سن المراهقة

ستشمل هذه الدراسة واقع الطفل في مرحلة متأخرة من طفولته بين (12- 18) سنة وهي تعتبر من أهم المراحل إذا أنه تعتبر الفترة الأكثر قلقاً والعدم استقراراً بالنسبة للطفل هذه هي مرحلة المراهقة والتي حددها العالم النفسي C M E N D O S E في كتابه الشهير روح المراهقة

L A M E D E I A D O L E S C E N T ومابين السنة الثانية عشرة والثامنة عشرة وقد تمتد أحياناً إلى أكثر من ذلك.‏
واختصر الحديث على بعض النزاعات التي تجتاح نفس المراهق خلال هذه السنين ثم انتقل للحديث عن علاقته بأهله وبمجتمعه ثم علاقته بمدرسته ومدرسيه وذلك في سبيل إيجاد حلول ايجابية تساعده على تخطي هذه السنين الحرجة وتحمله على الانخراط بمجتمعه بشكل صحيح وسليم‏
بعض النزاعات التي تسيطر على المراهق‏
1- النزاع بين تربيته المحافظة و،ميله إلى اكتشاف المجهول والقيام بأعمال تتنافس مع تربيته الدينيةوالاجتماعية هذا الصراع يختلف باختلاف الجو العائلي الذي يعيش فيه المراهق ودرجة تحفظه وانعتاقه‏
2- النزاع الناتج عن تعلق المراهق بطفولته فهو يتهرب من تحمل المسؤولية ويتصرف وكأنه يريد أن يحتفظ دائماً بطفولته السعيدة المطمئنة‏
3- النزاع الناتج عن المثاليات التي يتوق المراهق إلى تحقيقها وواقع المجتمع الذي يعج بالخداع والوصولية‏]
إذا كان المراهق موهوباً عنده مثلا موهبة الرسم أو الشعر هنا ينشأ عنده نزاع بين تحقيق موهبةفي مجتمع يرفض أن يتقبل أي موهبة جديدة‏
ولاننسى النزاع الدائم بين عالم المراهقين وعالم الناضجين وهذا ما يقودنا إلى دراسة علاقة المراهق بأهله وعلاقته بمجتمعه وعلاقته بمدرسته ومدرسيه‏
علاقة المراهق بأهله‏
إن هذه العلاقة تلعب الدور الأول في تكوين نفسيه المراهق فالأهل يظهرون في مواقف عديدة غير قادرين على تفهم نفسية أولادهم ولايستطيعون التفاهم معهم فغالباً ما يكون الأولاد في وادٍ يكون الأهل في وادٍ آخرفقد يظهر الأهل كثيراً من الاهتمام بالأولادهم لدرجة مرضية هذا ما يخلق عند المراهق ردةفعل عكسية فيصبح همه الأوحد هو التخلص من سيطرة أهله ويعتقد بأنه لن يحقق ذاته إلا بتخلصه من هذه السيطرة ولكن هذا لايعني بأنه لايوجد هناك أسر واعية تتفهم وضع أولادها المراهقين وتساعدهم على تخطي هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم‏
علاقة المراهق بمجتمعه‏]
أنتقل الآن إلى دراسة علاقة المراهق بمجتمعه هذا المجتمع الذي يحقق له مالاتحققه له عائلته فهناك يستطيع أن يشعر بحريته فهو يختار المجموعة التي يريدها يختار الرفيق والصديق الذي يتلاءم مع ميوله وغالباً ما ينتمي إلى مجموعة معينة أو إلى حزب معين دون أن يعبأ برأي أهله وعلى حد قول G U I I O X في كتابه I A D O I E S C E T المراهق غالباً مايكون متمرداً بين أهله لكنه مطيع وإيجابي في مجموعته ومع أصدقائه لأنه هو الذي اختار هذه المجموعة بينما أهله فهم مفروضون عليه لذلك يصعب عليه تقبل آرائهم وارشاداتهم‏
علاقة المراهق بالمدرسة والمدرسين‏
[size=16]1- علاقته بالمدرسة أمابالنسبة لعلاقة المراهق بالمدرسة والمدرسين فهي الأكثر صعوبة فالمراهق يعي جيداً بأن عليه أن يؤمن مستقبله وذلك بحيازته على الشهادات المدرسية العالية ولكن تبقى المدرسة بالنسبة له السجن المؤقت والكتاب بمعلوماته الجافة يتناقص على عاطفته الجياشه وحبه للانطلاق فهو مثلا يفضل أن يرى برنامجاً تلفزيونيا مسلياعلى أن يمضي عدة ساعات في الدرس وهنا ينشأ الصراع عنده بين ما يجب ومالايحب أن يقوم به وهكذا تصبح المدرسة لأغلبية المراهقين وكأنها كابوس وتتأثر بهذا نفسيتة وتنعكس على علاقته مع مدرسية إذا يعتقد بأنهم هم السجانون ويحاول التهجم عليهم إذا ما سنحت له الفرصة وهم يتكتلون في بعض الأحيان ضد إدارة المدرسةمعتقدين بأنها هي السبب في وجود هذا النظام المدرسي الذي يمنعهم من ممارسة حريتهم وهنا يبرز السؤال السهم الأهم الذي يجبر الأهل والمسؤولين لماذا لا يعطي المراهق أحياناً نتائج مدرسية جيدة بالرغم من أنه على درجة عالية من الذكاء من أول العوامل التي تؤثر على الطالب المراهق هي نفسيتة الأهل إذا كانوا متشددين ويطلبون من المراهق أن ينجح بدرجة الامتياز أوجيد جداً فإن هذا يربك الطالب وخاصة في ساعة الامتحان ممايجعله يعطي نتائج سيئة أذكرهنا إحصاء العالم النفسي الفرنسي J A C O U E S D U C A S S O S سنة 1891 حيث وجد أن 60 من المراهقين يرجعون خلافاتهم مع أهلهم لسبب عدم حيازتهم على درجات عالية في الامتحانات وكذلك فإن اختلاف المستوى الثقافي بين الأهل والمراهق قد يؤدي إلى التأخر الدراسي عنده فإذا كان الأهل على مستوى رفيع من الثقافة فإن المراهق يشعر بالعجز أمامهم وباستحالة مناقشتهم أو مجاراتهم أما إذا كان الأهل غير مثقفين فهو يشعر بفوقية خاصة في الصفوف الثانوية والجدير بالذكر أن كلتا الحالتين تخلق عند المراهق نزاعات نفسية تؤدي إلى تدني مستواه الدراسي‏
أما الناحية المادية: فهي مهمة جداً على تصرفات المراهق فإذا أحس بأنه محروم تكون ردة فعله الانطواء والهروب وعدم الاهتمام بالدراسة وعلى العكس إذاكان يعيش في بحبوحة مادية كبير فهو يقول لنفسه لماذ الدرس والعذاب وأهلي يؤمنون لي كل ماأريد وهذا ما يجعله يهمل دراستة‏
وكذلك فإن المشاكل لعائلية المختلفة‏ كوجود زوجة أب مثلاً أو زوج أم أو الغيرةمن أخت أو أخ أو حتى الاهتمام الفائق من قبل الأب والأم ببنهم المراهق كلها عوامل تؤثر سلبا في نفسية المراهق وعطائه المدري‏