أنشأت مدينة إفران الحديثة من قبل الإدارة الفرنسية في عام 1929 على أراض صودرت من سكان
الزاوية .وكان الغرض أن تكون المدينة "محطة على التل" ومكان بارد تقضي فيه الأسر
المستعمرة فصل الصيف، وقد صممت أصلا وفق النموذج الحضري ل "الجاردن سيتي"
(مدينة الحدائق) السائد حينذاك. ودعت الخطة لإنشاء شاليهات صيفية على طراز
منازل
جبال الألب المحاطة بالحدائق والشوارع المنحية المحفوفة بالاشجار. كما بني قصرا ملكيا للسلطان
محمد الخامس بن يوسف وكانت أول المباني العامة للمدينة هي مكتب للبريد وكنيسة. وعلاوة على ذلك، تم بناء سجن أصبح بعدها معسكر لاسرى الحرب خلال
الحرب العالمية الثانية. كما هو الحال في أي مكان آخر في المغرب، نشأت بعد زمن قصير مدينة أكواخ تدعى
تمدقين بالقرب من المستعمرة. انها مساكن للمغاربة (من الخادمات والفلاحين، وغير
ذلك) الذين كانوا يخدمون المنتجعين الفرنسيين. كانت تمدقين مفصولة بواد
عميق عن الجاردن سيتي عائدة للاحتلال. بعد الاستقلال تم ببطء شراء
الممتلكات الفرنسية في الجاردن سيتي الأصلية من قبل المغاربة. وتم توسيع
المدينة وتجهيزها بمسجد وسوق بلديات
وأماكن سكنية عامة.
وعلاوة على ذلك، فقد أعيد بناء حي تمدقين وتمت تهيئته بالمرافق المدنية
المناسبة. في عام 1979 أصبحت إفران مقرا لإدارة مقاطعة تحمل نفس الاسم،
وأنشأت فيها بعض الخدمات الحكومية. في عام 1995
افتتحت جامعة الأخوين العامة والتي تم التدريس فيها باللغة الإنكليزية وحسب المناهج الجامعية الأميركية
وساعد هذا على جعل إفران مرة أخرى منطقة سياحية مرغوب فيها على النطاق
المحلي. ونتيجة لذلك، لا تزال إفران مستمرة بالتطور كمنتجع للصيف والشتاء.
يجري الآن تهديم الشاليهات القديمة في وسط المدينة والاستعاضة عنها بمجمعات
سكنية، في حين تنتشر مراكز الإجازات والمنازل الكبيرة على مشارف المدينة.
تتكون معظم جبال الأطلس المتوسط من سلسلة هضاب من
الحجر الجيري.
وبالقرب من إفران في الأطلس المتوسط توجد غابات الأرز. تهطل على هذه
الهضاب كميات كبيرة من الأمطار بنسبة حوالي 1000 ملم سنويا في إفران
وبالطبيعة فهي مشجرة بغابات البلوط والارز بالتناوب. يقع الأطلس المتوسط في
وسط المغرب ويشكل خزانا للمياه الطبيعية، فالعديد من أنهار البلاد المهمة
المولوية وسيبو وبورقرق وأم ربيع تنبع منه.على الرغم من توسطه، فالأطلس
المتوسط كان تاريخيا "الربع الخالي". بالرغم من أن المنطقة يمر بها التجار
بانتظام، وبالرغم من إن المراعي الصيفية الألبية كان يأتيها الرعاة، فإن
قسوة المناخ وعدم خصوبة التربة نسبيا طالما شكلا عائقا للمستوطنات البشرية
الدائمة.اليوم لا يزال الأطلس المتوسط من أقل المناطق المأهولة بالسكان في
المغرب، حتى بالمقارنة مع غيره من المناطق الجبلية مثل الاطلس الأعلى و
الريف. مدينة إفران الحديثة أنشأت من قبل الإدارة الفرنسية في عام 1928. صغير قلعة
عويد تزقويت (وهي الآن جزء من القصر) المطلة على عويد تزقويت تم بناؤها خلال فترة الغزو العسكري من أجل تأمين الطريق بين فاس
والخنيفرة عبر الجبال. فإن المشهد المنحدر بلطف، بينابيعه العذبة
وأزهاره البرية أعطى الإمكانية في أن يكون منتجع صيفي لعوائل الاحتلال الموجودة في
سهل سايس ومكناس وفاس. خمسين هكتار من الأراضي الزراعية في الزاوية، في منطقة عينت
أصلا كتورثيت أو "حديقة"، صودرت لهذا المشروع. كانت إفران بمثابة "محطة تل"
أو نوع من المستعمرات السكنية.
كان البريطانيون من الأوائل الذين أنشؤا هذا النوع من المنتجعات في
الهند، وأشهرها سيملا في جبال الهيمالايا والتي كانت بمثابة "عاصمة الصيف"
لهم. بنى الفرنسيون محطات تل مماثلة في الهند الصينية، كدالات التي أنشئت
في عام 1921، ليست إفران هي محطة التل الوحيدة التي تم انشاؤها في المغرب،
فقد بنى الفرنسيون محطة أخرى في إيموزر المجاورة، وكذلك في
أوكايمدين في الاطلس الأعلى. المحطات التلية لديها بعض السمات المشتركة، لكونهم مخصصين للأسر المغتربة من الأوربيين.
وأنها غالبا ما تكون مصممة بطريقة ترمي لتذكير سكانها المغتربين
بأوطانهم البعيدة. وقد اقتبس النمط المعماري الذي اعتمد فيها من البلد الأم
من أجل أن تبدو المنطقة بمثابة "إنجلترا الصغيرة" أو "فرنسا الناعمة". هذا
هو الحال في إفران حيث استخدمت أساليب بناء جبلية مختلفة مثل "دار الباسك"
"جورا" و"سافوي". وعلاوة على ذلك، فقد تم جلب الاشجار والنباتات المزهرة
من بلد المنشأ الأوروبية. وكان القصد من ذلك أيضا هو جعل المكان أكثر شبها
بالوطن الأصلي. في إفران تم استيراد أشجار الأرجوان وأشجار السيكامور
(platanes)، وأشجار الكستناء (marronniers وchâtaigniers)
وشجرة الزيزفون (
linden tree) (tilleuls) كلها استوردت لهذا الغرض.