هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالرئيسية
المواضيع الأخيرة
» INFORMATIONS SUR LES MALADIES : SYMPTÔMES, DIAGNOSTIC, TRAITEMENTS, PRÉVENTION
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالأحد 13 يونيو 2021, 15:01 من طرف abdelhalim berri

»  Il était une fois un vieux couple heureux de M. Khair-Eddine
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالسبت 10 أبريل 2021, 14:22 من طرف abdelhalim berri

» أحلى صفات المرأة والتي تجعل الرجل يحبها بجنون
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالخميس 17 أكتوبر 2019, 17:59 من طرف abdelhalim berri

» بحث حول العولمـــــــــــــــة
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالأربعاء 10 يوليو 2019, 00:22 من طرف abdelhalim berri

» L'intégration des connaissances en littérature Française
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالأربعاء 10 يوليو 2019, 00:17 من طرف abdelhalim berri

» Dr Patrick Aïdan : Chirurgie robotique thyroidienne par voie axillaire
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالأربعاء 10 يوليو 2019, 00:15 من طرف abdelhalim berri

» كيف نشأت الفلسفة
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالثلاثاء 09 أبريل 2019, 23:53 من طرف abdelhalim berri

» زجل :الربيع.
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالجمعة 21 ديسمبر 2018, 14:05 من طرف abdelhalim berri

» le bourgeois gentilhomme de Molière
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالجمعة 21 ديسمبر 2018, 14:02 من طرف abdelhalim berri

» مساعدة
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالإثنين 09 يوليو 2018, 01:12 من طرف abdelhalim berri

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 8836 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو سعد فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 87005 مساهمة في هذا المنتدى في 16930 موضوع
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
روابط مهمة
Maroc mon amour

خدمات المنتدى
تحميل الصور و الملفات

 

 تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
chaimae zhar
المراقبة العامة
المراقبة العامة
chaimae zhar


الإسم الحقيقي : chaimae zhar
البلد : Maroc

عدد المساهمات : 118
التنقيط : 48626
العمر : 24
تاريخ التسجيل : 24/09/2011
الجنس : انثى

تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي Empty
مُساهمةموضوع: تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي   تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالثلاثاء 01 أبريل 2014, 12:54

#9 دراسة قصيدة للشاعر عبدالمعطي حجازي
عبدالله يوسف أرسلت بتاريخ: 2007/11/21 13:45
رومانسية و ثورة في قصيدة - د.فايز الداية 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدّم الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي قصيدة (الرحلة إلى الريف) سنة 1962 وتضمنها الديوان الثاني: «أوراس» في أعماله الكاملة، وقد تبدو عودتنا إليها اقتطاعا من نصيب الشعراء الذين تتوالى دواوينهم اليوم، وهم أصحاب الحقّ في صفحات النقد وأحاديث النقاد! ولكن المفارقات التي تتصاعد مع قراءة هذه القصيدة تجعلنا نخوض في قراءتها الجديدة لتغدو مرآة قد تمنح ألوانا لتشكيلات معاصرة، و هنا نطرح التساؤلات أكثر من إطلاق أحكام القيمة التي أرى أن القرّاء أجدر باتخاذ مواقفهم أمامها، فلا ينبغي أن يكتفوا بمشاهدة أو متابعة عن بعد، فهم بعض من هذا التقابل أو الجدل . 

كانت قصيدة (الرحلة إلى الريف) جزءا من الديوان الشعري العربي الحداثي أو الثوري الذي حمل أسماء متعددة نفضل منها: (شعر التفعيلة) وأراد روّاده ومن سار على نهجهم كسر الرتابة الموسيقية وتغيير بنية القصيدة وتحريك مكوناتها وأساليبها. 

وبنظرة مفاجئة نجد أنفسنا على مبعدة خمسين عاما أو تكاد، فهل تحول هذا الشعر إلى تراث معاصر! وتندفع في هذه القصيدة مفارقة أخرى هي الرؤية الرومانسية الطاغية عليها وتعامدها مع البناء الموسيقي الشعري المعبّر عن رغبات ثورية تخطو بحسم نحو التغيير في وجوه الحياة وقيمها لافي شكل فنيّ فحسب. 

رومانسيّة حالمة أم محايدة؟!

كانت الدائرة الدلالية للرحلة وأدواتها المعاصرة كالقطار والمطار من معالم الشعر الحديث ولعلها رجع صدى أو ردّ على رحلة القدماء في أشعارهم وهواجسهم المصاحبة لها، وعندما نقلّب أوراق حجازي نجده يتفاعل ويشارك في هذه الحركة بين الأمكنة والأزمنة كما رأيناها عند نازك الملائكة في وقت مبكّر في ديوانها (شظايا ورماد) 1949 وقصيدتها المركزية: مرّ القطار، وكذلك خليل حاوي منذ الخمسينات مع المطولتين: وجوه السندباد والسندباد في رحلته الثامنة، وأما الدائرة الدلالية الأخرى فهي: العودة إلى الريف وإبراز التقابل الحادّ بين المدينة المعاصرة المتجهمة والقاسية وأطياف الريف الحانية على نفوس أرهقها شقاء يضيق فضاؤه بين الجدران وأسلاك تحدّ الخطوة والبصر!! كما لدى السيّاب وعديد من أهل الحداثة الشعرية. 

ظلّت صور الترحال والمشاهد المتقابلة تعاود حجازي منذ قصيدة (إلى اللقاء) 1956 وحتّى قصيدة (قطار الجنوب) 1984وبينهما نقرأ: (الرحلة إلى الريف، ومسافر أبدا، والسفر، وبحّارة ماجلان، وسفر، والقيامة والطفل الضائع، والمراثي أو محطّات الزمن الآخر، والرحلة ابتدأت) وبتأمل مرجعيتها نجد الأصول الريفية للشاعر حجازي وتزدحم السكك الحديدية على طرقات مصر الحديثة. 

لقد قرأت عينا الشاعر خروج القطار من المحطة مغادرا المدينة قراءة الراوي حتّى برز حضوره مشاركا بين هؤلاءالمسافرين عبر ضمير التكلم الجمعي في المقطع الثاني، و أول ملامح الرومانسية هو إشاعة الحزن والأسى على الجميع الذين تركت الشوارع والأعمال والكتل الصمّاء ندوب التعب الظاهر وذاك الساكن في شبكة الأعصاب الواهنة، ولكن اللافت هو هذا القطار الذي بدا حاملا ما في نفوسهم وما هزّ أرواحهم وكأنما هو معادل موضوعي لهم، فخطواته متثاقلة بل إن الصوت المنبعث منه يصيبه مايصيبهم: 

«وصفّر القطار/ اثّاقلت أقدامه وسار/ ثمّ سار... ترنّح الضجيج في المدى/ ثمّ ارتمى سكينة»

إلا أن عبارة تنفلت لتعبّر عن ارتباط هذه الآلة بالمدينة، ذلك أن الطبيعة لاتتقبل القطار رغم التماهي الذي ظهر لنا مع الناس، فالشاعر يغلبه موقفه من الأجواء التي أرهقته في جوانب المدينة، فيقول: «وارتجفت أغصان/ وأجفلت أطيار». 

ومع اقتراب الرحلة من مشاهد الفردوس ـ الريف يتعالى صوت الأنا وهي تجد خلاصها بين الخضرة والأطيار والحرية، إنها ستنعم بالتلقائية بعيدا عن المظاهر المصطنعة الميّتة، بل إنها ستكون في صحبة الحقيقة كلها، ويتتابع اندفاع حجازي نحو المعالم الريفية بين الغيوم والحقول والصفصافة الدائمة النواح، وعندما يأتي على ذكر الناس يستخدم الدوال العامة: «يا لقمة الإنسان» أوالضمير بلا مرجع صريح سابق «عند المسيل يذكرون أن إبراهيم مات» ولدى الإضافة تظل فضفاضة " «ومن رفاق الضحك والبكاء إخوة الطفولة» ونجد أننا أمام مركزيّة واحدة هي ذات الشاعر وذكرياته الماضية التي تؤطرها أحاسيس المتعة الذهبية الماضية ولقد التقت الأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل في بؤرة واحدة زاهية يجللها الجمال المريح، ولا تضيف كلمات القصيدة الأخيرة تغييرا لهذا الإحساس المهيمن وما يدور في فلكه من النوايا والرؤى للتفاعل مع الأرض ومن يعملون فيها أومن يتقلبون بين أطراف شمسها وظلال تلوح:

«النفس واهنة/ لكنها تستيقظ الآن على عطر غريب /تستنشق الأيام منه، تذكر الأسماء/ تلتمس الدروب».

لقد استطاع أن يبني شرنقة رومانسية حول ذاته، ويستحضر مايحب من الصورالزاهية عن الريف المصري في تلك المرحلة التاريخية التي قيلت فيها القصيدة (الخمسينات والستينات من القرن العشرين) من غير أن نرى أيّة ملامح لهؤلاء الفلاحين وللحقول والأسواق والعرق المسكوب وما يعايشون من إرادات الإدارة وهيمنة لها واشتباك المحاصيل وسلسلة الوجوه والأيدي وعيش تحفّ به الأحلام البعيدة إن مصر شهدت مع ثورة 1952تحوّلا أساسيا من الإقطاع إلى الإصلاح الزراعي ومجموعة من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وترتب عليها نتائج مادية وثقافية وفنية، فهل كانت في مسار صحيح منتج يختلف حقا عمّا ساد في عهود الملكيّة أم أن التطبيق شابه ماعطّل صورا ظلت حلما لم تفتح أمامه السبل؟ ههنا تساؤلنا عن متابعة عين المبدع للواقع والمستقبل من زاوية رؤية بمقدار ما فيها من إبحار في شرايين الإحساس وخفق القلب تظل مسؤولة تجاه الأيام القادمة، ونحن بالتأكيد لانتطلب المباشرة والتسجيل الوثائقي للواقع في وجهيه الإيجابي والسلبي لكننا نلتمس إضاءات عبر المجاز والرموز لموقف لأن الشعر حياة أو هو الحياة وهي ليست بالإطار البرّاق فحسب، وعندما نقرأ مقطعا من القصيدة نتوهّم للحظة أبعادا فكرية محتملة في بعض الدوال لكننا سرعان ما نجدها لاتحمل أكثر من وحدات رومانسية مطلقة لاتمازج الأحداث أو البشر في تجربة عيش جديدة «الحرّاس» و«حرّ»:

«هنا المدى لايعرف الحرّاس/هنا أنا حرّ، هنا الطيور تستطيع أن تطير/ هنا النبات لايزال أخضر/ كيوم كان/ ولايزال يرضع السماء/ كيوم كان/ هنا الحقيقة التي لاتعرف التلوّن المقيت...».

ويتبادر سؤال هل كان الشاعر يحلّق في رومانسيته في بعض قصائده عن الريف وفي أخرى يسعى مع أهل الأرض ويكشف حياتهم الجديدة أو المتجددة في مسارها نحو المستقبل؟ إننا نجد في جولة مع الدواوين عملين يتضمنان إشارات إلى الريف وحديثا عن شقاء وألم في حياة هؤلاء: (لمن نغني وميلاد الكلمات1957) ولكن لاندري في أيّة معادلة أو علاقة ومن يقف في وجه سعادتهم، وكيف لهم أن يتجاوزوا هذه العقبات؟! لاشيء من الدوال يفصح أو يومىء! ولعل هذه النظرة الرومانسية والبعد عن ناس الريف في نسيج الواقع هي التي جعلت حجازي لايبلغ التفاصيل في الخطاب الشعري السياسي في قصيدتيه: (دفاع عن الكلمة1958 وأغنية لحزب سياسي 1965) .

تتعدد القراءات عندما نقف أمام نتاج الشعراء فثمة قراءة فنيّة مطلقة وأخرى تربط النصّ بزمن ومرحلة كان فيها، وهناك قراءة تجمع الأزمنة فيها رؤية وحركة تتفاعل مع ناسها وتترك آثارا باقية لأيام تحملها عقود تتوالى. ومع حجازي نرى قراءة في بعدها الرومانسي ودورانه حول مركزية الذات وما يتبدّى في أساليب التصوير والموسيقا ودلالات اللغة وقراءة أخرى تجمعها بالنتاج المتطور وآفاق الشاعر في المراحل التالية وقد يكون مفيدا أن نعود إلى مرحلة الخمسينات والستينات التي يتحاور معها في أبعادها المتعددة وداخلها نتاج شعراء مصر وحجازي واحد منهم.

الموسيقا الجديدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
يبدو الجانب الموسيقي في قصيدة (الرحيل إلى الريف) في حالة متوهّجة تحاول مواجهة نظام القصيدة القديمة والإيحائية، وتبرهن على جدوى حداثة تقوم على بنية متماسكة وليست كما يتهمها الخصوم مفككة ومتناثرة الأجزاء.

يربط حجازي أولا أطراف القصيدة بتفعيلة أساسية هي (مستفعلن) ثمّ تستحضر لازمة موسيقية تتكرر أربع مرّات، وكان يعود معها أثر نغم في ثلاثة أسطر بتفعيلاتها والرويّ المصاحب لها، وإن تكن اللازمة الأولى أقصر قليلا لأن تفاصيل القطار كانت واسعة في المقطع الأول:

«وأطلق القطار صيحة حزينه/ ترنح الضجيج في المدى/ ثمّ ارتمى سكينه»

والركن الثالث في التكوين الموسيقي هو التزام حرف رويّ تردد عدّة مرات مع القافية في المقاطع الثلاثة الأولى: «خطى خطى تتابعت خطى القطار/ تخترق النهار/ أمامنا لاسقف لاجدار/ أمامنا المدى/ مخضوضر في المغرب الشتويّ صافي الاخضرار» 

ثم يغيب في المقطع الرابع ويحلّ مكانه روي آخر في تردد له، وإذا تأملنا الموقف يبادرنا الدافع وهو أن الخطاب غدا حميميا بين الشاعر والأرض والطبيعة في صيغة الإنشاء ــ النداء: «أيتها الحقول يا نقيّة الألوان/ يا بيدر الطائر يا مرعى البهيم / يا لقمة الإنسان» 

وفي داخل هذا التكوين المتماسك في أجزائه وتوازنها في أركانها الهيكلية نجد حركة نشيطة لتنويعات ضمن التفعيلة الأساسية (مستفعلن، متفعلن مفتعلن) ولتفعيلة عاودت نهايات سطور عدّة وقوافيها هي (فعولن، فعول) وهكذا تحقق لهذا النهج الحداثي خطّان موسيقيّان الأول يعطي إيحاء الخطّ المتصل لسير القطار في التجربة، ومن ثمّ تأتي التنويعات الداخلية لتشكّل الخطّ الآخر، وكذلك أدّت اللازمة دلالة المحطّات التي يقف عندها هذا القطار المادي وذاك الذي يحرّك أحاسيس الشاعر وتأمّلاته بين مدينة غادرها وطبيعة أقبل عليها:«لكلّ شيء ههنا تاريخ/ كلّ مكان أسبل الجفن على زمان/ وههنا/ كلّ مكان يعرف الإنسان» وأضاف تكوين القافية إيحاء عبر صوت الموسيقا ذلك أن القوافي اقترن فيها حرف المدّ مع السكون وينطلق معهما النفس والنظر وتأمّل المسافر وتتوالى الاحتمالات والذكريات.

إن هذه القصيدة تعبّر عن جهد تواتر عند روّاد شعر التفعيلة في الحفاظ على موسيقا في إطار متبلور، لكن يسمح لتنويعات حرّة بداخله، و هذا التناغم بينهما هو ما يجعلنا نقول إنه حداثة غير منقطعة إذ التقطت النغمة (التفعيلة) من بحور الشعر وشكّلت لوحاتها المقروءة لدى من يحسّ بالتطور حوله وفي أحاسيسه.

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي Abdallah_QNA00834

رومانسيّة الصورة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد بدا لنا حجازي بعيدا عن الجموح الحداثي في تصويره، فهو لم يلجأ إلى الرموز والأساطير القديمة أوالأجنبية، و إنما ظلّ في مدى مرئي تتغير ملامحه مع تهدّج صدر حالم يعدو في الفضاء الممتد، و كانت الدوالّ تتشكّل في صور تستجيب لنزعته الرومانسية، فهو يرى كلّ ما يطالعه أويتشوّف إليه كائنا حيّا، فتفاعلت الكائنات الحيّة ومظاهر الطبيعة في تكوينات لايفصل بينها فاصل، فثمة قدر من التماهي اشتمل بين طيّاته الإنسان وهذه الأشياء وتلك المخلوقات تطير بأجنحتها أو تسرح في المراعي: «ارتجفت أغصان ـ هنا النبات... لايزال يرضع السماء ـ نسيمك الحامل قطعان الغيوم ـ وهذه الصفصافة الدائمة النواح» 

وتعالى التواصل بين الشاعر والطبيعة بخطاب النداء عندما بلغت الرحلة منتهاها إلى بوابة تخلّف وراءها هموم المدينة وتآكل الروح فيها: «أيتها الحقول يانقية الألوان... يا بيدر الطائر... يا لقمة الإنسان لو أنني نزلتك الآن فتحت لي الذراع...

ولعل انتقال الإحساس بالكون وكائناته إلى القطار تعبيرعن استيقاظ فيض في النفس وهي تتوق إلى الانعتاق فينعكس على الأشياء والآلة إضافة إلى تخيّل معركة يشدّ فيها الشاعر أدوات المدينة إلى صفّه إلى إنسانيته... «وصفّر القطار/ أثّاقلت أقدامه وسار... وأطلق صيحة حزينه»... 

وفي جوانب تصويرية أخرى نرى القصيدة حافلة بثقافة بلاغية لكنها تتشح بعين جديدة تدور في الدنيا وتحمل ألوانا منها وتجارب مشتركة مع الإنسان في أرجاء متعددة، فالصورة التشبيهية تنقل عوالم مختلفة إلى مشهد المتهالكين في قطار لايكاد يقوى على رتق التمزّق الذي أصاب «أرديتهم... ونفوسهم: كأنهم عجائز تهدّموا على جدار/ كأنهم مهاجرون تكدّسوا على سفينة/ كأنهم عساكر جرحى وقد عادوا من الميدان»...

وقد استخدم الشاعر قدرات الاستعارة على تداخل الدلالات وانزياح العوالم، فبدت مشاهد فيها تناظر لكنها في الحقيقة توحّد بين مايضمّه هذا المشهد رغم الاختلاف الظاهر، فاستعارة (الغزل) التي ربطت على نحو غريب بين بنائية النسيج وتدمير الدخان قامت من نحو آخر بترتيب يؤدي إلى دلالة بعيدة إنّه احتراق شامل، فالقطاروهو من المدينة يتساوى مع البشر في تبديد متتابع للأيام والطاقة والكيان: 

«الكلّ متعبون والدخان/ تغزله أنوفهم، تغزله مدخنة القطار» 

وهنا نذكر الاستعارتين اللتين جمعتا بعضا من القطار هو ضجيجه وعلامة بارزة من علاماته مع الإنسان تصيبه قسوة المدينة بالعناء وشقاء لاتخفى سماته مقرون بـ «مطحن الأعصاب» إنهما: (ترنّح وارتمى): «ترنّح في المدى/ ثم ارتمى سكينه». 

ثمة كنايات ريفية أقصد تراها عين الريفي الذي لم يألف أحوال المدينة إنها لاتزال غريبة ومستهجنة، وترتفع المفارقة الكنائية بين حالين مباشر وآخر يومئ إليه الخطاب:

«محطة في أسفل المدينة/ مسقوفة، تضاء في النهار...» إن هذا المكان الذي لايستطيع الإمساك بالضوء في رابعة النهار هو رمز للضعف والفقر إنها المدينة التي تظل الروح فيها عطشى لاتعرف كيف تغترف من ضياء ضائع أو لعله هارب منها! وهكذا تبدو هذه الكناية آخر علامة يراها الريفي المغادر مع أنين القطار.

«أين اصطناع الزرع في آنية النحاس ؟» تعاود هذه الصورة الكنائية ذاكرة الشاعر الريفي ببريق لايخفي الزيف في تلك اللعبة التي لايمكن أن تحمل أنفاس الطبيعة ذات الجذور والقادرة على احتواء أحبتها!! 

هناك قيم تعبيريّة للجمل التي تموّجت في اتجاهات أولها تحديد معالم في التجربة عبر التركيب الإسمي بمبتدأ ينهض ثمّ يتتابع خبره، والحيويّة المتدفقة في الجمل الفعلية ذلك أن الرحلة جمعت هذين الخطّين، فالشاعر يعود إلى نفسه يحدد ما يشغله ثمّ يراه في الواقع أوفي مشاهد متخيّلة، وكان المقطع الأوّل ركّز على عدة نقاط في جمله الإسمية: ونلمح مركزها: (محطة ـ مواكب ـ ساعة ـ لافتة ـ صبية) وعندما خرج الشاعر إلى الفضاء أحسّ بالحركة وتتابعت بهذا الجمل الفعلية في نهاية المقطع: (ارتجفت ـ أجفلت ـ تفرقت ـ امتدت ـ التقت ـ أطلق ـ ترنّح ـ ارتمى).

وجاء استعمال حجازي للجمل الإنشائية ملوّنا، فقد بدا الاستفهام في المقطع الثالث مطلقا، وكأنما هو لايريد جوابا لكنه في الحقيقة موجّه إلى المتلقي، فبهذا اقترنت دلالتان واحدة تبدي التعجّب والاستهجان والأخرى تشهدنا على ذلك الأمر الغريب: «أين ازدحام الناس/ أين اصطناع الزرع في آنية من النحاس؟»

لكن النداء في المقطع الرابع قدّم دلالة على بلوغ الغاية عندما يخاطب الحقل والطيور يبثها ودّه ويجد في صحبتها الخلاص: «أيتها الحقول،.. يا بيدر الطائر...».

إننا مع هذه الجولة في تراث شعري حديث! التقينا بعدد من الإشارات تجعلنا نقلّب المزيد من الأوراق قديمة وحديثة، فالحوار هو الذي يسطّر مقولات الغد في الفن والفكر ومدارج الحياة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khadija Maya
عضو متّألق
عضو متّألق
khadija Maya


الإسم الحقيقي : Khadija Maya
البلد : Maroc

عدد المساهمات : 307
التنقيط : 42574
العمر : 25
تاريخ التسجيل : 05/09/2013
الجنس : انثى

تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي   تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالثلاثاء 01 أبريل 2014, 13:42

تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 460072481
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hafsa 3/3
عضو متّألق
عضو متّألق
hafsa 3/3


الإسم الحقيقي : Hafsa IDBAKASS
البلد : MAROC

عدد المساهمات : 335
التنقيط : 41355
العمر : 25
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
الجنس : انثى

تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي   تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي I_icon_minitimeالثلاثاء 01 أبريل 2014, 15:34

تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 2407713364  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 2407713364  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 2407713364  تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي 2407713364
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تحليل قصيدة الرحلة الى الريف أحمد عبد المعطي حجازي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحليل نص ديكارتET تحليل نص لبرتراندر راس
» وْريدات الريف
»  تحليل نص مسرحي
» HD اطفال هذا الزمان بداية الرحلة | وثائقي
»  مادة الاجتماعيات:الجغرافيا : [التهيئة الحضرية والريفية [أزمة المدينة و الريف و أشكال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات المواد الدراسية :: اللغة العربية ARABE :: الثالثة اعدادي-
انتقل الى: