(د) الصفة المشبهة باسم الفاعل
الأمثلة:
1- {ولئن أَذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئاتُ عني إنه لفرحٌ فخور}. {سيعلمون غداً من الكذَّاب الأشر}. كلُّ أم فرحة بأولادها . {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}. الدجّال أعور العين . {قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسرُّ الناظرين}. {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا}. الدلو ملآي بالماء.
2- {وفديناه بذبح عظيم}. {ذق إنك أنت العزيز الكريم}. المؤمن سمح الخُلُق طلق المحيا – النيل عذب ماؤه – المسلم شجاع عند لقاء العدو – الكريم جَبَانُ الكلب – هذه امرأة صناع اليد – {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له}. خالد بن الوليد بطل الإسلام – العنب حلو المذاق – لا تكن صلبا فتكسر .
3- هذا الرجل طاهر القلب صافي السريرة موفور الذكاء .
4- {قالتا لا نستقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير}. – لا يقبل الله إلا الطيب من الصدقات – المؤمن عفيف اللسان.
5- العنب حلو مذاقه – العنب حلو المذاق – العنب حلو مذاقا – العنب حلو المذاق.
الإيضاح :
تأمل الكلمات التي تحتها خط في الأمثلة لسابقة، تجد كل واحدة منها صفة أخذت من فعل لازم، للدلالة على معنى ثابت بالموصوف ومثل هذه الكلمات يطلق عليها فى اللغة العربية اسم "الصفة المشبهة باسم الفاعل "، وسميت بذلك لأنها تشبه اسم الفاعل في دلالته على ذات وحدث؛ ولأنها تثنى وتجمع، وتذكر وتؤنث مثله، وكذلك لأنها تعمل كما يعمل.
والأفعال اللازمة التي تصاغ منها الصفة المشبهة، إما أن تكون على وزن "فَعِلَ" وإما أن تكون على وزن "فََعُلَ" فإن كان الفعل من وزن " فََعِلَ"، جاءت الصفة المشبهة منه على ثلاثة أوزان:
الأول : فَعِل (ومؤنثه فَعِلة) وذلك فيما دل على حزن أو فرح.
الثاني : أفْعَلُ (ومؤنثه فَعلاء) وذلك فيما دل على عيب أو حِلية أو لون.
الثالث : فَعلان (ومؤنثه فَعلَى) وذلك فيما دلً على خلو أو امتلاء.
وذلك كله واضح. في أمثلة المجموعة الأولى.
أما إن كان الفعل اللازم على وزن" فَعُل" فإن الصفة المشبهة تجيء منه على أوزان كثير في اللغة العربية، وأشهرها: فَعيلَ، وفَعْل، وفُعَال، وفَعَال، وفَعَل وفُعْل، كما في أمثلة المجموعة الثانية.
وأحيانا تجيء الصفة المشبهة على وزن اسم الفاعل أو اسم المفعول، حين يدلان على الثبوت، وذلك عند إضافتهما إلى مرفوعهما، مثل: هذا الرجل طاهر القلب صافي السريرة موفور الذكاء في المجموعة الثالثة.
وكل ما جاء من الأفعال الثلاثية بمعنى فاعل، وليس على وزنه فهو صفة مشبهة، مثل: شيخ وطيب وعفيف، في أمثلة المجموعة الرابعة.
هذه هي أوزان الصفة المشبهة باسم الفاعل، والفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل، أن اسم الفاعل يدلْ على من قام به الفعل على وجه الحدوث والتجدد، أما الصفة المشبْهة فتدل على من قام به الفعل على وجه الثبوت، فإذا قلت: "على جالس " دل ذلك على أن جلوسه يحدث ثم ينقطع، وإذا قلت "على مَرحَ " دل ذلك على أن مرحه صفة ثابتة فيه.
وإذا تأملت أمثلة المجموعة الخامسة، عرفت أن الصفة المشبهة يجوز فيها أن ترفع ما بعدها على أنه فاعل لها، وأن تنصبه على أنه مفعول به إن كان معرفة، أو على أنه تمييز إن كان نكرة، كما يجوز أن تجرْه على أنه مضاف إليه، ومثل ذلك أن تقول أيضا:"محمد حَسَنٌ وجهُه"، أو: "محمد حَسَنُ الوجهَ " أو:" محمد حَسَنٌ وجهاً"، أو: محمد حَسَنُ الوجهِ ".
القاعدة:
1- الصفة المشبْهة هي كل وصف أخذ من الفعل اللازم للدلالة على معنى قائم بالموصوف، قياماً ثابتاً لا حادثاً متجدداً.
2- إذا كان الفعل اللازم على وزن "فَعِل" صيغت الصفة المشبهة منه على ثلاثة أوزان هي:
(أ) فََعِلٌ (ومؤنثه فَعِلَة) إذا دل الفعل على حزن أو فرح.
(ب) أفْعَل (ومؤنثه فَعلاء) إذا دلَّ الفعل على عيب أو حِلية أو لون.
(ج) فَعلان (ومؤنثه فعلى) إذا دلَّ الفعل على خلو أو امتلاء.
3- وإذا كان الفعل اللازم على وزن "فَعُلَ " صيغت الصفة المشبهة منه على أوزان كثيرة في اللغة العربية، وأشهرها ستة هي :
فَعِيلٌ- فَعْلٌ- فُعَالٌ- فَعَالٌ- فََعَلٌ- فُعْلٌ.
4- من الصفات المشبهة ما جاء على وزن اسم الفاعل أو اسم المفعول ودل على الثبوت، فأضيف إلى مرفوعه.
5- من الصفات المشبهة كذلك ما جاء من الثلاثي بمعنى فاعل وليس على وزنه.
6- يجوز في معمول الصفة المشبهة الرفع على الفاعلية، والنصب على أنه شبيه بالمفعول به إن كان معرفة وعلى التمييز إن كان نكرة، والجر على الإضافة.