمسك بعهده مع الله
الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ المتخلفون عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية من الاعراب المقيمين حول المدينة من اهل البوادي
شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا شغلتنا اموالنا واولادنا عن الخروج معك لانه في غيابنا لا يوجد من يرعاهما
فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً من يمنعكم من قضاء الله وإرادته؟
لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ لن يرجعوا الى المدينة من رحلة الحديبية
وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ زين الشيطان لكم هذا الظن السيئ وحسنه حتى تمنته قلوبكم
يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ يريدون تغيير ما وعد الله به اهل الحديبية من اختصاصهم بغنائم خيبر
بَلْ تَحْسُدُونَنَا انكم تمنعوننا من اتباعكم حسدا منكم ، حتى لا نشارككم في الغنيمة
قوما بورا قوما هلكى مستحقين لعقاب الله
أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ أصحاب قوة
كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ كما تخلفتم عام الحديبية
لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ
ليس على الاعمى اثم في ترك الخروج للجهاد
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بيعة الرضوان كانت تحت شجرة سمرة في ارض الحديبية
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ من الاخلاص والصدق والوفاء
السَّكِينَةَ الطمأنينة والثبات
وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً جازاهم بفتح خيبر
وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً مغانم خيبر
وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ وعدكم الله الغنائم الكثيرة الى يوم القيامة
فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ صلح الحديبية او مغانم خيبر
وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ صرف ايدي الناس عنكم في الحديبية كما صرف يهود اهل خيبر وغنائمهم
وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ لتكون نتيجة الحديبية
وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا ومغانم اخرى وفتوحات ، لا تقدرون عليها بفتوحاتكم
قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ضمنها لكم بقدرته
لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ لفروا عند اللقاء
سُنَّةَ اللَّهِ طريقة الله وعادته في خلقه ان ينصر رسله واولياءه
خَلَتْ مِن قَبْلُ مضت في الامم السابقة
كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم منعهم من قتالكم ومنعكم من قتالهم
بِبَطْنِ مَكَّةَ بالحديبية القريبة من البلد الحرام
أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ أختموهم اسرى
هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا هم كفار قريش وهم الكفار حقا
وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ومنعوكم من دخول المسجد الحرام معتمرين مع انكم اهله واحق به
وَالْهَدْيَ ومنعوا الهدي الذي يهدى للبيت الحرام لاطعام فقراء الحرم
مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ محبوسا عن بلوغ مكانه الذي يذبح فيه
لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ لا تعرفونهم باشخاصهم
أَن تَطَؤُوهُمْ خشية ان تقتلوهم دون معرفة بانهم مؤمنون
فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ فينالكم باثمهم قتل وعيب وديات دون قصد منكم
لَوْ تَزَيَّلُوا لو تميزوا من الكفار الذين يخالطونهم
الْحَمِيَّةَ الانفة الكاذبة والكبرياء الباطل
سَكِينَتَهُ الطمأنينة والراحة والهدوء
وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وثبتهم على التقوى وهي كلمة التوحيد
وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وكانو احق بكلمة التوحيد واهلها المستحقين لها
بِالْحَقِّ بالصدق ، فهي رؤيا صادقة
مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ منكم المزيلون لجميع شعر الراس ، ومنكم من يقصر شعره ، فيقص بعضه ويترك بعضه
فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فعلم سبحانه وتعالى ما يكمن في هذا الصلح من خير انتم لا تعلمونه
فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً عجل لكم قبل فتح مكة بفتح آخر هو صلح الحديبية او فتح خيبر
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ بالهداية الكاملة الشاملة وبدين الاسلام دين الحق والتوحيد
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ليعليه فوق كل الاديان السابقة
وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً كفى بالله شاهدا على ان محمد رسول الله ، وان دينه اعظم الاديان
تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً تراهم راكعين ساجدين من كثرة العبادة والصلاة
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً يطلبون بعبادتهم رحمة الله ورضوانه وجنته
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم علامات التقوى تظهر في وجوههم نورا وخشوعا ووقارا
مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وصفهم في التوراة
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ اخرج فروعه فقوي واشتد
فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فقواه حتى صار غليظا
فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ فاستقام على اصوله وسيقانه